تربطني باللواء مهندس عبد الرحيم محمد حسين علاقة قديمة، قول من حوالي 40 سنة، يعني علاقة دراسة، و لكنها فترت بعد أن فتحها الله في وجهه و (قدَر عليّ رزقي)، (وبقى في جيهة … و أنا في جيهة) كما يقول الراحل محمد سالم حميد في قصيدة (الجابرية). ولكن، والحق يُقال، لم ينسَ الرجل العُشرة، و كان كلما إلتقاني (يقوم بالواجب)، وطبعاً إنتو عارفين ما أقصده بكلمة (الواجب) خاصة في الظروف الإقتصادية الصعبة دي…. وبعدين (روح يا زمان و تعال يا زمان)، وحدس ما حدس، و بقينا تاااااني (أنا في جيهة … و هو في جيهة)، و قلت ما حأكون ناكر معروف و حأقوم معاه بالواجب… و طبعاً (الواجب) بختلف حسب الظروف، و أنا ما عندي حيلة غير أتصل عليه و أطمئن على صحته. : ألووو ….. (كان صوته جافاً مثل فحيح ثعبان مما سبب لي بعض الإنقباض). : السلام عليكم سيادة اللواء… : و عليكم السلام…. مين معاي؟ : معقولة سعادتك؟ بالسرعة دي نسيت صوتي؟ : معليش يا أستاذ، (السجن) ليه أحكامو … قصدي (السن) ليه أحكامو. : يا ساتر، مالك سعادتك بقيت ما بتجمِّع؟ : آآآآآخ يا حميدتي، الله لا غزّ فيك بركة، بقى الواحد فينا يهترش زي المجنون. : معليش سعادتك… لكن حميدتي الجابو شنو هنا؟ : يعني ما عارف؟ حميدتي الجبناه فزعة بقى لينا وجعة، لو قام باللازم في فض الإعتصام و كنس الصعاليق و المطلوقات ديل زي ما أفتانا شيخ عبد الحي ما كان دا الحال. : لكن سعادتك سفك الدماء ما حاجة هينة، و هو برضو ما قصّر معاكم، قالو كتل ليكم أكتر من ميتين، ودا عدد ما ساهل. : يا خوي ميتين شنو و خمسمية شنو؟ عبد الحي قال أكتلوا التلتين تقول لي ميتين؟ : بس الحكاية ما مستاهلة سعادتك…. الزول برضو بخاف الله.. : طبعاُ حتقول ما مستاهلة، لأنو إيدك في الموية الباردة، لكن على الطلاق لو عارف الحالة اللي نحن فيها دي تقول لو كتل الشعب كلو مافي مشكلة…. و بعدين يخاف الله و لّا ما يخاف دي مشكلتو هو؟ ما أدوهو فتوى صريحة. : يا سعادتك شِدة و تزول. : شدة و تزول؟ إنت شايف ريالتي سايلة و لا عندي قنبور ياخوي؟ علي الطلاق دي إلا تزول بالموت. : بس يا سعادتك أنا كلمت البشير قبل يومين و قال لي هانت و إنكم عائدون…. : هههههه عائدون؟ إنت بتصدق (الوهم) دا؟ قول ليه (تشمها قدحة). : معقول تقول للريس (وهَم)؟ يا خي دا كان صديقك الروح بالروح. : صديق شنو يا زول؟ أنا علي الطلاق لو ما حاجّة (هدية) الله يرحمها ما كنت أشتغل معاه يوم واحد، تصدق من وراي كان بسميني (اللنبي)، و قال أني بتفتف لما أتكلم و البزاق بطير من خشمي و بعمل ليه قرف؟ وبقول أنا دلاهة؟ دا زول فيه فايدة دا؟ وعليك أولادك أنا بستاهل الأوصاف دي؟ : لا و الله.. بعيد عنك…. زول وصل رتبة لواء و بقى وزير دفاع معقول يكون دلاهة؟ : ويا ريت المشكلة وقفت على الشتايم و النبذ، المشكلة إني طلعت (كيت) من كل اللغف و اللهط العملوه جماعتو، و كلما أطلب منو حاجة يقول لي أصبر، و لما يطول صبري و أزعل يقول لي يعني أنت ما عندك ثقة فيّ؟ (أنا حصل يوم كضبت عليك في حاجة)؟ : يعني معقولة هس ما عندك أراضي و لا أبراج في ماليزيا و لا دبي؟ : ماليزيا و دبي!!! ياخوي أنت قايلني عوض الجاز و لا وداد بابكر؟ أنا ما عايز في ماليزيا و دبي أنا عايز في سوداننا الواااااسع دا. : طيب ما عيّنك والي الخرطوم و كان ممكن تسجل ليك أراضي و تظبط أمورك؟ : هي دي كانت فعلاً فرصة، لكن لقيت الحتات كلها باعوها. : معليش سعادتك، نصيبك كدا، بس ما وريتنا الحال في السجن كيف؟ : الحال؟ حال عدوك … تصدق عشان أقدر أنوم بقيت أستعمل نظرية الدفاع بالشم؟ : كيف يعني؟ : بتتذكر نظرية الدفاع بالنظر ال طلعتها ليكم لمحاربة إسرائيل لما كنت وزير دفاع؟ : معقول؟ ودي تتنسي سعادتك؟ : أها نفس الشي عملتو هنا.. المجاري هنا ريحنا طاقّة، و الواحد يضطر يتشمشم حواليه لي حد ما يلقى الوضع ال بتجيك منو أقل عفونة عشان يخت راسو في الإتجاه الصحيح و لّا حيكون مساهر طول الليل…… : و الله طول عمرك عبقري و بتاع نظريات مبتكرة، إن شاء بعد تطلع تعمل لينا نظرية الدفاع باللمس أو اللحس؟ : أطلع و ين تاني؟ أنت لسة متأثر بأوهام المتخلف دا؟ : يعني حكاية عائدووون دي ما مقتنع بيها؟ : لو إقتنعت بيها أكون زي الأهبل ال قالها ليك… خليه يتخارج من بنسودا أول.. : و الحل؟ : في البل…..