1- جاءت الاخبار قبل قليل -اليوم الاربعاء 16/ يونيو الجاري- وافادت، ان البريطاني الجنسية كريم خان، (51) عاما، تولي اليوم الأربعاء مهام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ومقرها في لاهاي الهولندية، إثر أدائه القسم الذي تعهد خلاله بالعمل "بشرف وأمانة وحياد ووفقا لما يمليه الضمير" وقال: "أتعهد رسميا بأن أمارس مهامي وسلطاتي كمدع عام للمحكمة الجنائية الدولية بشرف وأمانة وحياد ووفقا لما يمليه الضمير"، وبهذه الكلمات عبر المدعي العام الجديد للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان عن خدمة هذا المنصب بما يلزم من مسؤولية أثناء أدائه اليمين." 2- انتخبت الدول الأعضاء في المحكمة خان في شباط/ فبراير الماضي لولاية مدتها تسع سنوات على رأس المحكمة الجنائية الدائمة الوحيدة في العالم. وتواجهه خان تحديات كبيرة مطروحة أمامه في محكمة لاهاي الدولية، تشمل تحقيقات مرتبطة بالأراضي الفلسطينية وأفغانستان والفلبين. وسبق أن قاد خان تحقيقا أمميا خاصا بشأن تنظيم "الدولة الإسلامية" كما أنه مثل سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، في المحكمة الجنائية الدولية. 3- السيدة/ فاتو بنسودا، المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية يعرفها كل سوداني ويعرف سعيها المتواصل من اجل تطبيق العدالة وعدم افلات القتلة الذين ارتكبوا مجازر مروعة من المساءلة والعقاب ، نعرف عن بنسودا الكثير وكيف انها منذ لحظة استلامها منصب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية من خلفها لويس مورينو أوكامبو في يونيو عام 2012، واصلت اهتمامها بقضية ضرورة اعتقال الرئيس المخلوع واخرين مطلوبين امام محكمة الجنايات الدولية، واشهرهم احمد هارون وعبدالرحيم وموسي هلال. 4- السيدة/ فاتو بنسودا، كان الرئيس المخلوع يكرهها كره شديد لانها كانت في كل مرة تؤكد باصرار شديد علي ان البشير سيتم اعتقاله وتقديمه لمحكمة الجنايات الدولية طال الزمن او قصر جراء ارتكابه جرائم تتعلق بمجازر طالت مئات الآلاف من السودان، البشير لم يتجرأ ان يشتمها كما شتم من قبل لويس مورينو أوكامبو وقال في احدي المرات "اوكامبو ومحكمة الجنايات تحت جزمتي دي!!"، لم يعلق البشير علي تصريحاتها ولزم الصمت خوفآ من تصعيد مشكلته مع محكمة الجنايات، خصوصآ وان بذاءته التي سب فيها الدول الكبري ومحكمة الجنايات جلبت له ردود فعل قاسية لم يكن يتوقعها. 5- السيدة/ فاتو بنسودا، يكرهها ايضآ البرهان وكبار الضباط الذين خدموا مع الرئيس المخلوع، الذين بعضهم مازالوا يعملون في السلطة الحالية، هؤلاء القادة العسكريين يكرهونها – كراهية الموت- لانها تعرف الكثير المثيرعنهم بالتفاصيل الدقيقة الموثقة بالارقام والبيانات، نسودا علي علم تام بالجرائم الكثيرة التي شاركوا فيها منذ عام 2003 باقليم دارفور وجبال النوبة واستخدموا فيها كل انواع الاسلحة بما فيها الاسلحة المحرمة دوليآ، وانهم – بلا استثناء- كان لهم دور كبير في ارتفاع اعداد الضحايا وزيادة المقابر. 6- زارت السيدة/ فاتو بنسودا الخرطوم لاول مرة في شهر اكتوبرعام 2020 ، ولدي وصولها الخرطوم صرحت أن الهدف من زيارتها إلى السودان هو التنسيق مع السلطات حول عمل المحكمة بالمواضيع ذات الصلة بإقليم دارفور، غربي البلاد. وقالت ايضآ: "هدف زيارتي من شقين الأول الاجتماع مع المسؤولين السودانيين حول عمل المحكمة الدولية في إقليم دارفور، وكيفية تنسيق التكامل بين عمل المحكمة والجهاز القضائي المحلي حول موضوعات ذات صلة بالإقليم"، الشق الثاني هو كيفية الحصول على تعاون السلطات السودانية في جمع المعلومات ذات الصلة بقضية علي محمد علي عبد الرحمن (كوشيب)". 7- في هذه الزيارة الاولي، طالبت بنسودا في الشهر نفسه، كافة أعضاء المجلس ببذل كل الجهد لتسليم 4 متهمين سودانيين آخرين، بينهم الرئيس السابق، عمر البشير (1989: 2019)، ليمثلوا أمام المحكمة. 8- غادرت بنسودا الخرطوم بعد ان تلقت وعود من البرهان علي اهتمام السودان بالتعاون التام مع محكمة الجنايات الدولية. 9- زارت بنسودا الخرطوم للمرة الثانية وكانت غاضبة للحد البعيد من تلكؤ مجلس السيادة والحكومة في التعاون مع محكمة الجنايات الدولية، وان السلطة الحاكمة في الخرطوم تتعامل مع محكمة الجنايات الدولية كانها مؤسسة من مؤسسات الخرطوم، وفي هذه الزيارة قالت بنسودا بالصريح الواضح: "إنه بناء على سير التحقيقات التي تجريها المحكمة مع علي محمد علي، المعروف ب"كوشيب"، فإن الحكومة السودانية مطالبة بتسليم رئيس المؤتمر الوطني الذي تم حله، أحمد هارون، القابع حاليا في سجن كوبر شرقي الخرطوم، وذلك قبل يوليو المقبل.". 10- صحيح ان فترة بنسودا في عملها بالمحكمة قد انتهي في هذا الشهر يونيو 2021، ولكن هذا لا يعني ان تسليم البشير وهارون، وامر القبض عليهما قد الغي، فالمطالبة قائمة في عهد المدعي العام الجديد كريم خان. 11- اذا كانت السلطة السابقة في زمن الرئيس المخلوع قد ماطلت كثيرآ وتعمدت تاخير وتاجيل تسليم البشير، ومن هم ايضآ مطلوب مثولهم امام محكمة الجنايات، فلماذا ينتهج البرهان نفس مسلك سابقيه في النظام المباد ، ولا يفي بالوعد الذي التزم به امام بنسودا بالتعاون مع محكمة الجنايات وتسليم المطلوبين؟!! 12- في الختام، نيابة عن كل الشرفاء في بلدي، ازجي الشكر للسيدة/ فاتو بنسودا التي ظلت منذ عام 2012 ثابتة بشدة علي مبدأ ان ينال كل من ارتكب جرائم الابادة ، والاغتصابات، والتعذيب والحرائق في دارفور، وان ينال الرئيس المخلوع ومن اشتركوا معه في سلسلة التصفيات الجسدية عقابهم الصارم. 13- مرفقات لا علاقة بالمقال: (أ)- 2 يونيو 2021: أكدت فاتو بنسودا أنها أجرت "محادثات بناءة" مع مسؤولين بالحكومة السودانية، بشأن تسليم مطلوبين، على رأسهم الرئيس السابق عمر البشير، وآخرين صدرت ضدهم مذكرات اعتقال بسبب اتهامهم بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. وأشارت إلى أن أوامر القبض على البشير والمتهمين الآخرين "ما زالت سارية"، وأن المحكمة الجنائية الدولية "تنتظر من الحكومة السودانية التنفيذ". (ب)- يشير متابعون إلى أن محاكمة البشير سوف تظل سيفا مسلطا على رقبة المكون العسكري، والمكون المدني، فالأول يتهم بالتستر على جرائم البشير، والثاني متهم بعدم القدرة على تطبيق العدالة ومغازلة فلول النظام السابق. [email protected]