تعرض المئات من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعالجون مرضى كوفيد – 19 في جميع أنحاء العالم لهجمات لفظية وجسدية وصل بعضها إلى تهديد الحياة، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية. ومن المتوقع أن تزداد الهجمات المرتبطة بالجائحة على العاملين في مجال الرعاية الصحية، بسبب بعض المتغيرات الجديدة أبرزها الفوضى في دول مثل الهند، تأخر إطلاق برامج التطعيم في بعض البلدان، وذلك وفقا لما نقلته الصحيفة عن مقررة الأممالمتحدة الخاصة بالحق في الصحة، تلالنغ موفوكينج. وقالت موفوكينج إن هذه الهجمات كانت "مخيبة للآمال ومثبطة للهمم"، مضيفة "عندما تفشل الحكومات، فإن العاملين الصحيين هم من يتحملون الركود ويضمنون عدم انهيار النظم الصحية". ووفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم تسجيل 848 حادثة عنف مرتبطة بكوفيد – 19 من فبراير إلى ديسمبر من العام الماضي. وأظهر تحليل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الغالبية العظمى من الحوادث كانت من قبل المرضى أو أقاربهم. أعطى رئيس مبادرة الرعاية الصحية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ماسيج بولكوفسكي، مثالا لمريض يعاني من أعراض كوفيد-19 في نابولي بإيطاليا، والذي كان غاضبا بعد أن طُلب منه الانتظار، فقام بالبصق على الطبيب والممرضة. نتيجة لذلك، تم إغلاق الجناح بأكمله وإرسال الموظفين إلى الحجر الصحي. ألقى بولكوفسكي باللوم على الحكومات للسماح بنشر المعلومات المضللة، قائلا: "الكثير من المخاوف تأتي من حقيقة أن الحكومات لم تتصرف بشكل واضح بشأن هذه القضية، لقد أعطوا الأولوية للاقتصاد على حساب صحة الإنسان". وعن أبرز الأسباب التي دفعت المرض أو أقربائهم للقيام بتصرفات عنيفة، قال بولكوفسكي "هذا ينتج بالعادة عن وفاة أحد الأقارب، أو الخوف من الموت، أو عدم السماح بإجراء طقوس الدفن بشكل العادي بسبب قيود فيروس كورونا". مخاوف في بريطانيا من إعادة فتح البلاد سلالة "دلتا" من فيروس كورونا.. مدى خطورتها وقدرة اللقاحات على الوقاية منها أثارت سلالة جديدة لفيروس كورونا المستجد ظهرت في الهند أول مرة وتسببت في زيادة بالحالات الجديدة في بريطانيا التساؤلات حول مدى خطورتها ومدى قدرة اللقاحات على الوقاية منها ووفقا لبولكوفسكي، فإن القوات الأمنية مسؤولة أيضا عن حوالى 20 في المائة من الهجمات المرتبطة بكوفيد-19. في ميانمار، تم احتجاز فرق طبية في طريقها لعلاج مرضى كورونا الذين يعانون من ضائقة تنفسية، مما أدى إلى وفاة المرضى. ردا على تصاعد الهجمات المرتبطة بكوفيد -19، اتخذت بعض الدول إجراءات قانونية ومنها الهند، التي عدلت قانون الطوارئ لجعل عقوبة الاعتداء على العاملين في الرعاية الصحية 7 سنوات سجن. كما أعلنت السلطات في السودان إنشاء قوة شرطة مخصصة لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء الوباء. كما قامت الجزائر، بتعديل قانون العقوبات لزيادة حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية من الاعتداءات ومعاقبة الأفراد الذين يضرون بالمرافق الصحية. وهنا شددت موفوكينج على أنه بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، يمكن أن يؤدي العنف إلى مشاكل الصحة العقلية والإرهاق، وفي بعض الحالات الانتحار. ودعت إلى زيادة المراقبة وجمع البيانات عن الهجمات العنيفة، آملة أن ترى توسيعا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي عام 2016 الذي يلزم الدول بمنع الهجمات على الرعاية الصحية في مناطق النزاع والرد عليها، مع مراعاة الحوادث المتعلقة بكوفيد – 19.