1- في شهر نوفمبر القادم 2021، تنتهي فترة حكم الجناح العسكري في مجلس السيادة، ويؤول بعدها الحكم للجناح المدني مالم تحدث مفاجأت ويبقي العسكر في قيادة مجلس السيادة، هذا الجناح العسكري القابض علي زمام الامور في البلاد سوف تنتهي فترة حكمه بحسب اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير السوداني. 2- وبحساب الارقام، نجد ان حكم العسكر قد استمر طوال (25) شهر بدء من يوم 19/ اغسطس 2019 (عامين وشهر واحد)، وتنتهي في نوفمبر 2021، خلال هذه الشهور الخمسة وعشرين العجاف، جثم ضباط عمر البشيرعلي صدر البلاد بقوة حتي لا تتنفس، وخلال شهور حكمهم ما بدلوا شيء في البلاد، ولا جاءوا بجديد، ومن اين لهم ان ياتوا بالجديد وبالتغييرات ، وهم اصلآ قد فوجئوا بالسلطة التي ما كانوا يتوقعونها او يحلموا بها، فهم ضباط لم يدرسوا في الكلية الحربية مادة "التغييرات الضرورية بعد وقوع الانقلابات"!! . 3- لم يعد مخفي علي احد، ان مجلس السيادة يحكمه الان (صوريآ) الجنرال عبدالفتاح البرهان، ولكن الذي يحكم المجلس (فعليآ) هو الفريق أول/ "حميدتي"، الذي ذاعت شهرته في في الخارج واصبح معروف عنه انه صاحب الكلمة الاولي والاخيرة المسموعة في مجلس السيادة، وفي الشآن الداخلي والخارجي!!، هذا الوضع الشاذ وغير مقبول هو الذي اودي بمجلس السيادة الي هذه النهاية المزرية التي يعيشها المجلس الان!! . 4- مجلس السيادة الحالي يختلف اختلاف كبير شكلآ وموضوعآ عن المجالس الاربعة السيادية السابقة التي حكمت البلاد من قبل ، فالمجالس الاربعة الاولي السابقة تمتعت بقدر كبير من الاحترام الدولي، لدرجة ان ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية زارت السودان برفقة زوجها الامير فليب في شهر فبراير عام 1965 ، والتقت باعضاء مجلس السيادة وقتها، واثنت علي المجهودات والانجازات التي قدمها المجلس للشعب. 5- كانوا في استقبالها الكثيرين من الشخصيات الوطنية التي تمتعت بالاحترام (الكاريزما)، وكان من ابرز المستقبيلين للملكة اليزابيث وزوجها فليب، الدكتور التجاني الماحي، الطبيب النفسي المعروف، ورائد الطب النفسي في أفريقيا، شغل وقتها منصب الرئيس الانتقالي بعد ثورة أكتوبر عام 1964. كان الدكتور التجاني (موسوعة) في العلوم والثقافة، وله مقالات متعمقة حول الطب النفسي والثقافة. وقد عبرت ملكة إنجلترا الزائرة عن ذهولها بحصيلته الثقافية والمعرفية. 6- رحم الله تلك الايام التي كان السودان يتمتع بالصحة والعافية، عاش سنوات السعد والرغد . 7- ولكن الذي يتمعن بدقة في الزيارات الرسمية او العادية التي قاموا بها الرؤساء للسودان خلال الفترة من ابريل عام 2019 حتي اليوم، لا نجدهم الا عدد قليل للغاية يعدون علي اصابع اليد الواحدة، واشهرهم: الرئيس السوداني الجنوبي/ سلفاكير، والرئيس المصري/ السيسي، الرئيس التشادي/ ادريس ديبي، والرئيس الاريتري/ أسياس أفورقي أبرهام، والرئيس الاثيوبي/ آبي أحمد علي!! . 8- واذا ما تمعنا في زيارات البرهان للخارج، نجدها قد قوبلت بسخط شعبي شديد بسبب انها كانت بمثابة "استدعاء" للحضور كما كان الحال في زمن البشير الذي اشتهر انه قد ضرب الرقم القياسي في عدد زيارات الاستدعاء للسعودية وقطر!!، كنا نتوقع ان يبادر البرهان بتطبيق سياسة "المعاملة بالمثل" مع السعودية ودول الخليج، وانه طالما هناك رفض تام من رؤساء هذه دول زيارة السودان ان يكون هناك رد فعل سوداني قوي،… ولكن ما العمل وقد سار البرهان علي خطي سابقه البشير؟!! . 9- بعد (54) يوم تجي نهاية فترة حكم الجناح العسكري، وهنا يجي السؤال الهام والضروري: يا البرهان، ما هي انجازات مجلس السيادة خلال العامين المنصرمين اثناء رئاستك؟!! وماذا ستقول للشعب ان طلبوا منك قبل التنحي عن كرسي الرئاسة تقديم كشف حساب بالتفاصيل الدقيقة عن اداء المجلس خلال الفترة السابقة؟!! . 10- لم يعد يخفي علي احد، ان الرئيس البرهان يعد الرئيس الوحيد في تاريخ السودان القديم والحديث لم يقدم لشعبه ولو انجاز واحد يدخل في ميزان حسناته!!….الا اذا اعتبرنا ان لقاءه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي/ بنيامين نتنياهو انجاز عظيم!! . 11- من مكتبتي في صحيفة الراكوبة يا البرهان قبل رحيلك في نوفمبر القادم: عجل بتحقيق مطالب الشعب العشرة. [email protected]