هاشم عبد الفتاح عزيزي القارئ إذا دفعت بك الأقدار يوماً لتكون موظفاً أو عاملاً بإحدى إدارات جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم, أو إذا تعرضت إلى الظلم أو ضياع الحقوق أو الفصل التعسفي بالطرد من الخدمة بالحق أو بالباطل، فلا تفكر كثيراً في اللجوء إلى القانون لدى مؤسسات العمل والعدالة, أما لماذا؟ .. فهذا ما تبيِّنه بوضوح تلك الوثيقة التي بين يدينا والصادرة بأمر من مكتب العمل بولاية الخرطوم، فما فحوى هذه الوثيقة وماذا قالت؟ !! والحكاية هي أن أحد موظفي جامعة أفريقيا العالمية واسمه (محمد طه نور الدائم محمد) كان موظفاً ورئيساً لإدارة الاستثمار وتنمية الموارد بتاريخ تعيين 1/11/2012 بمرتب وقدره (5505) حتى فصله من وظيفته هذه بتاريخ 26/ 1/ 2021, ولكنه حينما سأل عن حقوقه ما بعد الفصل لم يجد استجابة، ولا أذنا صاغية, فلجأ إلى مكتب العمل بالخرطوم عله يجد من ينصفه ويرد له حقوقه القانونية، فصاغ كل غضبته وحزنه في شكل (شكوى) ودفع بها إلى المسؤولين بمكتب العمل, ولكن حينما (حدق) هؤلاء المسؤولون في فحوى الشكوى، وعلموا أن الجهة (المشكو ضدها) كانت هي جامعة أفريقيا العالمية, كان الرد سريعاً ومباشراً وبخطاب رسمي معنون إلى صاحب الشكوى لإبلاغه بقرار مكتب العمل بشطب الشكوى ضد هذه الجامعة.. لماذا؟ !! لا تندهش عزيزي القارئ بمثل ما اندهش صاحب الشكوى هذه , فالحقيقة هي أن جامعة أفريقيا العالمية (تتمتع الآن بكامل الحصانة الإجرائية من التقاضي المدني والجنائي) وذلك بموجب النظام الأساسي للجامعة لسنة 2011, وهنا يبرز التساؤل المشروع.. من هو المشرع الذي أعطى هذه الجامعة (صك الحصانة) ضد كل دعوى جنائية أو إدارية؟ ثم ما هي الميزة التفضيلية التي جعلت من جامعة أفريقيا وكأنها هي الاستثناء عن الجامعات الأخرى في السودان؟!! يبدو واضحاً أن جامعة أفريقيا العالمية استمدت قواها ونفوذها وحصانتها من النظام المباد، خصوصاً أن هناك من لا يزال على إيمان وقناعة بأن النظام القديم ما زال يقف على رجليه داخل سور جامعة أفريقيا ولم يسقط بعد..!! كما أن الجامعة ما زالت تحتفظ بعلاقاتها القانونية والتنظيمية مع مؤسسات النظام المخلوع.. فهذه رسالة نبعث بها لكل مفصولي ومنسوبي جامعة أفريقيا العالمية بألا يفكروا في المطالبة بحقوقهم لدى مكتب العمل، قبل أن يطالبوا بإسقاط النظام القديم داخل أسوار جامعة أفريقيا العالمية. ( صحيفة الحراك السياسي)