عندي خالاً لَيْ، مغترب كان قاعد في إجازة في البلد. وبعدين يوم كده، دخلْتَ في ديوانو لقيت قاعدين معاهو مجموعة من الناس ضمنهم عبد الرحمن أخوي. وقبل ما أسلّم، الخال قال لي: قول ليهم يجيبوا لي قهوة. مشيت بهناك، قالوا القهوة جاهزة شيلها معاك. شلتها وجيت. لقيتو بيقسم من الجركانة الجابها من أكَّدْ في قزازة. ومن القزازة كَبَّ ليهو كباية شرب منها كأس طويل ون قو، وختَّيت ليهو كباية القهوة جنب نص الكباية. ف قام مسك سيجارة خضراء كانت ملفوفة جاهزة وولَّعها أخد منَّها نفس طويل. وأخد ليهو بُقَّة كبيرة من القهوة، ومدَّ يدو تحت المخدة جَرَّ كيس السعوط ، ودردم ليهو سَفَّة كده خلَّاها في راحة يدو الشمال، ورفع نص الكباية شربها، ومسكَّ السَفَّة بالخنصر والوسطى والإبهام وختَّاها مظبوط وضغط عليها بى شلوفتو، ورفع السيجارة الخضراء أخد منها نفس وختَّاها، وشال علبة السجائر العادية وولَّع ليهو سيجارة، وقال لي: ازيَّك يا ود اختي. اتفضَّل اجلس. عبد الرحمن أخوي لما يعاين لى حاجة بيَكِج واحدة من عيونو، فبتظهر ليك وكأنها أصغر قليلاً من العين التانية. وطول المشهد الحكيتو ده، هو كان كاجِّي عينو الشمال وبيتابع باهتمام. ولما الخال قال لي ازيَّك يا ود الأُخُت، عبد الرحمن ضرب يدينو على هيئة الصفقة وكجَّ عينو المكجوجة زيادة، وقال: سُبْحان الله : (الصادق المهدي الإمام- لهُ المجدُ ولروحه الرحمةُ والسلام- كان في بلاد بَرَّة ورجع يوم 19 ديسمبر 2018م، وكانَ وقتها الصفائِح ساخنة والمراجل تغلي، وفي الحقيقة وللأمانة يعني، هو اتكلَّم عن الراهن السياسي، وعن ضرورة ذهاب النظام القائم واستبدالو بحكومة قومية، وتحقيق السلام، والتحضير للمؤتمر الدستوري.. إلخ. ومن ضمن كلامو اتكلم عن الاحتباس الحراري، والتحدِّيات المناخية الماثِلة، والاحترازات المطلوبة .. إلخ. الصعوبة البتلقاها في الجمع بين حكاية الخال دي وبين موضوع الصادق المهدي، هِيَ نفس الصعوبة البتلقاها في سبيلك للجمع بين كلام الصادق عن الراهن السياسي وبين كلامو عن المناخ. والحقيقة، وفي واقع الأمر، عمَّك ده كان فايت الناس مسافة. يعني يرمي ليهو كلام كده، لكن الكلام ده عشان يقع للناس داير ليهو زمن يطول أو يقصر. قيل إنو في مجالسو الخاصة كان بيقول: إنو الشباب البيطلعوا في المظاهرات ديل لو كل واحد فيهم غرس ليهو شجرة بدل ما يحرق لستك، كان قطعنا مشوار كويس في طريق مشروع السودان بساط السُنْدُس، وكان أسَّسنا أرضية صلبة نقيف عليها وندافع عن بلدنا وأنفسنا ووجودنا في وجه التغيُّرات المناخية والاحتباس الحراري. هل قُلْتُ: سُبْحان الله. "شُكْرِي" [email protected]