بدأ الإهتمام لكرة القدم النسائية، عالميا، منذ العام 1912 و في بريطانيا حيث جرت اول مباراة محلية في توتنهام، ثم توقف النشاط لفترة قصيرة ثم عاد عام 1917 في بريستون ، ولم يدم الأمر كثيرا فقد توقف مرة أخري لمدة 50 عاما ..باعتبار انه نشاط رجالي لا يناسب المرأة.. وظل الأمر يراوح مكانة حتي اخذ النشاط موقعه الرسمي بعد العام 1972 بعد إقرار حقوق المساواة بين الرجال والنساء بما في ذلك النشاط الرياضي. أما في عالمنا العربي، فإن الاهتمام بالرياضة النسائية ، خاصة كرة القدم، قد جاء متأخرا ومتفاوتا بين الدول..وتعد مصر وتونس والجزائر والمغرب ولبنان من الدول العربية الأولي ذات السبق في مجال كرة القدم النسائية. في مصر…بدأ الاهتمام بهذا النوع من الرياضة في التسعينات من القرن الماضي..بفرق الهواة في الجامعات، ثم الأندية الرياضية ومنها فريق الإسماعيلي، حتي تكون الاتحاد النسائي لكرة القدم ومشاركة مصر في كأس أمم آسيا عام 1998 ، ويبرز هنا اسم الدكتورة سحر عبدالحق التي كان لها الفضل في تطوير هذا النشاط النسائي. أما في تونس، فقد بدأ النشاط رسميا عام 1999 حيث شاركت تونس بجانب المغرب في كأس العالم لكرة القدم النسائية في كندا عام 2014. وكالعادة كانت هناك نساء رائدات دفعن بهذا النشاط وعملن علي تطويره رغم كل الصعوبات ، نذكر منهن :سيدة العياش، فاطمة الغوراني، رجاء الديدي و العياشي الربيعي التي تشرف حاليا علي هذا النشاط منذ العام 2014 . نخلص من ذلك، بأن منتخبي مصر وتونس اللذان فازا علي المنتخب السوداني، كانا أصحاب خبرة طويلة وامكانيات اوفر مقارنة بالمنتخب السوداني الحديث التكوين والتجربة..ولن يضيره في شيئ ان خسر غمار تجربته الأولي فالقادم أحلي وأجمل. أيضا، لا تعتبر حصيلة الأهداف التي دخلت مرمي الفريق السوداني بالكبيره حتي تستحق تضمينها موسوعة جينيس للأرقام القياسية…فقد سبقتنا في ذلك فرق رجالية كثيرة وتم تسجيلها منها نتيجة المباراة بين ( أديما) و( ستاد أولمبيك ليميرن) حيث تغلب الاول علي الثاني بنتيجة (149 هدفا لصفر) في مدغشقر.. وفي مباراة استراليا ضد ساموا الأمريكية فازت استراليا ب 31 هدفا لصفر. كذلك فاز (منتخب فيجي) علي منتخب( ميكروتيريا ) ب 38 هدفا ..نتج عنها توقيف المدرب لمدة ثلاثة سنوات ومدد متفاوتة لعدد من اللاعبين. وفي عالمنا العربي، فقد هزم المنتخب الألماني المنتخب السعودي بثمان أهداف مقابل صفر ، في مونديال عام 2002 في كوريا الجنوبية/ اليابان. كرة القدم عموما…رجالية كانت أم نسائية هي لعبة امكانيات مادية وفنية وخبرة وتشجيع وقبول النتائج بروح رياضية..وان ما قدمه الفريق النسائي السوداني كان مشرفا في كل شيئ وليس بالضرورة الانتصار علي الخصم ، رغم أنها أمنية كل منافس، فقد بذل الفريق كل جهده وطاقاته …وقد نجح ..ويكفي ان يرفرف علم بلاده بين الدول المشاركة في هذه المنافسة القوية. التحية والتقدير والإجلال لرائدة كرة القدم النسائية في السودان السيدة ميرفت حسين..وكل الحب والمودة والتشجيع لفريقنا الشاب من بنات الوطن العزيزات .وأقول لازالت الميادين مفتوحة والمستقبل واعدا..وقريبا جدا ..وأكيدا جدا سوف نحتفل بكم وقد حققتم أروع واجمل الانتصارات.