و.. كليهما يقومان على المزاج السوداني.. والمزاج السوداني..سياسيا..اقتصاديا.. اجتماعيا.. أمنيا..عسكريا.. و إعلاميا.. كلها تتراوح ما بين.. حار جاف.. ودافئ ممطر.. الزراعة السياسية في السودان في مرحلة (التحضير) تقوم.. على (المباصرة) ما بين الجفاف والحر.. والعواسة السياسية.. بعد مرحلة التخمير تخرج لنا من (التُكل) دافئة.. وقد تعودنا في إدارة شأننا السياسي أن نباصر أمرنا.. بمزااااج.. الحر والجفاف.. والمطر فبداية إدارة دولتنا السودانية.. كانت إعلانا (مباصرا) للاستقلال من داخل البرلمان.. وتشكيل حكومتنا الأولى.. نُباصرها ما بين حر المزاج السوداني.. وجفاف المفردة السياسية.. والشعور بهمبريب دعاش مطر الحرية والانعتاق من المستعمر.. وانتماؤنا الإقليمي.. تذهب بنا تحضيراته إلى العرب.. وهم لنا كارهون.. لأن مزاجنا تشوبه عادة التخمير.. و.. والتخمير عادة لن تجدها الا في أفريقيا.. الأزهري رحمه الله.. ذهب للعرب بالتحضير.. وترك التخمير.. وفي انتماءنا الدولي.. ذهب مزاجنا السوداني وبدون تحضير إلى (باندونق) يحمل منديلا ابيضا.. لا يتسق مع مظهرنا.. لكنه يطابق (خميرة) دواخلنا التواقة للسلام.. ونظل نمارس.. التحضير والتخمير.. العساكر.. يحضرون. ينقلبون.. وتبدأ الأحزاب في التخمير.. أكثر من ستين سنة.. والسودان ما بين التحضير والتخمير.. منذ الإستقلال وحتى ما قبل ثورة ديسمبر المجيدة.. والسودان يتقلب ما بين (عواسة) العساكر.. و(تِكوجِن) الاحزاب السياسية.. منذ الاستقلال.. وحتى ما قبل ثورة ديسمبر المجيدة والسودان ما بين مزاج.. حار جاف عسكريا.. ودافئ ممطر حزبيا.. وفي ديسمبر تخرج لنا ثورة من بين (فرث) الإنقاذ (الرذية).. ودم الشهيد الطاهر.. ولأول مرة يعتدل الطقس السياسي السوداني وتتعادل درجات حرارته في كل مدن وقري السودان.. ولأول مرة يتعادل طقس جبل مرة(بحر ابيض متوسط) مع طقس دنقلا (صحراوي).. ويصبح.. يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور.. ولأول مرة تجتهد الثورة في ان تجعل التحضير والتخمير فعلان ثوريان.. فلا التحضير (للإعراب) وسام ولا التخمير (للأفرو) حرام.. وتمضي الثورة.. وطبيعي أن تتعثر هنا وهناك.. تمضي الثورة بحثا.. عن السلام.. و القصاص لدم الشهداء.. تمضي الثورة تأسيسا للعدالة.. والحرية.. وبينما هي ماضية متخطية مرحلة (الحبيان).. يتوالد هناك (ضبان المريسة) ضبان المريسة الذي (عكل) في المزرعة.. فأصبحت العواسة السياسة تخرج من هناك (ضبانها ينوني) وتصدى شباب الثورة.. هش ونش.. ضبان المريسة.. اسوده على (اخضره) وتستمر الثورة.. تتعثر لكنها تواصل.. وهناك ما أُخرج من المزرعة من ضبابين المريسة.. تحور.. وتكور... وتلون.. وهاهو الان يعود.. ويدخل توش.. (تُكل) مجلس الوزراء.. والآن بدأ ينوني.. فيا شباب الثورة احذروا ضبان المريسة.. فقد أخرجتموه من المزرعة فهو الآن يعود يحمل جينات جديدة /قديمة.. السيد / رئيس مجلس الوزراء هل تسمعني.. السادة مجلس الشركاء.. اصحوا مع الثورة ياخ فهذه الثورة لا تحتمل اللدغ من نفس الجحر مرتين.. .. وما علينا.. المواكب