هذه أيام عيد.. عيدكم يا رب سعيد… جلست بالقرب من الكبش المنتظر تنفيذ حكم الاعدام فيه ذبحاً حتى الشيه. نظرت في عينيه البريئتين بعمق… تساءلت (فيم يفكر المسكين)؟ ربما في نعجته الحبيبة التي طارحها الغرام بالأمس… لكن أي النعاج كانت؟ فهن كثرٌ…. تهت في التفكير دون جدوى. توصلت الى قرار مقنع (القدامو بس)!! منتهى التحرر الذي ينحط الى الإباحية. إذا يستاهل!! "بااااع" صرخ المسكين بلغة تفهمها النعاج… ومن دون أن أفهم ماذا يريد تعاطفت معه مرةً أخرى. ثم ما لبثت أن تمنيت له الموت حين تذكرت كم (قد) جيبي…. أقبل الجلاد متأبطاً سكينه والفرار والساطور.. تصورته (أب فرار) بتاع الصيف الشهير… بسروال وعراقي تدينه فورا آثار جرائمه الدموية المنتشرة بقعاً حمراء قانيةٍ.. وأدوات الجريمه. (الخروف ده اديتوهوا مويه)؟ يا للرحمة ويا للاحساس المرهف والقلب الحِنَيِّن!! ياخي قوم لف!! أكتل بس!! تله من الوتين… كبّر… ثم قسا وتجبر… تقدم السكين وتأخر… ثم نحر.. ثم الخروف شخر… وهكذا أسدل الستار على حياة مخلوق.. كان قبل حين ملء السمع والبصر… صال وجال بين النعاج.. أبيضها وأسودها… بكرها وثيبها… مكتنزها ويابسها…. القدامو بس…يبدو أن للبرسيم سراً لا يعلمه سوى الخراف. تذكرت أنني في أوج مراهقتي تمنيت أن لو كنت كبشاً..!!! وما انتهت الحكايه…. قال الجلاد (جيب ملح)… جبت الملح.. أمسك بفشفاش الضحية… ومن انبوب كان (القصبة الهوائية)… أملح الرجل الفشفاشَ. ثم بدأ ينفخ… بدا الفشفاش جميلاً وهو منفوخاً.. لكنها سماحة جمل الطين!! لا أحد غير علام الغيوب يعلم كم نوعا من (الفيروسات) فكاها الرجل داخل ذلك الذي انتفخ. ثم دار صراع في داخلي… (نحن شعب يأكل الفشفاش نيئاً.. ونحن في عصر الكورونا.. ماذا يمنع أن هذا الرجل يحمل فايروسها؟ ثم اذا كان هذا لا يحمله… هناك وفي هذه اللحظة واليومين القادمين عشرات الملايين من الفشافيش تنفخ… يا ربي كم جزاراً بين النافخين مُكَرْوَناً؟! واذا علمنا أن الفشفاش "الريئتين" هما البيئة التي تعطي (الكوفيد) عنفوانه والحياة….. إما أن يضيف الجزار للسكين والساطور والفرار منفاخاً ، أو أن السودان اذاً في حيص بيص). نحن شعب يلاقي الكورونا بأنوف جسورة لا تخضع لقطعة من القماش قيل (كمامه)!!! … أكثر ما أخشاه أن يكمل الفشفاش في السودان… ما بدأه الخفاش في (ووهان) ….!!! [email protected]