ارتفعت حصيلة القتلى جراء الضربات الإسرائيلية التي استهدفت ليلاً مواقع عدة في سوريا، إلى 11 قتيلاً على الأقل، بينهم سبعة عناصر من قوات النظام، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء. وكانت الدفاعات الجوية السورية قد اعترضت قصفا صاروخيا إسرائيليا، من الأجواء اللبنانية، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية. وشن الطيران الإسرائيلي قبل منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء غارات على مناطق عدة في دمشق ومحيطها وفي محافظات حمص وحماة (وسط) واللاذقية (غرب)، وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنّ "دفاعاتنا الجوية تصدّت مساء اليوم (الثلاثاء) لعدوان إسرائيلي على بعض الأهداف في المنطقة الوسطى والجنوبية وأسقطت بعض الصواريخ المعادية". ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إنّ "العدوّ الإسرائيلي قام بعدوان جوّي من فوق الأراضي اللبنانية واقتصرت الخسائر على الماديات" وقال الجيش الإسرائيلي، الذي نادراً ما يؤكد ضرباته في سوريا، لوكالة فرانس برس إنه لا يعلق على "ما تنشره وسائل إعلام أجنبية". وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء أن مقاتلين من القوات السورية قتلوا في الضربات الإسرائيلية الليلية. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس عن مقتل "سبعة عناصر من قوات النظام، أحدهم برتبة عقيد، إضافة الى أربعة مقاتلين من قوات +الدفاع الوطني+ الموالية للنظام"، مشيراً إلى جرحى في حالات خطرة. وأوضح عبد الرحمن أن الضربات الإسرائيلية استهدفت "مواقع عسكرية تابعة للدفاع الجوي شرقي قرية خربة التين بريف حمص (…) كما انفجر مستودع للذخيرة يعتقد أنه تابع لحزب الله اللبناني، في المنطقة ذاتها". وقال مدير المرصد إنها "الضربات الإسرائيلية الأولى في سوريا منذ الحرب الأخيرة في غزة". وإذا تأكدت تلك التقارير، فستكون هذه أول غارة صاروخية من نوعها منذ حوالي شهر. وكانت غارات قد استهدفت في 5 مايو/أيار ميناء اللاذقية الواقع على البحر المتوسط بالقرب من قاعدة جوية روسية. وقالت مصادر استخبارية غربية إن الضربات الإسرائيلية المتصاعدة على سوريا منذ العام الماضي جزء مما يعرف بحرب الظل التي وافقت عليها الولاياتالمتحدة، بحسب وكالة رويترز. وهي أيضا جزء من سياسة مناهضة لإيران أدت في العامين الماضيين – بحسب ما تقوله المصادر الغربية – إلى تقويض القوة العسكرية الواسعة لإيران من دون زيادة كبيرة في الأعمال العدائية. وقالت المصادر الاستخباراتية إن إسرائيل وسعت خلال العام الماضي الأهداف التي تضربها في أنحاء سوريا، حيث ساهم حلفاء الأسد وايران في استعادة جزء كبير من الأراضي التي كانت القوات السورية الحكومية قد فقدت السيطرة عليها في الحرب. وخلال السنوات الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة بشكل خاص مواقع للجيش السوري وأهدافا، تقول إنها إيرانية، وأخرى لحزب الله اللبناني. وتسبّب النزاع في سوريا، منذ اندلاعه في آذار/مارس 2011، بمقتل نحو نصف مليون شخص، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.