قد لا ازيع سراً عندما أتحدث عن هشتاق" تسليح المدنيين" الذي يتفوه بها مروجيها هذه الأيام وسط جماهير شعبنا، وهي عبارة عن أصوات نشاذ تخرج من أفواه بعض نشطاء القبائل والعشائر مع إحترامي الشديد إلي حضراتهم، يجب أن ننصحهم بأنهم ليسوا في الساحة لوحدهم، بل إنهم مراقبون عن كثب عن كل كبيرة وصغيرة! بما انهم يتمتعون بمطلق الحرية في ممارسة الأنشطة ولكن الأنشطة الهدامة منها، غير مرحب بها مطلقاً، لانها تحمل أجندة سياسية، قد يدفع ثمنها الأبرياء من جماهير شعبنا ولا احد يقبل بتمريرها سوي أنصاف السياسيين، علي شاكلة هؤلاء الناشطين، لأنهم قاصري الرؤية يروجون بلا أدني وازع اخلاقي أو ديني، ولا يترددون مطلقاً في نشرهم لبعض صور تتبع الي ضحايا الحروب من النساء وهن يحملن علي ظهورهن أسلحة، فهي لم تكن من بعض مناطق الحروب في السودان، كما أُشيع بأنها من دارفور، أو النيل الأزرق، او جبال النوبة، كما يروج لها اصحابها تحقيقاً لمأربهم الذاتية، ولا ادري بالتحديد من أية منطقه اخذت تلك الصور. ولكن عندما ندقق الملاحظة، نجد أن ملامح تلك النساء والأزياء المشركسة التي يرتدونها، فإنها من أحدي الدول الأفريقية المجاورة، التقطت صورهن في فترة ما، أثناء عودتهن من رحلة البحث عن الحطب، في معسكر البؤس والزل والهوان"معسكرات النزوح" كما هو معروف أن أفريقيا هي بؤرة للنزاعات المسلحة علي هذه الشاكلة، والهدف من ذلك معروف سلفاً، والشئ الذي يدعوني للقلق أكثر، بأن هؤلاء المروجون يودون إلصاق تهمة وجود السلاح داخل معسكرات النزوح، لا لشئ غير ذلك، وفضلاً عن ذلك مما جعلني أطرح جملة من الأسئلة بغية الوصول إلى الإجابة الشافية والكافية بقدر الإمكان..!. فهذه الإشاعة لم تكن مجرد إشاعة أو مجرد هراء أو كذب، علي رأي المثل القائل "فليس هنالك دخان بدون نار" لذا من واجبنا الصحفي لفت انتباه قاداتنا الغيورين وتنوير جماهير شعبنا بالمستجدات والأحداث قبل حدوثها، ولكي يساعدوننا كذلك للإجابة علي هذه الأسئلة وذلك تفادياً ما أمكن لعدم حدوثها أو حتي اقلاها كي نتوقع حدوثها، وتقليلاً لأثارها السالبة، التي قد تخلفها، فيما بعد! أما فيما يختص بالأسئلة، وهي ماهية الجهة التي تقف أو تود أن تمنح هؤلاء النسوة السلاح أو بالأحرى المدنيين بشكل عام ..؟ وما هو الغرض وراء ذلك التسليح..؟. أنها الفوضي الخلاقة في أسوأ صورها..! كلها إستفهامات من الضروري بمكان أن نجد لها الإجابة بشكل عاجل وآني..! إن أمكن..! وذلك من أجل تفويت الفرصة للمتربصين بالوطن؛ الذين لا يريدون الإستقرار والأمن للمستضعفين من جماهير شعبنا الأبي! ولا يريدون حتي أن تتحقق أهداف ثورتنا التراكمية العظيمة وقيمها تلك، السامية والنبيلة.. !! لأنهم يرون أن هذه الثورة سوف تكون خصما لمصالحهم الذاتية..! ومن المعروف بأن صور هؤلاء النسوة الأبرياء تبدو من ملامحهن في الأساس ضحايا لتلك الحروب العبثية وهن لم ولن ينضووا يوما ما إلي صفوف حركات الكفاح المسلح الا ما ندر اي بمحض إرادتهن..! ولا حتي إلي صفوف القوات النظامية..!. إذن السؤال الذي يطرح نفسه مراراً وتكراراً.. لأي جهة تنتمي هؤلاء النسوة اللواتي يحملن السلاح…؟ و هذه الأسلحة من المفترض أن تكون في يد قوات نظامية معارضة أو قوات نظامية حكومية، لذا الذي يؤسفني أكثر عندما أري بعض الذين يوصفوا بانهم جيل الإستنارة وشعاع الوعي من الشباب يا للخسارة على هذا الإسم..! لأنهم دون أدني تمحيص وفحص يشاركون تلك الصور علي مستوي السوشيال ميديا ويسعون بلا أدني خجل للترويج الرخيص لفكرة سيئة جداً، مفادها بأن يمتلك اي مواطن سلاح لحماية نفسه وعائلته من هجمات المليشيات الجنجويدية، مرة في ظل صمت الحكومة المخذي والعار؛ وتارة أخري في عملية تؤاطو متعمد ومقصود..! لعدم تتبعهم للجناة ومحاسبتهم وفضلاً عن عدم تتبعهم أيضاً للذين يروجون عن فكرة تسليح المدنيين من الضحايا، أو العمل اقلاها لرفض الفكرة من الأساس ومحاسبة من يتحدث عنها، ولعلمي التام بأن حتي مروجي هذه الفكرة لا يدركون أبعاد ذلك المخطط الخطير و المستجد، ومن المؤكد أنه تفكير رجعي بحت! ينم عن غباء لا أكثر! و لا يمكن أن يبادر بها سياسي حصيف يرفض مبدأ العمل بردود الأفعال او سياسي غير رشيد يضع الإنتقام في قائمة أولوياته، أو قد يمثل واحد من برامج؛ الذين يقدسون التقوقع في الأطر الضيقة العشائرية كانت او القبلية! فهذا يذكرني إبان ما يسمي الحرب القبلية في العام 1988م، وما قبلها حينها كنت صغيرا، إبان تسليح القبائل العربية في دارفور بواسطة رئيس الوزراء/الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، كان القرويين من بني جلدتي عندما يتم سرقة الأبقار والماعز، فيجتمع الأقوياء من الشباب والعجزة فيما يسمى بالفزع فيحمل كل منهم ما امتلك من سلاح تقليدي أن كان أو حديث إن وجد..! لكي يلحقوا بالنهب المسلح لاستعادة ما سرق، احياناً كثيرة ياتوا بخفي حُنين بدون إستعادة ما سرق..! في ظل غياب تام بما يسمي بالحكومة ممثلة في الأجهزة الأمنية والنظامية الأخري وغيرها، وفي خلال تلك الفترة استميحكم عذرا ً للتحدث عن تلك المرحلة التاريخية المظلمة، التي ازدات الإصتدامات القبلية والعرقية بين الزغاوة والعرب من جهة وبين المساليت والعرب من جهة أخرى والفور كذلك مع العرب ويعتبره العوام من سكان الإقليم، ذلك المرحلة من الصراع بأنه كان يمثل نوعاً من الصراعات الوهمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فكان مهندسيها النخبة الحاكمة ممثلة في حكومة حزب الأمة القومي آنذاك، علي الرغم من أن هنالك ثورات عدة اندلعت قبل هذه الفترة، مثل اللهيب الأحمر وجبهة نهضة دارفور و بالإضافة إلى حزب سوني إلا ان الصراع القبلي اخذ طابع آخر خلال تلك الفترة من حكم الصادق المهدي، وللأسف حتي الآن حزب الأمة له وجود في هذه الحكومة، رغم تصريحاته الساخرة"تشبيه الثورة بالبوخة" إبان بداية شرارة الثورة السلمية، واليوم يستمتعون بنعيم حكومة أتت بدماء الشهداء، فلن ننسي كل هذا يكشف نفاق النخبة فهي عبارة عن تدوير للنفايات فيما يسمي بالدائرة الشريرة" أو الدائرة الجهنمية الجبهة الإسلامية أسقطت حكومة الصادق المهدي؛ وتلتها بعامين فقط إندلعت الشرارة الأولى لثورة شعبية مسلحة التي قادها الإسلامي المنشق أو بالأحرى، الذي كفر ببرنامج الحركة الإسلامية وحيث قال مقولته المشهورة للدكتور جون قرنق " بأن رابط الدم اقوي من رابط الدين" وهو الباشمهندس والمناضل الجسور/ داوؤد يحي بولاد باسم الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان والذي كان يرافقه القائد الفذ، ذو المواقف الجريئة/ عبدالعزيز آدم الحلو، رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي شمال الآن، فلم يدوم ذلك التمرد طويلاً وسرعان ما تمت إخمادها بمقتل قائد أسطولها الشهيد والبطل/ داوؤد يحي بولاد. ومن ثم تلت ذلك المرحلة، البداية الحقيقية للنشاط السري لحركة وجيش تحرير السودان، وهي كانت بقيادة مؤسسها إبن السودان البار الفتي الأبنوسي عبدالواحد محمد النور، ويعتبر ذلك اول إنجاز ثوري سليم اتخذها القائد/ نور بتشخيصه لازمة السودان في إقليم دارفور، الكبري أنذاك قبل تقسيمها الي خمسة ولايات فيما بعد. ومن الحقائق المعروف أن حركة التحرير مازالت تمثل الحركة الوحيدة التي شخصت الأزمة الحقيقية في السودان ووصفتها بأنها أزمة مركبة، إقتصادية، وإجتماعية، وثقافية، أي انها ازمة لها أبعاد سياسية بإمتياز، فمنذ ذلك كانت هنالك نقلة نوعية في طبيعة الصراع في الإقليم فأصبح بين حركة متمردة والجيش الحكومي؛ ويعتبر تطوراً ملحوظاً من سياسي حصيف كان له الفضل في ثبيت دعائم أول حركة ثورية ذات طرح علماني نجحت في نشر أفكارها الليبرالية والتحررية بين سكان الإقليم علي وجه الخصوص والسودان علي وجه العموم؛ في مقابل المشروع الإسلامي؛ الذي ينادي بها أغلب الأحزاب السياسية التي حكمت السودان من حزب أمة صاحبة مشروع الصحوة، ومروراً بالحزب الإتحادي الديمقراطي والجبهة الاسلامية كذلك صاحبة المشروع الحضاري" الاسلاموعروبي" حيث بدأت حركة التحرير نشاطها مستقلا سفوح جبال مرة، منذ ذلك المرحلة وإبان هزيمة بولاد بدأت اللبنات الأولي للنشاط السري للقائد والمؤسس نور في العام 1992م، منذ ذلك اليوم وما قبلها بعام واحد من هزيمة الحركة الشعبية بقيادة بولاد، قد تم لحظتها تحويل صيغة الصراع الأهلي من الحرب القبلية الي حرب سياسية بين حركة متمردة وحكومة السودان؛ ولكن للاسف الشديد هذه الأيام هنالك أصوات نشاذ ظهرت في الأفق تود أن تعيد إلي ازهاننا تلك الأسطوانه القديمة المشروخة بتسليح الضحايا من المدنيين للإقتتال فيما بينهم؛ إنتهز هذه الفرصة كي اقدم صوت مناشدة للضحايا من جماهير شعبنا، أنني أحد ابناءكم التي لن تمحو من ذاكرتي حتي الآن صورة تلك الحروب القبلية اللعينة، لذا انشادكم أن لا تمنحو هذه الفرصة مرة أخرى؛ فحروب الإنتقام والتشفي عبر هكذا حروب أهلية عبثية غير مجدية بتاتاً! فقط يجب أن تتمسكوا فيما بينكم بوحدتكم العضوية وبقضيتكم العادلة، هي الطريقة الوحيدة للصمود والإنتصار، سوف ياتي هؤلاء المندسين لكي يوزعوا السلاح مجانا للمواطنين فليس عليكم بهذه الأسلحة بتاتاً! لأنها يقف من وراءها أنصار النظام البائد بما فيهم خازوق الثورة البرهان وحليفه اللدود اللواء خلاء حميدتي وبالأمس الأول القريب الموافق 2021/9/9م أثناء لحظة كتابتي هذه السطور، حطت طائرتين حربيتان في ولاية غرب دارفور بالقرب من منطقة فاروا شرق ام الخير، حسب رواية شهود عيان شاهدوا نزول طائرتين حربيتان ومن المؤكد أنها تحمل علي متنها أسلحة، ولقد تم رصد تحركها وأكدو علي أنها تقل عدد من المسلحين، التي لا يعرف الجهة التي تنتمي لها هؤلاء المسلحين، مثل هذه التحركات السرية، يمثل ثورة مضادة؛ وهي من صميم أجندات النظام البائد الخبيثة. أما فيما يلي أود المقاربة بين الأحداث كما تم في ذلك المحاولة الفاشلة في شرق السودان، استطاع ازيال النظام البائد من أجل صوملة مدينة بورتسودان الجميلة؛ ولكنها باءت خططهم بالفشل الزريع، علي الرغم من أنها نجحت بإمتياز في صوملة واحدة من أحياء المدينة وهي حي دار النعيم؛ وتم تحويلها إلي ساحة للمعركة في الواقع هذا لا يستوعبه العقل والمنطق بعد أن أخرجوا النساء والأطفال لدرجة لاتصدق تقسيم المقسم وتفكيك المفكك وتكاد لا تصدق بأن الأحياء المحيطة بحي دار النعيم وضع الأهالي نقاط تفتيش أمنية خوفاً من تسلل المسلحين نحوهم والعكس لمنع من هو لاينتمي لتلك المجموعة التي تسيطر على دار النعيم حتي لا يصاب بالاذي وربما يقتل نتيجة لأنه لا ينتمي لهم..! وهم عزل من فلب غرباً وفي غياب تام للأجهزة الأمنية، وهذا من ناحية الإتجاه الغربي وصولاً الي الكسارة غرب الظلط ومروراً بحي المطار ومروراً بحي الميرغنية ومن الأخطاء القاتلة أن تستغل حافلة أو باصاً للمواصلات عن طريق الخطأ لتعبر دار النعيم الذي تحول الي دار الجهيم وان لا تنتمي إلى ذلك المجموعة التي تسيطر علي دار النعيم وهم من "قبيلة البني عامر" الأحداث مؤسفة بحق وحقيقة ونأمل أن لا تتكرر ولا يفوتني أن استغل هذه الفرصة من أجل توجيه رسالة إلي المستنيرين من أبناء ذلك الحي العريق بأن يفتتنوا لهذه السابقة الخطيرة وليلحقوا باهاليهم حتي لا يكونوا دمية تحركها أيادي خارجية، الذين لا يريدون الخير والاستقرار للسودان واهلها. فالمتتبع للسجال الجيوسياسي فِي السودان، يدرك تماماً بأن هذه الحكومة أضعف حكومة علي مر التاريخ حكمت البلاد، لأن هنالك أحداث شتي حدثت ولكنها لا تحرك ساكنا ً وهذا دليل واضح بأن الحكومة أما حقاً عاجزة ام هي مشاركة في هذه الأحداث علي سبيل المثال لا الحصر، احدث مستري ومعسكر كريندق ومعسكر سرتوني وليس اخيراً أحداث كولقي، والمناطق المجاورة لمحلية طويلة، كُوشُني، كُنجارة، تونقا بورا، وتَارني، وبالاضافة إلي منطقة جابر، كل هذا الواقع الجيوسياسي يكشف حقيقة هؤلاء النخبة السياسية التي اختطفت الثورة ويريدون البقاء في السلطة فترات أطول، لذا يودون تاجيج الصراعات وذلك بعدم ضبطها للحدود والرقابة والتي من صميم واجبات القوات المسلحة، هذا دليل واضح بتسهيلها يؤكده تدفق السلاح وترك المهربين يمارسون تجارة الممنوعات والأسلحة وبالإضافة إلى وجود الأزياء العسكرية في بعض الأسواق في الإقليم وتفشي ظاهرة تجارة المخدرات والحشيش وتسهيل دخولها للمعسكرات النزوح بقصد استهداف الشباب، الذين أصبحوا هذه الأيام من مدمني المخدرات والحشيش ويتداولون تجارتها حتي في المدن الرئيسة فالاجهزة الأمنية طرفاً أساسياً تقدم التسهيلات من اجل انسياب المخدرات بشكل طبيعي وسط الشباب، لذا هذا المشهد لا يفضي إلى الاستقرار بأية حال من الأحوال، لذا ساظل اقول لا لهذه الحكومة ويجب أن تسقط وكذلك لا، لتلك اللممارسات والسياسات الممنهجة الخفية والتي لا تترأي الا بعد حيثياتها ومنها ناتجة بفعل مباشر كغياب دور الحكومة والتنصل عن القيام بواجبها المنوط بها، وفي نفس الوقت تدعي بأنها حكومة ثورة ولكن ممارساتها لا تشبه لا من قريب ولا بعيد، هذه الثورة التراكمية المجيدة، لذا معاً لنفضحها ومعاً لنرفض سياساتها ونقول بصوت واحد وجهُور لا والف لا لتسليح الضحايا من المدنيين، للإقتتال فيما بينهم..! لانه لن تؤدي إلى أي نوع من أنواع الإستقرار السياسي، بل سوف يزيد الطين بلة، وسوف تنسف الإستقرار الإجتماعي ويعم عقلية الغاب" القوي يأكل الضعيف" ولن تتوفر مطلقاً ما يسمي بالحماية الذاتية، باعتبار الذين يودون تمليك المدنيين السلاح؛ يرجون تحقيق أحلام ظلوط..! فحماية المدنيين مسؤولة عنها الحكومة وحركات الكفاح المسلح التي أيضاً أصبحت حكومة بتوقيعها علي اتفاقية السلام باسم الجماهير والمستضعفين من جماهير شعبنا المغلوب علي أمرهم، هذه الحركات التي وقعت علي اتفاقية سلام جوبا موجودة وبكامل قواتها وعتادها ولكنهم لا يستطيعون القيام بواجبها تجاه حماية المدنيين كما روجوا لها نفس قادة هذه الحركات، بأن هنالك قوة قد تتكون بموجب الترتيبات الأمنية تسمي بقوات حفظ السلام ونعلم أن نفس هذه الحركات إبان أحداث منطقة كولقي سمية بقوات حماية الموسم الزراعي ولكنها لم تستطيع حماية المدنيين في مناطقها ناهيك من تأمين الموسم الزراعي، فوقعت العديد من الأحداث المؤسفة جداً حول محلية طويلة وحدها والمناطق المجاورة لها تحديداً في تَارني وبالأمس القريب حدث عملية نزوح جديدة نحو معسكرات زمزم وابوشوك، وهذا يؤكد استمرار الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين حول محلية طويلة وما حولها ومرورا ً باخر الأحداث بمنطقة جابر في ولاية شمال دارفور أيضاً، لذلك أري بأن أي حديث عن تسليح الضحايا (المدنيين) هو يعني بصريح العبارة القفذ في الظلام ولا ندري ما هي المحصلة النهائية المرجوة من ذلك سواء مزيداً من الدمار وزراعة الفتنة بين المكونات الإجتماعية، في حال نجاح هذا المخطط سيكون هنالك اكبر كارثة إنسانية سوف تقع لا محال؛ فلن تغفر لها التاريخ..! وسوف تكون حرب الكل ضد الكل وسوف يتحمل نتيجتها النخبة السياسية المركزية لوحدها، لأنفردها بالسلطة. لذا عندما نستقرئ الواقع الجيوسياسي نجد أن الحكومة الانتقالية هي المسؤولة الأولي في حماية المدنيين، لذلك يجب منها قبل الدخول في الانتخابات أولاً التمهيد للدخول في حوار وطني شامل السوداني السوداني، بين جميع الأطراف السودانية السياسية كانت أو الإجتماعية من أجل الوصول إلى إتفاق على الحد الأدنى حول القضايا الملحة والأساسية والتي تمثل أس الأزمة أو ما يسمى بجزور الأزمة، وأما في الوقت الراهن الحكومة تتحمل مسؤولية حماية المدنيين، لان اغلب هذه المناطق التي توجد بها الأحداث تقع تحت سيطرتها ولا ينكر هذا إلا مكابر..! فهذه الهشاشة الأمنية نتاج طبيعي وفقا ً لحالة الاحتقان السياسي بين قحت وشريكها المشاكس المجلس العسكري وخاصة في تعدد مراكز القرار السياسي وتعدد القوات الأمنية بين قوات الحكومة نظامية ومليشيات الدعم السريع ( الجنجويد) وتقاطعها في المصالح ونعلم أن نفس القوات النظامية لها أفراد تدين بالولاء للنظام البائد لذلك ليس لديهم احساس بهكذا تغيير، الذي تم بفعل هذه الثورة التراكمية العظيمة.