احتفى مركز راشد دياب للفنون باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي يصادف السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام، وذلك في محاولة من المركز لإيجاد الحلول لمشاكل تعاطي المخدرات. ويأتي الاحتفال الذي ترعاه شركة سكر كنانة المحدودة في إطار أنشطة المركز الثقافية والفنية الرامية إلى التوعية والتثقيف. وقال العميد محمد عمر مدير الدائرة الفنية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات إن اليوم العالمي للمخدرات أجازته الأممالمتحدة بغرض إيجاد عالم يخلو من المخدرات، مستعرضاً جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في السودان. واضاف قائلا" إن السودان يعاني من انتشار المخدرات وسط الشباب بصورة كبيرة، مبيناً أن للمخدرات أبعادا اقتصادية و اجتماعية و دينية، وأن نسبة تعاطي المخدرات بدأت تزداد منذ العام 2010، مما دفع الوزارة لوضع استراتيجية وطنية للحد من محاربة المخدرات وترتكز على ثلاثة محاور. ولفت إلى أن مشاكل المخدرات تكمن في زراعة القنب في ولايات دارفور، وولاية القضارف، والتهريب الذي زاد بصورة كبيرة وذلك من خلال وضعية السودان الذي يعد معبراً للعديد من دول الجوار، مؤكداً أن هذه المشاكل جعلت المخدرات تشكل هماً وطنياً مهدداً للأمن الوطني. وأرجع انتشار المخدرات في السودان إلى طول الشريط الحدودي مع دول الجوار، وضعف أدوات المكافحة الحديثة، كاشفاً أن الدولة في استراتيجيتها في هذا الصدد ارتكزت على خفض العرض، وذلك من خلال التجفيف عبر الحملات الإستباقية للمكافحة وتقديم تجار المخدرات إلى المحاكمة، الى جانب خفض الطلب من خلال بث الوعي والتثقيف وسط القطاعات الشبابية، داعياً إلى إيجاد مسئولية تضامنية لمحاربة المخدرات،مطالباً الدولة بتقوية القدرات الفنية والقضاء على البطالة وتخاذ إجراءات جنائية وتشديد القانون. واشار الى اهمية دور الأسرة، وتقوية الوازع الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة والعمل على التنشئة الطبيعية للابناء وسط الأسرة. وقال إن السودان في الفترة الأخيرة انتشرت فيه كميات كبيرة من المخدرات الكيميائية المستوردة من الخارج مثل حبوب الهلوسة، لافتا إلى أن هذه المخدرات تسبب الكثير من الأمراض مثل مرض السرطان ومرض ضعف الذاكرة وغيرها من الأمراض. واستعرض البروفيسور أحمد عوض الجمل استشاري العقاقير الطبية والسموم، الدور الكبير الذي تقوم به اللجنة القومية لمكافحة المخدرات في السودان منذ بداية الستينيات من القرن الماضي، وذلك بغرض الحد من انتشار المخدرات ومكافحتها، موضحاً أن اللجنة القومية تحاول تطوير وتحديث أجهزتها ومعداتها حسب خطط الوزارة، مضيفاً أن هناك بعض الجهات الرسمية مثل وزارات الرعاية الاجتماعية والشباب والرياضة والتربية والتعليم والأجهزة الشرطية تقوم بدور كبير لمكافحة المخدرات ولكن للأسف لا توجد ميزانية محددة تتبناها الدولة في إطار هذه المكافحة. وذهب البروفيسور أحمد الجمل إلى أن اللجنة القومية لمكافحة المخدرات نظمت أكثر من 30 اجتماعاً مع المجلس القومي للصيدلة والسموم، وذلك بغرض الإسهام من الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع السوداني، والتعريف بالمخاطر التي تسببها على الصعيد الشخصي والمجتمعي، وذلك من خلال التوعية والتثقيف بالوسائط الاعلامية. وأكد أن هذه المؤسسات قدمت الكثير من التعاون للجنة القومية لمكافحة المخدرات منذ العام 1985م. ويرى أنه في الآونة الأخيرة بدأت تظهر بعض السلوكيات الغريبة من جراء تعاطي هذه المخدرات، والتي وصفها بأنها أضحت تشكل واحدا من الهموم الوطنية الكبيرة. وانتقد إغلاق دور السينما لانها كانت تسد قدراً كبيراً من الفراغ لدى الشباب، وفي نفس الوقت فإن السينما كانت تقوم بدور تثقيفي وتوعوي جاد في الكثير من أفلامها المعروضة. وأوضح الدكتور راشد دياب أن المخدرات من وجهة نظر ثقافية وأبعاد اجتماعية، تعتبر من أكبر المهددات الأسرية والاجتماعية. وقال إن تعاطي المخدرات أصبح ظاهرة اجتماعية خطيرة جداً، وأكد أن الفنون والدراما والموسيقى يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في مجال التوعية التثقيفية. من جهته اقترح الدكتور راشد دياب مجموعة من البرامج المستمرة والمشاريع التي تهدف إلى التوعية بمخاطر تعاطي المخدرات، وذلك من خلال استخدام الفنون التشكيلية. وكشف أن هناك أكثر من 2000 فنان تشكيلي في السودان يملكون القدرة على عمل لوحات تشكيلية ومعارض مستمرة تبرز فيها الأخطار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية للمخدرات، وكذلك عمل ملصقات وجداريات حائطية تصب في إطار التوعية والتثقيف، وشدد على أن هذا المشروع سوف يؤدي إلى نتائج مادية ملموسة. الى ذلك أكد اللواء شرطة خالد حسان مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن المكافحة الميدانية للمخدرات حققت بعض النجاحات. وقال إن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تتجه لتوسيع دائرة المكافحة معلناً تبنيه لكل المقترحات التي قدمها الدكتور راشد دياب ودعمها. وختم الأمسية الفنان فتحي حسين بمجموعة من الأغنيات.