على خلفية النطق بالحكم على مرتكبي مجزرة الأبيض وجد القاضي المكلف أحد المتهمين طفلا لم يبلغ الحلم بعد ، لذلك بعد إدانته له وجه بتحويله لمحكمة الطفل بالأبيض باعتبار أنه طفل لا يتحمل نتيجة أفعاله ولكن للمفارقة فقد كان يحمل كلاشنكوفا مذخرا يوجهه على صدور أطفال في نفس سنه أو أقل قليلا، لأنه كان جنديا بقوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي كما يسمي نفسه، في تأكيد واضح على تجنيد هذه القوات للأطفال للعمل بها عبر إغراء أهاليهم وأسرهم الفقيرة بالأموال التي يغدقها عليهم آل دقلو، والمستفاد من هذه المحاكمة أن هذه القوات الفوضوية التي يرفض قائدها رغم وجوده على قمة هرم السلطة ادماجها بالجيش الوطني الموحد جاعلا منها آلة للقتل تعمل بقانون خاص بها، أنها قوات لا تراعي حتى شروط التجنيد فالجندي محمد أحمد عبد الله المدان منها والمحول لمحكمة الطفل حين ارتكب جريمته كان يبلغ من العمر 16 عاما فإذا حسبنا له سنة واحدة تدريب بمعسكراتها قبل أن يحمل السلاح يكون قد إنضم لها وهو صاحب 15 عاما فى انتهاك لكل قوانين الطفل والقوانين المتعلقة بالجيوش النظامية في العالم، وهي من الجرائم التي لا يجب التسامح معها قانونا مهما بلغ منصب مرتكبها، ولكن ماذا سيتفعل له القوات المسلحة وهي التي يردد قائدها البرهان أن الجيش والدعم السريع يعملان سويا في تناغم، فهل يعني البرهان أن القوات المسلحة السودانية تعرف أن الدعم السريع يجند أطفالا ولا تلقي بالا لذلك. أخيرا فإن ما كشفته هذه المحاكمة من فوضى التجنيد بقوات الدعم السريع تجعل من الحديث عن دمج هذه المليشيا بالقوات المسلحة أمرا لابد منه والآن قبل الغد، فليس من المنطق ترك حميدتي وأسرته يقودون قوة بهذا العدد والعتاد قوامها الأطفال وجعلهم يقاتلون بني جلدتهم فى الوقت الذي كان يجب أن يكونوا بفصول الدراسة، ونحن هنا لا نخاطب حميدتي أو البرهان فهم الذين ثرنا ضدهم وعلى قوى الحرية والتغيير ورئيس مجلس الوزراء الوقوف عند هذه الفوضي وحسمها فهم المسائلون امامنا كشعب سوداني وليس منتهكي الطفولة ومرتكبي مجزرة القيادة ومجزرة الأبيض عبر الأطفال المغرر بهم. الجريدة