رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعادة قراة متانية فيما بين سطور اجتماع القائد العام مع هيئة الاركان المشتركة .. بقلم: طالب تية
نشر في سودانيل يوم 02 - 09 - 2015


بسم الله وباسم الوطن
اعادة قراة متانية فيما بين سطور اجتماع القائد العام مع هيئة الاركان المشتركة المنعقد في1/7/2014م
القاهرة، مايو 2015م.
طالب تية،
مصدر هذه الوثيقة هي جريدة الراكوبة الالكترونية. وسنقوم باعادة ترتيب ما قيل في الاجتماع حسب الاجندة المدرجة وكما سنقوم بوضع كل حديث قيل في مكانه الصحيح من الاجندة حتى تكتمل الصورة عند القراءة وفهم ما قيل في ذلك الاجتماع. في النهاية سنقوم باستعراض هذه النقاط بالتحليل والتعليق عليها حسب وجهة نظرنا.
لقد حضر هذا الاجتماع الاستراتيجي المهم بالنسبة لقيادات المؤتمر الوطني في الجيش الاتية اسماؤهم:
1- المشير عمر حسن البشير القائد العام ورئيس الجمهورية.
2- الفريق اول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين، وزير الدفاع.
3- الفريق اول ركن مهندس مصطفى عثمان عبيد، رئيس هيئة الاركان.
4- الفريق اول ركن هاشم عبدالله محمد، رئيس الاركان المشتركة.
5- فريق ركن ملاح اسماعيل بريمة عبدالصمد، رئيس اركان القوات الجوية.
6- فريق ركن محمد جرهام عمر شاؤل، المفتش العام للجيش.
7- فريق ركن احمد عبدالله النو، رئيس اركان القوات البرية.
8- فريق ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوى، رئيس العمليات المشتركة.
9- فريق ركن بحري دليل الضو محمد، رئيس اركان القوات البحرية.
10- فريق ركن صديق عامر حسن، رئيس هيئة الاستخبارات والامن.
11- فريق طبيب السيد علي سر الختم، رئيس ادارة الخدمات الطبية.
12- فريق ركن يحي محد خير، وزير الدولة بالدفاع.
ا- اجندة الاجتماع:
1- الوضع الامني والعسكري بمسارح العمليات.
2- تاثير الاضطرابات الامنية بدول الجوار وانعكاساتها على السودان.
3- حملة الصيف الحاسم وكيفية مواصلتها.
4- الوضع السياسي وتحدياته على مستقبل البلاد.
5- خلاصة الاجتماع.
ب- تحليل اهم النقاط التي نوقشت والكلام الذي قيل والتعليق عليه.
قراءة بين سطور الجند الاول من وقائع اجتماع القائد العام ورئيس الجمهورية المنعقد في مكتب القائد العام بوزارةالدفاع بتاريخ 1 يوليو 2014م استعدادا للصيف الحاسم، اي صيف عام 2015م.
1- الوضع الامني والعسكري بمسارح العمليات.
الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع: لقد كشف كشق وزير الدفاع عن انتشار امني وعسكري واسع، كما عد صيف 2014م افضل صيف عنده حيث استطاعت قواتهم كسر شوكة التمر وضرب البيئة الحاضة لهوقتل ومصرع العديد من القيادات الميدانية وتدمير معسكراتهم حسب زعمه، وازالة كل المخاطر التي سببها التمرد واصبح التمرد الان بعيدا جدا وحتى الباقي لا بد من الخلاص عليه (يقصد منه) وان تستمر الحملة والتدريب وتوفير الاسلحة اللازمة والفتاكة لضرب ما تبقى من المليشيات. فهو يقول بان هنالك خطة انتشار امني واسع يجري تنفيذها حاليا مؤكدا ان انتشار المناطق الامنية سيشمل كافة ولايات السودان. وان ذلك من شانه ان يسهم ايجابا في تعزيز الاستقرار الامني والذي يعد الاساس لقيام اي نهضة تنموية شاملة. ويقول بان هذا قد جاء في مستهل تدشين حملة تفتيشية واسعة شرع في تنفيذها في اطار ما تم وصفه بانها ل "تقييم مستوى الاداء ايجابا او سلبا وكذا مستوى تنفيذ الخطط الامنية والعسكرية بغية الوصول الى المستوى المنشود منه". وقد شهد استعراضا عسكريا لقوات الدعم السريع بشمال دارفور احتفالا بانتصار معركة القبة ومقتل الهالك كاربينو والانتصارات بكل مسارح العمليات بدارفور وخاصة منطقة السكة حديد والانتصارات بجنوب كردفان واصبح التمرد مزعورا من وصولهم الى كاودا. ويقول كل الخطط والقوات والسلاح المطلوب لمعركة كاودا متوفر بالاضافة الى توفير المعلومات عن العدو ومعسكراتهم ونوع السلاح والمداخل والمخارج ودراسة الارض والطبيعة والبيئة الحاضنة من المواطنين وان كل عملهم الان يصب في اتجاه لتنظيف البلاد من التمرد والحسم بالبندقية افضل، ومن اراد ان يستسلم، والتمرد كان يقول ان القوات المسلحة ضعيفة وان كل الخيارات انتهت. كما افاد عبدالرحيم محمد حسين بانه في زيارته لرئاسة الفرق بدارفور وجه ضباط وافراد القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على حسن التعامل مع المواطنين اثناء تادية مهامهم التي تناط بهم، معتبرا حماية امن المواطن وتامين سلام المجتمع والوطن هو المحور الاساسي لمختلف المؤسسات الامنية، ومعيار التفاضل في الاداء، واكد بان ذلك ليس خوفا من احد وانما حرصا منهم بعدم تجريم الابرياء وان كل مواطن يدعم التمرد فهو عدو مهما كان مكانته. وقد اشاد بجهود وتضحيات القوات المسلحة والامن والشرطة من اجل ترسيخ الامن والاستقرار من خلال التصدي للعناصر الارهابية والحركات السالبة ومنع حمل السلاح في المدن ومكافحة الجريمة وغيرها من المهام الامنية التي تتجلى اثارها الايجابية على ارض الواقع مثمنا رعاية القيادة السياسية ممثلة في فخامة الرئيس البشير وقيادة هيئة الاركان والداخلية والاجهزة الامنية واالدفاع الشعبي وحرصها على تحديث مؤسساتها ورفع قدراتها ومهارات منتسبيها. ويقول بانه قد شهد استعراض عسكري لقوات الدعم السريع الذي شاركت فيه مختلف وحدات القوات المسلحة والامن والشرطة والدفاع الشعبي، وانه قد ابدى اعجابه بمستوى الانضباط والتدريب والتاهيل الذي ترجمه منتسبو القوات خلال استعراضهم. كما اكد على الدور البطولي الذي يقوم به افراد القوات المسلحة والامن في الدفاع عن مكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة، واحباط الفتن والمؤامرات التي تستهدف النيل من المنجزات الوطنية. وفي النهاية في هذا البند، اشاد بمستوى الجاهزية العالية لمنتسبي كافة القوات واستعدادهم الدائم للاضطلاع بمهامهم الوطنية ومواجهة كل من يحاول زعزعة الامن والاستقرار وكما اشار الى اهمية الزيارات الميدانية في رفع مستوى التاهيل والتدريب واستعراض المهام التي يقوم بها افراد القوات في المحافظة لتعزيز دعائم الامن والاستقرار. الفريق اول ركن مصطفى عبيد، رئيس هيئة الاركان: فقد ذهب في هذا البند وقال: بانهم لا يخافون المجتمع الدولي او الاقليمي ولا يعترفون بالمحكمة الجنائية. واي محاولة لتقسيم السودان تواجه بيد من حديد. ويقول بعدم اعطاء التمرد مساحة اكبر من حجمه ويقول ان كل هذه الحركات مكونة من خمسة قبائل صغيرة، والقوات المسلحة لا يمكن ان يملى عليها شروطا. وانهم لا يسمحون بمرور مساعدات انسانية للتمرد. ويقول بانه لا يوجد مواطنين، هؤلاء هم متمردين كما يقول بعدم الاعتراف بالجبهة الثورية. ويستطرد ويقول بان حملة مكافحة التمرد تستهدف السكان المقاومين بشكل من الاشكال سواءا كان ذلك مبررا او لا –ويقر بان استراتيجيتهم تلك سوف تؤدي الى ماساة انسانية هائلة والى سقوط ضحايا من المدنيين والى الفوضى والدمار والخراب الاجتماعي والبشري. كما يقول، اذا كانت الفائدة هي الحفاظ على "القوة"، فانه لا صلة لذلك في معاناة الناس وراحتهم. ويقول بانهم كقوات مسلحة قد تركوا امر فرض الامن الداخلي للشرطة واتجهوا الى مجال اخر هو زيادة الانتاج الحربي. وقد ذهب رئيس هيئة الاركان الى ابعد من ذلك عندما ركز معظم حديثه بشدة على الحرب النفسية ومدى تاثيرها على حسب اعتقاده وذلك باستخدام الوسائط الاعلامية وعلى ان تعطى جوانب اكثر من حرب الميدان العسكري وان تشمل مناطق جغرافية اكبر مكانا من تلك التي تدور فيها الحرب حاليا في كل من النيل الازرق وجبال النوبة ودارفور. كما وانها يجب ان تكون اوسع مجالا حيث تشمل حالتي السلم والحرب معا وذلك من خلال التمهيد والتحضير النفسي لهذه الحرب على المستوى الداخلي بتحضير الراي العام لدى المواطنين لهذه الحرب وذلك من حيث اهميتها للمواطن بشكل خاص وللدولة والمجتمع بشكل عام. وقد طلب رئيس هيئة الاركان من المؤتمر الوطني ان يساعدهم بمناورات سياسية مغلوطة كغطاء سياسي وعلى ان يقوموا بعمل اعلامي مضلل لارباك خطط التمرد وكشف نواياه. وقد زكر بانهم قبل المعركة قد بدأوا بجمع المعلومات المكثفة بكل ما يتعلق بالمتمردين من حالة نفسية وسياسية واقتصادية وثقافية لكي يتم بلورتها في بوتقة واحدة لربطها وتوظيفها للاشاعة وضرب معنويات التمرد ومناصريه. وذلك عبر اعلام موجه باستثمار نتائج المعارك والانتصارات التي حققوها في خلق سيكلوجية لدى المواطنين الموجودين مع التمرد. وذلك لكي يستسلموا لكل ما يريدون من التمرد من املاءات على المستوى السياسي والعسكري – ويقول، حتى لو انتصر التمرد عسكريا في اي معركة، او لم ينتصر. حيث تحول الحرب النفسية الهزيمة العسكرية من مجرد هزيمة عسكرية الى هزيمة نفسية تنخر في كل فرد من هذا التمرد. باعتبار ان الهزيمة الحقيقية هي تلك الحالة النفسية التي يصبح عليها المواطنين الداعمين للتمرد من حيث الخنوع والاستسلام والركون للسكينة والهدوء ويسيطر الضعف والهوان عليهم . وتحكم هذه الحالة النفسية كل مسار حياتهم فيما بعد الحرب. ويجب باستخدام الاعلام شن عليهم حربا نفسية لا هوادة فيها على المواطنين بمناطق التمرد وعلى المتمردين بشكل خاص، للتاثير على الروح المعنوية وعلى الحالة النفسية لديهم بهدف التاثير على معنوياتهم وهز ثقتهم بانفسهم وثقتهم بالجيش الشعبي من حولهم. ويقول بان الاعلام يعتبر من اهم ادوات الحرب النفسية وان يتم تمليك الاعلام برامج تستهدف التاثير على الافراد ونفسياتهم لخلق الوهن والاحباط والتفكك والاضطراب لديهم (يقصد المتمردين)، ثم تحويلهم لادوات يسهل توجيهها. وتتميز (يقصد الحرب النفسية) بانها غالبا ما تكون مفاجئة وسريعة وهادئة تتخذ اشكالا متنوعة كالاستدراج والغفلة والبساطة وحتى السذاجة احيانا كي لا تلفت النظر اليها. وهذا العبقري عالم النفس الاجتماعي يقول ذلك، لان الدول والمنظمات الداعمة للتمرد اصبحت تستهدف قوات الدعم السريع وتجريم القوات المسلحة ووصلت حتى مجلس الامن. وقد ذهب هذا الجنرال الى ابعد من ذلك عندما قال بان القوات المسلحة قد عقدت على تسليم كل حدود السودان خالية من التمرد خلال ستة اشهر(يقصد من تاريخ 1/7/2014م) وتوفير المعدات اللوجستية والبشرية وعلى ان يبداوا في الاعلام والحرب قبل وقت كاف. ويواصل هذا الجنرال الكذب ويقول ان القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى تبسط سيطرتها على جبهات القتال بعدما اعطت التمرد درسا لن ينسوه وان كل من يريد المساس بامن الوطن مصيره الموت. ويواصل كذبه ويقول لو لا الخريف لوصلوا الى كاودا وسيطروا على الحدود من يابوس الى طروجي، وتلك امانيهم طبعا. وهذا الجنرال الدعي يقول بانهم لكي يحققوا هذا الانتصار اتجهوا الى تجنيد ابناء المنطقة خاصة جبال النوبة حتى يستفاد من معرفتهم لطبيعة المنطقة ويساعدوا في تنظيف المنطقة. ويقول بان التجنيد قد عمل في اتجاه الانضمام للدعم السريع لان غالبية الشباب يحبون الانتساب الى الامن وان هذا كرت يتم استخدامه في معسكرات الجيش والدفاع الشعبي والشرطة. ويقول بانه قد قام بتقدير الموجود من المجندين ب (40) الف لتجهيزهم لمعركة فاصلة باحدث الاسلحة والطيران لكي يكون زمن الحرب قصيرا. ويقول بان قواتهم الان منتشرة في حدود السودان كافة ولا تعاني من مشاكل ما عدا حدودهم مع الجنوب. ويقول بان الجنوب يعتقد بانهم لا يعلمون بذلك ولكنه يقول لكن المسالة مسالة وقت وبعدها ينقلب السحر على الساحر. الفريق ركن صديق عامر حسن، رئيس هيئة الاستخبارات والامن: فيقول في هذا المجال بان المتمردين قاموا بمحاولات بائسة لتعديل موازين القوة في العتمور والقبة بدارفور ولكن قواتهم منيت بهزائم قاسية. كما يقول بان كل المعلومات متوفرة حول الدخول الى كاودا. كما يقول كل ملحقياتهم العسكرية بالخارج مركزة على رصد ومتابعة قيادات التمرد. فهنالك دول تمثل مصدر تواجد كثيف للمتمردين، جنوب السودان ويوغندا وكينيا ومصر. ويقول انظمة الحكم في هذه البلدان تكره الاسلام السياسي. الفريق ركن هاشم محمد عبدالله، رئيس الاركان المشتركة: فيقول في هذا البند بان تجربة الدعم السريع جديرة بالاهتمام والدراسة لانها قلبت موازين القوة، وقد اشاد بقوات الدعم السريع والعمل على دعمها وزيادة افرادها.كما يقول بان القوات المسلحة لديها زمام المبادرة وان العديد من افراد الجيش الشعبي اصبحوا يسلمون انفسهم وان توجيهاتهم العفو عن كل من يضع السلاح. كما يقول بان تطوير عملية السلام من الداخل افضل من سلام الخارج. ويقول ايضا بان قواتهم منتشرة في السودان وتبسط سيطرتها ما عدا بعض المناطق التي يسيطر عليها موسى هلال. ويقول بانهم منعوا القوات المسلحة بعدم التعرض له وانهم قد تركوا ذلك للقيادة السياسية للتعامل معه وهم حتى الان لم يتدخلوا في حرب مع موسى هلال. كما يقر بان القوة التي مع موسى هلال هي جزء من قوات حرس الحدود.ويقول ايضا بانهم قد سرعوا في التدريبات الامنية لحركات دارفور، قوات التيجاني سيسي وقوات دبجوا وهم يريدون من هذه القوات بان تقاتل الحركات وتكون دليل للقوات المسلحة وهم سيطبقون نفس الكلام مع الجيش الشعبي بالمنطقتين باحضار اولاد المنطقة العائدين من الجيش الشعبي الذين يسلمون انفسهم ويتم استيعابهم واعطائهم مرتبات وحوافز. كما يقر بعدم توقف عمليات الصيف الحاسم وتتبع المعسكرات وضربها بالطيران والعمل على منع وصول الغذاء والدواء للتمرد للحيلولة دون قيامهم بزراعة اي محصول. كما يقول عليهم متابعة اجتماع المتمردين مع ما يسمى الجبهة الثورية واين يعقد وما هي اجندته وتوصياته ومداولاته والتاثير في القرارات بواسطة اجهزتهم بالتشويش، ويقول لا بد من شق هذه الجبهة. كما يقول بانه لا بد من نقل رئاسة الجبهة لاي من حركات دارفور وتغيير قيادة اركان القوات المشتركة للجبهة الثورية. كما يقول بانهم سوف لن يسمحوا للجبهة الثورية بعقد اجتماعهم في كاودا، واذا جاؤا يتم ضرب اي طيران او عربات وعليهم رصد كل ما يتصل بهذا الاجتماع. الفريق ركن محمد جرهام شاؤول، المفتش العام للجيش: فيقول في هذا البند، بانه قد قام بزيارات لكل الوحدات ومراكز التدريب والمعاهد كجولة تفتيشية استهدفت مراجعة سير الاداء بشكل عام وركزت الزيارة على احكام حلقات التنسيق ما بين الوحدات والفرق والاجهزة الامنية وبقية القوات النظامية. واوضح ان زياراتهم لمختلف الفرق والاجهزة المختصة تجيء في اطار احكام التنسيق مع قيادة الاركان والوقوف على سير الاداء واطلاعهم على مجمل الاوضاع والتحديات التي تواجه البلد جراء التمرد المفروض على السودان وضرورة تجنيد اكبرعدد واخضاع منتسبيهم للدورات المتقدمة وتهيئة العمل لافراد القوات المسلحةلاداء دورهم
والدفاع عن الارض والعرض ورفع الروح المعنوية. كما واضاف ان الخطوة تجيء في اطار برنامج الاصلاح والتطوير التي تشهدها المؤسسة العسكرية في البلاد. وقد قال ايضا بان توفير الدعم اللوجستي من اسلحة متقدمة ومتطورة للوحدات الفنية المتخصصة والاسلحة المهمة في اسناد القوات البرية مما مكنها من هزيمة التمرد بجنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور حسب زعمه وتغطية حدود السودان وتامين التجارة والقطارات لتصل لدارفور وتغطية كاملة تامة من الناحية الجنوبية لاربع محليات بشمال دارفور يسيطر عليها قوات حرس الحدود التابعة لموسى هلال، تعمل على مراقبة المداخل والمخارج للحيلولة دون دخول عناصر تخريبية من حركات دارفور لاي هدف كان. كما تعمل لحماية قوات اليونميد، الامر الذي يتطلب احكام التنسيق وتكامل الادوار لتطوير العمل والاداء والاهتمام بسلامة قوات البعثة وان تعطيهم خط سيرها. كما يقول بان اليونميد اصبحت نسق معهم وكل ما يراد نشره يجب الاتفاق عليه حتى لا يتضرروا منه. ويقول يجب ان تكون للقوان نسخة من اي تقرير يقدم للامم المتحدة وقد حددت اليونميد القنوات التي يتم التعامل معهم وفق عمل مدروس لا يضر بمصالح الطرفين. ويذهب جرهام مسترسلا في الحديث ويقول بانه قد تم توسيع قاعدة للاستثمارات العسكرية وانشاء شركات والدخول في شراكات في التصنيع الحربي وانتاج المعدات الثقيلة مع وطنيين ودول داعمة. كما يقول بانهم قاموا بانشاءات تكون عالية التامين في باطن الارض لعدم تعرض اي من مخزونات الاسلحة المهمة للخطر.ويقول بانهم قد طوروا منظومة الحفظ والصرف والتامين من اي عدوان من اجل مساهمة الجيش في الامن الذاتي وتمويل الجيش من الغذاء والمعدات القتالية وتعزيز اهمية دور المؤسسة العسكرية في تعزيز برامج العمل الاقتصادي التنموي والاجتماعي. كما يشيد جرهام بمجاهدات وتضحيات قوات الشعب المسلحة ومواقفها الباسلة في الذود عن حياض الوطن والمحافة على مكتسبات الامة. واشار ايضا الى الزيادة وتميز قوات الدعم السريع والقوات الصديقة والدفاع الشعبي والقوات المشتركة التشادية وليبيا والتعاون العسكري مع ليبيا وتشاد وقوات اليونميد. وقال بان هنالك تجاوب كبير من مسرحي جبهة الشرق وخضوعهم. وايضا هنالك تجاوب كل من حركات دارفور لتسريح قواتهم وحتى الحراسة الشخصية لاي من قيادات الدولة يجب ان تكون تحت امرة القوات النظامية وليس المليشيات حتى لا يكرروا تجربة نيفاشا. ويذهب الفريق جرهام بعيدا ويسترسل في هذا البند استرسالا ويقول بان ابناءنا (يقصد ابناء النوبة فهو منهم) ينفذون الاجندة والازمات المفتعلة والحروب المفروضة على السودان لاطماع لديها مصلحة في عدم استقرارهم. ويقول بان ابناءه هؤلاء تعودوا من حرب الى حرب. وقد ضرب مثلا بجنوب كردفان وقال اهله النوبة في حربين مع قرنق وان قرنق غشاهم ولكن هم قالوا ثاني مافي حرب. وقال قام ابناءه وعينوا الحلو نائبا للوالي وان ياسر ومالك تامرا مع الجنوبيين لابعاد دانيال وتابيتا وجلاب وسجن تلفون حتى لا يكون هنالك قيادي يمكن ان يغير اتجاه النوبة للذهاب الي الحرب. وقد زكر بان ابناء النوبة في اجتماع ياي كانوا رافضين الحلو. وقال ان في تقديره ان ياسر والحلو ومالك هم ادخلوا النوبة في الحرب من اجل الانتقام منهم. وقد زكر بان هؤلاء (ديل) ويقصد ياسر والحلو ومالك بان ابناء النوبة رافضينهم ولكن لا يستطعيون الحديث. كما يقول بان الاخبار التي تاتيهم الان بان كل المواطنين رهائن من اجل استخدامهم اعلاميا والمتاجرة بهم لايهام وتضليل العالم ان النوبة عندهم قضية. وهو يؤكد بانه لا توجد اي قضية وان هؤلاء عملاء، يقول بان هذا الكلام يقوله الذين هربوا من الحركة. وهؤلاء يقولون بان المنظمات اكثر من المواطنين وهو يؤكد بان حملة الصيف ضرورية ويجب الا تقيف ولا بد من تنظيف الجبال وارجاعها الى سيادة الدولة. كما يقول وحسب متابعته للتفاوض باعتباره عضوا في لجنة التفاوض من قبل الحكومة، بان ياسر والحلو ومالك غشوا اولاده وقالوا لهم بانهم سوف يعملون قوات مشتركة وحكم ذاتي ويمشوا للانفصال. ويخلص جرهام من افادته الطويلة في هذا البند بان هذه اوهام وزعها ياسر والحلو ومالك للنوبة. ويقول بانه عندما زار كل المحليات وقابل الناس وهم يقولون بانهم مغشوشين وهم لا يريدون ياسر ومالك والحلو. كما يقول بانهم اذا حرروا كل المناطق كل الجيش سيسلم (يقصد جيش الحركة الشعبية) والمواطنون سوف يحضرون. ويقول ايضا لولا الخريف كانت القوات، يقصد قواتهم دخلت كاودا، ويقول في نهايات حديثه الطويل اذا هم مسكوا كاودا، كل الجيش الشعبي سينهار ودول الجوار وجماعات ستكون منزعجة. وان ذلك يعني طرد التمرد نهائيا (ان شاء الله). ويكون هذا احد اهم انجازات القوات المسلحة والبلاد مقبلة على الانتخابات وكل شبر لا بد من ان يرجع. ويقول بانهم بحمد الله قد فتحوا اربعة معسكرات لتدريب ابناء جبال النوبة وتطوير مقدراتهم حتى يساهموا في الصيف القادم وهم يعرفون تضاريس المنطقة ويكونوا قوة ضاربة ضد فصل جبال النوبة. وان لا يستغلوا من احد ويكونوا قد ساهموا في تقليل العطالة لان التمرد يستغل حاجات الناس. كما يقول بان نفس الاسلوب قد تم تعميمه في النيل الازرق ودارفور. ويقول كذلك اذا انهارت الحركة الشعبية تكون كل الحرب قد انتهت. كما ويقول بان هنالك علاقة بين انتشار السلاح والتمرد. وان كل السلاح الموجود بكردفان احضرته الحركة الشعبية وان القتال الدائر بين القبائل في كردفان ودارفور كل القبائل هذه لديها ناس في الحركات ويمدون اهلهم بالسلاح. وعندما اجرى هو مراجعات المستخدم في النزاع القبلي وجده نفس سلاح التمرد. ويقول بانهم اذا راجعوا زيادة النزاعات يجدوا بان السبب هو تمركز الحركات كلها في جنوب كردفان واذا تم تنظيف جنوب كردفان تكون كل الحرب انتهت. الفريق ركن يحيى محمد خير، وزير الدولة للدفاع: فقد افاد في هذا البند فيقول بان هذا العام افضل من حيث استتباب الامن في كل السودان منذ ان بدات الحركة الشعبية تمردها قبل ثلاثة سنوات. ويقول تم تحرير اغلب المنطق بدارفور والحاق هزائم بالجيش الشعبي بجنوب كردفان. ويقول بان قواتهم تتمركز في مواقع استراتيجية تعتبر مفتاحا لدخولهم بقية المناطق المحتلة من التمرد وابعاد شبه التهديد من كادقلي. ويقول بان القذائف على كادقلي كانت تخوف المواطنين وتنزل الروح المعنوية لقواتهم الا انها الان قد سكتت للابد حسب قوله. ويقول بانهم اذا ما قارنوا وضعهم الامني فهم الافضل من كل النواحي. ويقول انه في فترة الخريف على الاجهزة المختصة بالعمل ان تعمل قراءة لمواجهة التمرد بعد الخريف وتضع الخطط والبدائل وانهم لازم ينتصروا لانهم كل مرة يقولون كاودا ولكنهم لا يدخلونها. وانهم بصدد تنظيف اولو ومفو ويابوس. الفريق عماد الدين عدوي، رئيس الاركان المشتركة: فيقول في هذا البند بان الانتصارات التي تحققت الان بانهم قد عكفوا على دراستها وتحليلها وتقييمها للاستفادة من الايجابيات وتلافي السلبيات في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والثغرات التي تسلل بها المتمردين مثلا ابوزبد وشرق دارفور، مناطق اللعيت وطروجي وطريقة الهجوم للمتمردين والاسلحة المعنوية اثناء المعارك. الفريق احمد عبدالله النو، رئيس اركان القوات البرية: يقول في هذا البند بان قواتهم منتشرة في بقاع السودان وبمختلف تشكيلاتها بروح معنوية للانتصارات التي تحققت وكل الفرق والاسلحة شاركت في دحر التمرد. ويقول بانه في الفترة الماضية كان لا يوجد قبول من الشباب للانضمام للقوات المسلحة نتيجة لسماعهم دخول التمرد للمنطقة الفلانية، ويقول بان معركة ابو كرشولا شكلت اكبر ضربة معنوية لقواتهم مما ادى حتى لبعض الجنود والضباط التهرب من الذهاب للعمليات، ولكن الان ارتفعت المعنويات واداء القوات، يعنى قواتهم في احسن حال. ويقول بان الاعلام ساهم كثيرا في احباط القوات لانه اصبح يتحدث في الشان العسكري مما عرض الامن القومي للخطر. وهو يوصي بمنع الاعلام من تناول الحرب وبابعاد الاحزاب عن موضوع ايقاف الحرب وان يصبح ذلك شان يخص القوات المسلحة. والقوات تصرح حسب المناورة والتضليل. ويقول بان القوات ادت دورها على اكمل وجه. ويقول ما يضرهم هو وجود الصراعات القبلية في كردفان ودارفور لان كل القبائل لديها ابناء ومنتسبين لقواتهم وتلقى ابناء قبائل متقاتلة في كتيبة واحدة وهذا يشكل عنصر تهديد ( الصحيح عنصر ضعف) كبير حسب قوله ويقول ايضا الحركات تدعم القبائل بالسلاح. ويصل الى ان حسم التمرد دون هوادة واجب لان طرد التمرد هو السلام في كل السودان. ويقول كل وسائل النجاح متوفرة من سلاح وبشر ومعدات متقدمة لحسم المعارك. ويقول بانهم يريدون مهاجمة التمرد في اقرب وقت ممكن وانهم بحمدالله قد غطوا كل احتياجات افراد القوات من الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة. وانهم قد ملكوا اسر الشهداء مشاريع خدمية في كل الولايات مما كان له اثر طيب في نفوس الاسر ووحداتهم. الفريق ركن ملاح اسماعيل بريمة عبدالصمد، رئيس اركان القوات الجوية: قد اكتفى في هذا البند بالتامين على كلام من سبقوه في الحديث. الا انه يقول بانهم في الفترة الماضية قد كان اداءهم جيدا في الحرب ومطاردة التمرد وانهم حافظوا على الطائرات وقد عملوا المستطاع لتجنب المدنيين وانهم كانوا يستهدفون معسكرات التمرد. ويقول لكن اتضح لهم بان المواطنين قاعدين وداعمين التمرد, وزاد بان المواطنين انهم اعداء. ويقول بان مواصلة الطيران في الخريف يساهم في المعركة القادمة. كما يقول بان المرة السابقة المتمردون جاءوا الى كاودا واجتمعوا ولكن المرة القادمة قالوا عندهم اجتماع الجبهة الثورية، اذا جاؤا جنوب كردفان نواصل القذف بصورة مكثفة. الفريق ركن بحري دليل الضو محمد، رئيس اركان القوات البحرية: يقول في ها البند، انه لا بد من مواصلة الحرب على التمرد وطردهم وقيام الانتخابات في مواعيدها وتحذير الاعلام بعدم تداول اخبار الجيش وعلاقتهم بايران. الفريق ركن طبيب علي سر الختم، رئيس ادارة الخدمات الطبية: يقول في هذا البند بانهم يملكون منظومة علاجية مكتملة ومستشفيات ومراكز وصيدليات تغطي نفقاتها دون احتياج للدولة وهي واحدة من الدعومات التي يرتكز عليها عمل القوات المسلحة وانهم قد زودوا الخدمة باطباء اكفاء لتلبية العمليات المعقدة وطليعة من شباب الحركة الاسلامية. ويقول الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه القيام باي عمل يهدد امن البلاد. ويقول من اراد السلام ياتي مستسلما، وطموحاته مستحيل تحقيقها. الرئيس البشير: قد تحدث في هذه الجزئية وقال يسعده الاجتماع بقيادة القوات المسلحة الحارس القوي والامين لمنجزات ثورة الانقاذ الوطني، ثورة القوات المسلحة. ويقول بان الكلام الذي سمعه يشرح الصدر كما يقول بانهم فعلا استطاعوا بناء قيادة لهذا البلد حسب زعمه. ويقول بان المسئوليات التي ادوها قد ادوها بمهنية عالية. وحتى الكل فيهم يعرف توجهات الثورة والحفاظ عليها وان تظل في الحكم الي ان يرث الله الارض ومن عليها وانهم سوف لن يسلموها لاحد مهما كانت الابتلاءات. وقد بدا البشير بقضية الحوار الوطني التي دعى لها الاحزاب وقد كان هدفه عمل توافق لقيام الانتخابات واشراكهم في السلطة لانهم كانوا محتاجين لغطاء سياسي للصيف الحاسم فعمل لاحياء عملية التفاوض مع قطاع الشمال واذا نجحت العمليتين كفى الله المؤمنين شر القتال ويكون قد عمل توافق سياسي مع الاحزاب والحركات المسلحة وكسب المجتمع الدولي. ولكنه يقول للاسف الاحزاب فسرت ذلك بانهم في حالة ضعف واصبحت تنادي عليه بضرورة تفكيك الانقاذ وايضا المتمردين بقوا ينادون باعادة هيكلة السلطة واصبحوا ينادون بنقل الحوار خارج السودان. كما وان الدول الغربية اصبحت تنادي بضرورة الحوار والتوافق وتضع في الخطط لايقاع الحكومة في فخ التدخل عبر الحوار. كما واصبح طموح التمرد المناداة بالقومية وتفكيك الانقاذ. اي قالوا هذه فرصة لتفكيك الانقاذ، كما طرح علينا عبدالرحيم (يقصد عبدالرحيم محمد حسين وزير دفاعه) اهدافهم. ويقول بانه استفاد كثيرا باطلاقه الحوار بالداخل والمفاوضات مع قطاع الشمال لانه استطاع قراءة المواقف والنوايا الحقيقية لكل الاطراف بما فيها اطراف المجتمع الدولي وهذا ساعده في كيف يتخذ القرار
الصائب في هذا التهديد. ويقول بان الاحزاب استغلت وتبنت موقف عداء الانقاذ في حملة اعلامية مكثفة، الغرض من ذلك هو هزيمة مشروع الدولة وسياساتها. وان الكل اصبح يؤول ويحلل على هواه واصبح الهجوم واضح لتدمير الامن الوطني باستهداف القوات المسلحة والتشكيك في قوميتها ولا بد من تفكيكها والاتيان بعصابات التمرد لتكون بديلة لها. ويصبح هو تحت رحمة اعدائه. ويقول بان هؤلاء فعلا مغيبين وان معلوماتهم ضعيفة لان الدول التي يعملون لصالحها تعطيهم المعلومات التي تخدم مصالحها واجندتها. ويقول اصبحت قيادات الاحزاب تلتقي بالسفراء وهم يقولون لهم الحكومة في ورطة ويمدوهم بمعلومات مغلوطة. واخيرا تبني تلك الاحزاب طرح الحركات بدون معرفة بنوايا هذه الحركات واعطوها دعم بحسبان انها عندها قضية، ويقول لا توجد قضية اصلا، جيش دولة قاعد في اراضينا وحركات مدعومة من نفس الدولة. ويقول هذا الكلام كل العالم يعرفه وامبيكي يعرفه. وهو يقول ايضا طالما ابناء المنطقتين قد كانوا في يوم من الايام جزءا من حركة التمرد الجنوبية وتم غشهم وخداعهم للقتال ضد الدولة وان حركة التمرد التي ينتسب اليها المواطنيين قرروا الانفصال، فاصبح وجود قوات تابعة لهم اجنبية وعليهم ان يسلموا السلاح لدولتهم وياتوا السودان مواطنين لهم كامل الحقوق. ويقول، ولكن للاسف دولة الجنوب استغلتهم لشن الحرب ضد الدولة ظنا منها يمكن ان تنهار الدولة ويحكم عملاؤها. ولكن يقول نتحاور معهم، ويقول قبل التمرد قد عمل لمعالجة مشاكلهم. ويقول بان رياك مشار قد اتاه وقد بلغه هو وعلي (يقصد علي عثمان محمد طه) بان ياتيهم مالك وعبدالعزيز. ويقول عندما اخبرهم رياك، قالوا لا بد من ان يكون ياسر معهم. ويقول بانه قد كان يريدهم بان ينشقوا وتضعف قبضتهم للحركة ولكن الظاهر فهموا الرسالة (يقصد مالك وعبدالعزيز قد فهموا مكيدته). ويقول بان تفاوضهم مع الحركة في اديس ابابا، هم كانوا مبيتين النية للحرب. ويقول بان وفده وقع معهم اتفاق اطاري سمي نافع عقار ولكنه رفض ذلك الاتفاق لان هذا الاتفاق يعطي استمرارا بوجود حركة شعبية وشراكة سياسية وهذا يمثل تهديد مستقبل الحركة الاسلامية في السودان. ويكون هو قد اعطاهم وضعية اكبر. ويعترف صراحة بانه قد رفض اعطاء الحركة الشعبية جنوب كردفان لاهميتها الاستراتيجية مع جنوب السودان (يعني ذلك بوضوح بانهم قد زوروا الانتخابات في جنوب كردفان). ويعترف ويقر بانهم قد ذهبوا لكل جولات التفاوض مجاملة وحتى لا يقول المجتمع الدولي انه ضد التفاوض ولكنه استخدم التفاوض لتكتيك مرحلي ليستطيع قراءة افكارهم (يعني الحركة الشعبية)، ويعطي اقل الدول الداعمة لهم بان حلمهم بزوال حكم الاسلاميين مازال موجودا، وتضليل للدول الكنسية والامبريالية. وهو في كل فترة يشغل بهم الراي العام. ويقول بانه استطاع الاحتفاظ بمنبر الدوحة كمنبر وحيد لحركات دارفور واديس للمنطقتين ورفضه لاي محاولات لتوحيد منابر التفاوض. وانه سوف لن يفاوض حركات مع بعض، واحدة واحدة. كما وانه لن يعترف بهم كجبهة موحدة. ويقول مشكلته الرئيسية هي الحركة الشعبية لانها تمرست في العمل لتنفيذ اجندة الامبريالية العالمية وتبني العداء للاسلام السياسي وحركة الاخوان المسلمين السلفية الجهادية ودخولها في خط العداء دون فهم، وانما لتنفيذ اجندة اجنبية امريكية غربية. وهو يقول مهما عمل معهم فهم لن ياتوا للسلام الا بعد ضمان هزيمة الاسلاميين، لذلك هم ساعين لتدميري. ودليله على ذلك ايام التفاوض هو كان ذاهبا الى حضور احتفال ببحردار، ذكرى تحرير اقليم التغري وقال لطه مدير مكتبه ان يتصل بمالك ويقول له الرئيس يريد الجلوس معك بوجود الرئيس الاثيوبي دون اعلام ولقاء سري. الا ان رد عقار كان رفض اللقاء وقال عقار انه له وفد يتفاوض مع وفدي عندما يصلوا الى شيء ممكن نتلاقى. يقول البشير للذين يجتمع بهم: لاحظوا الغرور الذي وصل اليه هؤلاء دون سند وصدقوا بانهم يمثلوا السودان. وذهب قائلا: ان ناس النيل الازرق لا يريدونه (يقصد عقار) وحتى الانقسنا اهل بيته لا يريدونه. ويقول الحلو القيادات التاريخية للنوبة لا يريدونه. ويقول للمجتمعين معه حسب افادات بعضهم، انتم سمعتم من الفارين من الجيش الشعبي يقولون ان الناس يتم تخويفهم من الذهاب للحكومة واي شخص قبض شاردا يتم قتله، ويقول بان الذين يقاتلون يقاتلون كارهين حسب زعمه. ويقول اتفاق: واحد تسريح الجيش الشعبي، وهذا مربوط بمستقبلهم السياسي ولا يسمح بوجود حزب لديه قوات. وشرعية اي حزب وفق قانون الاحزاب. ويقول اخر لقاء له مع سلفا كير بالخرطوم انه قد تكلم معه، الا ان سلفا كير مازال يقدم الدعم. ولكن سلفا كير حاول ان يقنعه بانه قد تخلى عن الدعم لكنه اصر على كلامه. ويقول لجنرالاته بانهم عندهم وثائق وكل المعلومات بدعم الجنوب للمتمردين. ويقول اتركوا الجنوب يدعم ونحن علينا بالمعلومات وتمليكها للدول الداعمة لهم بما فيها الامريكان وهذا يخدمه في التماطل وكسب الوقت ومحاربتهم. ويوجه مساعديه بان لا يتركوا كبيرة او صغيرة وجدوها تعزز دعم الجنوب للمتمردين. ويقول هو الان في افضل حال خاصة بعد ما تم ابعاد اولاد قرنق اصبحت ليست له مشكلة في المعلومات بالجنوب وتحركات التمرد. ويقول بان ليس له حوار بالخارج ويريد ان يصل للانتخابات. ويقول هنالك جيش واحد واي اغاثة حسب اجندته وعبره. وانه ليست له اي شراكة لمتمرد. ولا توجد لديه اي نية لحكومة انتقالية اومؤتمر دستوري او تقديم اي تنازلات. ويحصر سقوف الاحزاب لتشارك وفق اجندته هو وان يفضي الحوار الى الاتفاق على قيام الانتخابات ووضع الدستور وان تتخلى الحركات عن السلاح وهي منفردة وفق الدوحة واديس ابابا وهذا سيطرحه هو حتى لا يفقد دعم الاتحاد الافريقي باعتباره خيار سياسي ولديه خطط لانهاء التمرد والسيطرة على الحدود الدولية. ويقول بانه لم يقصر مع حركات دارفور. ويقول ان هذه الحركات من الزغاوة، وهي كم حركة، وهي غير متفقة مع بعض ويقول بانه سيترك شان تدويرهم لشخص من الخارج. ويقول ايضا هنالك حركات من الفور، ولكن ليست فيهم حركة واحدة لديها مؤسسات تقرر او تقدم وجهات نظر. هي حركات في جيوب اشخاص. وقد ضرب مثلا بحركة عبدالواحد وقال بانها ليست فيها مؤسسة تجتمع وتقرر وتضع رؤية وكل الحركات كذلك. ويقول هذا فقط يزيد من عدد المهيمنيين وهذا يسهل استخدامهم ضد مصالحهم. ويقول بان الداعمين يعرفون مقدرات هذه الحركات وانها مستخدمة من قبل دولة الجنوب ودول اخرى وفقط يحتفظوا بها لزعزعة الاستقرار وزيادة اموال قياداتها. ويقول بانه قد ارسل مجموعة صديق ودعة وجلس مع هذه الحركات في العديد من المدن بيوغندا واوربا واستطاع ان يقرا مواقف هذه الحركات واتجاهات تفكيرها وايضا هو يسمح للاحزاب المعارضة مقابلة هذه الحركات ويقول ان له ناس من الاحزاب مزروعين في الحركات يخبرونه بالنوايا الحقيقية لهذه الحركات الان وفي المستقبل. ويقول ان الخطر قد كان عندما كان الجنوب موحدا، اما الان فالحركة الشعبية تفرقت لثلاثة مجموعات، وهو يتابع الاوضاع عن كسب لانه مربوط بنهاية التمرد. فهو سيعطيهم امل حتى لا ينتبهوا الي ماذا هو فاعل. تعليقنا على هذا البند: لنا ملاحظة قبل ان نقوم بتحليل هذا البند وهي ان هؤلاء الجنرالات بسيطين في تفكيرهم ولغتهم عاجزة وليست لهم مقدرة في التحليل لذا كان اجتماعهم هذا انطباعيا اكثر من اللازم ولا يعتمد على التحليل المنطقي للاشياء لكي يساعدهم في اتخاذ القرارات السليمة لذا انهارت خطتهم التي انفقوا فيها الوقت والجهد والمال في اقل من شهر وفقدوا كل شيء لانهم كانوا يبنون خططهم على الوهم والخيال واللا منطق. لقد كان هدفهم هو حسم التمرد في جبال النوبة وهو الهدف الغير معلن لان هزيمة الحركة الشعبية في جبال النوبة يعني بالنسبة لهم حسم التمرد في السودان كله. ولكن هذه الفرضية ليست صحيحة باية حال من الاحوال وهذا استخفاف شديد بالمشكلة السودانية وتناولها بهذه الكيفية. فالتمرد بدا في السودان من العام 1955م ومازال مستمرا حتى الان. فان كان يمكن اخماد نار التمرد بهذا الفهم المتخلف لحسم التمرد في السودان منذ ذلك الوقت. ولكن عندما يتمرد الناس يجب ان نخاطب الاسباب التي ادت الى التمرد وليس التمرد نفسه لان التمرد في هذه الحالة يصبح عرض من اعراض المشكلة وليس المشكلة نفسها. ولان هؤلاء الجنرالات لم يحاولوا حتى ان يعرفوا اسباب هذا التمرد او لم يعترفوا به اصلا اتجه اجتماعهم الى هذا الحديث الانطباعي الذي زكرناه انفا. فكاودا التي يتحدثون عنها لم يتمكنوا من تحريرها عندما كان جندي في الجيش الشعبي يمتلك طلقة واحدة فقط في بندقيته الكلاشنكوف ولا تتوفر لديه اي نوع من انواع المدافع الثقيلة كما كان الجيش الشعبي لا يملك عربات ومعدات بل كان الجندي في الجيش الشعبي يقطع الفيافي لشهور بل سنوات راجلا للجنوب لاحضار المؤن والزخائر. فان لم يتمكن الجيش السوداني بجلالة قدره في تلك الفترة من هزيمة التمرد والاستولاء على كاودا الرمز فكيف لجيش المؤتمر الوطني العقائدي ان يقوم بذلك والجيش الشعبي اصبح موازيا له بل يتفوق عليه في المشاة وهم عصب الجيش وان كان الجيش الشعبي يملك طيرانا لقنا بانه جيش متفوق على جيش المؤتمر الوطني ولدخل الخرطوم الان. وعليه فان الحديث عن دخول كاودة بتلك الاقوال الانطباعية بدون تحليل حقيقي يكون ضرب من ضروب الخيال. فان سمع مسئولي المؤتمر الوطني بعض تحليلات العسكريين المتقاعدين الذين افادوا بها في قناة الشروق في ايامها الاولى من الحرب عندما كانت قناة محايدة وتطرح المسائل بطريقة علمية، لما وقع جيش المؤتمر الوطني في هذه الاخطاء وخسرت البلاد تلك الخسائر الكبيرة. هنالك من قال لتحرير كاود فجيش المؤتمر الوطني يحتاج الى التضحية بمائة وخمسين الف من جنوده ليدخل كاودا. وقال لهم اللواء دانيال كودي الذي كان جزءا من الحركة في احدى الايام بان جنديا واحدا من الجيش الشعبي يمكن ان يوقف كتيبة. اعتقد بان هذه معلومات كان يمكن ان يستفيد منها جنرلات المؤتمر الوطني لعلها كانت سوف تساعدهم في اتخاذ القرارات الصحيحة. فالجنرالات الذين حضروا الاجتماع يفضلون حسم الصراع في السودان بالقوة وان اراد التمرد فليستسلم. فمثل هذا الحديث لا يساعد في حل المشكلة. فاستخدام التفاوض لكسب الوقت يفترض غباء المعارضين وهذا افتراض خاطيء. فبقدر ما يفكر المؤتمر الوطني يفكر معارضيه تفكيرا مضاضا. فما لم ياتي المؤتمر الوطني بعقلية مفتوحة في التفاوض وهي عقلية المكسب/ المكسب، اي كلنا نكسب هو والمعارضة سيكون من الصعب تحقيق عملية المكسب/ الخسار، اي يكسب المؤتمر الوطني وتخسر المعارضة او عقليةالخسارة/ المكسب او يخسر المؤتمر الوطني وتكسب المعارضة. فاما العقلية الدائرة الان هي عقلية الخسارة/ الخسارة، اي كلنا نخسر وهي اسوا الحالات التي يصل اليها المتخاصمون. فالمؤتمر الوطني بحكم انه في السلطة عليه ان يبادر وعليه ان يكون مفتوح العقل. فلا يمكن ان تدمن دولة الحرب مع نفسها لاكثر من نصف قرن من الزمان وتنشد التطور والازدهار. هذا نوع من ضروب الخيال. فالتزمت الشديد الذي يمارسه المؤتمر الوطني حتى لدرجة اعتبار المواطنين الذين يتواجدون في الاراضي المحررة هدف عسكري يعكس مدى الاحباط الذي وصل اليه هؤلاء الجنرالات. ولانهم يطبقون اجندة اجنبية لا علاقة بالمواطنين السودانيين بها فقد اصبحت قلوبهم غلف. الجنرالات في اجتماعهم يقولون بانهم لا يخافون المجتمع الدولي ولا يعترفون بالمحكمة الجنائية الدولية، واي محاولة لتقسيم السودان تواجه بيد من حديد. هؤلاء هم نفس الجنرالات الذين فرطوا في ثلث اراضي البلاد يتحدثون بعدم التفريط في الارض. يبدو ان هؤلاء لهم زاكرة خربة. ليس فقط التفريط في ثلث اراضي البلاد، بل اصبحت اراضي البلاد تستقطع بالقطعة امام اعينهم دون ان يكون لهم اثر. عليهم ان يعلموا اذا هم صاروا في نفس الاتجاه الذي هم سائرون فيه سياتي اليوم الذي سيقولون لقد كانت هنالك دولة تسمى السودان هنا. ان تقسيم البلاد وارد ولكن هذا التقسيم هذه المرة سيكون بالقوة وليس بالتراضي كما سبق. لذا فما على هؤلاء الا وان يراجعوا انفسهم قليلا ويعودوا الى رشدهم وصوابهم. هنالك اكثر من 80% من الاراضي محررة في جبال النوبة. عليهم ان يضعوا ذلك في الاعتبار ويمكن ان
تمتد هذه المساحة الى اكثر من ذلك. كما انه يمكن ان تكون هنالك خيارات اخرى صعبة جدا. فكل هذه احتمالات لا بد ان يضعها هؤلاء الجنرالات في الاعتبار ان ارادوا وحدة ما تبقى من السودان لتساعدهم في اتخاذ القرارات السليمة. لقد وصف هؤلاء الجنرالات الحركات المسلحة بانها تتكون فقط من خمس قبائل. فهذا تناول مخل للمشكلة. ان هذه اللغة الاستهتارية لا تساعد في حل المشكلة. فيمكن ان تكون المعارضة من قبيلة واحدة ولكن الاهم من ذلك كله ما هو حجم هذه القبيلة وما هو تعدادها السكاني. ان قول الحديث على عواهنة وبتلك السطحية لا يفيد شيئا. فان تناولنا النوبة فقط فهم الاثنية الاكبر الان في السودان بعد انفصال الجنوب. النوبة في الخرطوم لوحدها يمثلون اكثر من 45% من سكان الخرطوم. وان ذهبنا الى الشمالية فتعداد النوبة في ولاية نهر النيل يقارب 25% من تعداد سكان نهر النيل وفي الولاية الشمالية اكثر من 50% من تعداد الولاية الشمالية. اما في ولايات الجزيرة والنيل الابيض وكسلا والقضارف وبورتسودان فوجودهم باعداد مقدرة لا تقل عن 15% في تلك الولايات كما ان لهم وجود مقدر في ولاية جنوب دارفور ان استبعدنا ولايات دارفور الاخرى. كما وان لهم وجود مؤثر في الجيش السوداني والاجهزة الامنية الاخرى. فالحديث عن القبائل الخمس بتلك الصورة عملية مخلة ولا تساعد في تحليل المشكلة واتخاذ القرار السليم. يقول هؤلاء الجنرالات بانهم لا يسمحون بمرور مساعدات انسانية للتمرد، ويصفون اي مواطن في الاراضي المحررة بانه متمرد. ويقرون بمكافحتهم باي شكل من الاشكال. ويقولون بان استراتيجيتهم تلك سوف تؤدي الى ماساة انسانية هائلة والى سقوط ضحايا من المدنيين والى فوضى ودمار والخراب الاجتماعي والبشري ولكنهم يبررون ذلك لانه سيحافظ على قوتهم وهذا ليس له صلة بمعاناة الناس. هذا الحديث يوضح الى اي درجة من القساوة قد وصل هؤلاء الجنرالات حتى عميت بصيرتهم واصبحت قلوبهم صلدة كالحجارة ولمن الجارة ما يتقطر ماءا. وهذا الحديث لا يمت الى عقيدتهم التي يتمسكون بها باي صلة وهنا يكون صراع القيم، وهو اخطر انواع الصراع. حيث يؤمن الشخص بشيء وبنقيضه في نفس الوقت. وهذه هي عملية الغاية تبرر الوسيلة وهذا تصرف ميكافيلي. يقول هؤلاء الجنرالات بانهم سيركزون على الحروب النفسية ضد التمرد حتى بعد الحرب. وهذا فجور في الخصومة ليس له حدود ويوضح الاهداف غير النبيلة من هذا الصراع. فهذه الحرب النفسية حسب قولهم تكون في شكل اعلام لارباك خطط التمرد. حتى لو انتصر التمرد فهم لا بد من تحويل نصر التمرد الى اي كلام او تحويله الى انتصار لهم. وهذا ما يفعله الصوارمي بالضبط. ففي معركة الجاو التي حسمها الجيش الشعبي في اقل من نصف ساعة رغم الامكانات المهولة التي كان يمتلكها جيش المؤتمر الوطني في ذلك الوقت، ظل الصوارمي يخدع الشعب السوداني لمدة يومين بان جنودهم مازالت تطارد فلول المتمردين. وان لم اكن متواجدا في مسرح الاحداث لصدقت كما صدق الشعب السوداني المسكين. ولكن المواطنين في الاراضي المحررة والجيش الشعبي اصبحوا ازكى من واضع خطة الحرب النفسية هذا. فهم دائما يعكسون تصريحات الصوارمي. وعندما يقول جيش المؤتمر الوطني بانه قد استولى على المنطقة الفلانية، يعرفون مباشرة بان جيش المؤتمر الوطني هذا قد دخل تلك المنطقة خلسة فما على الجيش الشعبي الا وان يقوم بالتعامل معهم واخراجهم في اقل من سويعات. وهكذا يعجزجيش المؤتمر الوطني في كسب اي معركة مباشرة مع الجيش الشعبي ولا يدخل الا المناطق الامنة فقط التي يسكنها المواطنون ولكنه يعجزعن مواجهات الجيش الشعبي في اماكنه وهي معروفة لديهم. في اجتماعهم ذلك قال هؤلاء الجنرالات بانهم سوف يسلمون الحدود ينهم والجنوب خالية من التمرد في خلال ستة اشهر اي من 1 يوليو 2014م الى 31 ديسمبر 2014م. ولكن لانهم بنوا افتراضاتهم على تحليلات خاطئة انهارت قواتهم في اول محاولة لها وتكسرت كل متحركاتهم في اقل من شهر وتعرضوا الى هزيمة نكراء في منطقة القنيزية وابيدت قواتهم واستولى الجيش الشعبي على كل معداتهم. ولان البشير قد كان معولا كثيرا على تلك الحملة منع وفده من الذهاب الى اديس في الجولة التي كانت محددة في تلك الفترة وحتى الان لم يذهب وفده متاثرا بتلك الهزائم النكراء في حملة الصيف الحاسم التي بنوا عليها كل امالهم استعدادا للانتخابات لذا رفضوا الصلح لان الحسم بالبندوقية هو خيارهم. الجنرالات ايضا في اجتماعهم يقولون بانهم قد اتجهوا الى ابناء المنطقة خاصة ابناء جبال النوبة وقد وفروا لهم اربعة معسكرات للتدريب حيث تم تجنيد 40الف متجند من النوبة لتجهيزهم لمعركة فاصلة وباحدث الاسلحة والطيران. المثل يقول ما حك جلدك الا ظفرك. فهؤلاء الجنرالات يريدون الحسم بالحرب ولكنهم لا يجندون ابناءهم لحسم تلك الحرب لهم بل يريد من اخرين ان يفعل ذلك لهم، وخاصة الذين يحاربونهم، وذلك بان يحسم لهم ابناء هؤلاء لهم حربهم. هذه انتحازية شديدة ومتاصلة. فان اراد هؤلاء الحرب حقيقة فليعبوا مواردهم البشرية ويجندوا اطفالهم لكي يحاربوا لهم حربهم بدلا من تجنيد الاخر اجباريا واخراج اطفالهم من المدارس ليحاربوا لهم حربهم. هل هم يعتقدون فعلا بان الاخر يمكن ان ينتصر لهم ليستلموا الارض باردة بدون اراقة قطرة دم؟ لا اعتقد بان هذا يمكن ان يحدث. ومن يفكر هذا التفكير الان يكون ساذجا وغير مواكبا لتغير الاشياء. مازلو يتحدثون عن كاودا ويقولون المعلومات متوفرة حول دخول كاودا وان ملحقياتهم بالخارج تركز على رصد ومتابعة قيادات التمرد وهنالك دول فيها تواجد كثيف للمتمردين مثل جنوب السودان ويوغندا وكينيا ومصر لان انظمة الحكم في هذه الدول تكره الاسلام السياسي. يعتقدون بان دخولهم لكاودا يبدا من هنا وربما يكونوا قد اصابوا هذه المرة. ولكن عليهم الا ينسوا بانهم ما دامت لهم علاقة مع قطر وايران وحزب الله والدول الداعمة للدواعش، فلا بد من ان يكون لمعارضيهم دول تقف ضد تلك الدول. فان ارادوا ان تقف معهم الدول التي زكروها فليبتعدوا عن قطر وايران وحزب الله والتنظيم العالمي للاخوان المسلمين بالذات، فلربما تتعاطف معهم تلك الدول ولربما تعاطف معهم المتمردون ايضا. فاما وقوفهم مع تلك الدول يعطي الشرعية للمعارضة ان تقف مع الدول المناوئة لهم، فلا غرابة في ذلك. يشيد هؤلاء الجنرالات بقوات الدعم السريع ويعتمدون عليها كثيرا لحسم الحرب لهم. فقوات الدعم السريع قوات منفلتة وفوضوية وغير منضبطة وهي خصم كبير من جيش المؤتمر الوطني. فهذه القوات عقيدتها السرقة والنهب والاغتصاب. فمثل هذه القوات لا تصلح الا في محاربة القرى الامنة والابرياء والذين لا يملكون السلاح لتمارس هويتها من السرقة والاغتصاب. ولكنهم لا يصلحون في محاربة جيش منظم ومنضبط اخلاقيا واحترافيا مثل الجيش الشعبي، فقوات الدعم السريع تمرست في مهاجمة معسكرات النازحين وسرقة ممتلكاتهم ولكنها لا تستطيع محاربة مثل جيش الحركة الشعبية لذا منيت بخسائر كبيرة ولكنها افلحت في مداهمت وحرق وسرقة القرى الامنة واغتصاب حرائرها. هؤلاء الجنرالات قالوا بان افراد من الجيش الشعبي اصبح يسلم نفسه وتوجيهاتهم العفوعلى كل من يسلم نفسه، ولكنهم في الجانب الاخر يستخدمون نفس الذين سلموا انفسهم لكي يحاربوا لهم حربهم ويكونوا دللة. ولكن وعلى حسب معلوماتنا فانا معظم الذين سلموا انفسهم اما من الانتهازيين اوالمندسين او من المتعاونين معهم او من الاطفال عندما لم يجدوا ما كانوا يصبون اليه رجعوا الى قواعدهم سالمين، ولكنهم كلهم قد ندموا بعد ان ادخلوا انفسهم في سجن كبير يسمى السودان. يقر هؤلاء الجنرالات بان قوات موسى هلال هي قواتهم وقد عهد اليه بان يقوم بحماية اربعة من المحليات في شمال دارفور من هجمات الحركات هناك. فموسى هلال نموزج يجب ان تتعظ منه المعارضة في التعامل معه. من اكبر اخطاء المعارضة هي التعامل مع موسى هلال. فموسى هلال ان كان في خلاف حقيقي مع المؤتمر الوطني لتم ضربه ومحاربته ولكن لا ادري كيف فات ذلك على المعارضة حتى توقع معه وثيقة. كما انهم الان يدربون في حركات دارفور التي وقعت معهم على السلام الجزئي لكي تحارب معهم. وهذه خطورة الحلول الجزئية. فالحركة الشعبية ان وافقت على توقيع على سلام جزئي تكون قد ارتكبت جرما كبيرا لانه اولا سوف تكون قد اجلت الحرب الى وقت اجل وثانيا سيتم استخدمها في حروب المؤتمر الوطني باعتبارها شريك له في الحكومة لذا لا بد من ان تدافع عنها. عليه حزارى ثم حزارى ان تقبل الحركة الشعبية بالحل الجزئي لانها ان فعلت ذلك تكون قد عادت بنا الى المربع الاول. فلا ترضخ للضغوط الغير منطقية والعاطفية التي تاتي بحلول غير دائمة وغير مستقرة. فخير لنا ان نعاني الان بدلا من ان نعاني الى الابد وهذا ما فعلته الاتفاقيات الجزئية. فان لم توقع الحركة الشعبية على اتفاق السلام الشامل حتى تحل مشكلة دارفور لما عدنا للحربة مرة اخرى ولما انفصل الجنوب ولكن لان اتفاقية السلام الشامل قد كانت اتفاقية جزئية لذا رجعنا للحرب مرة اخرى وبصورة اكثر ضراوة. فالمعاناة التي نعانياها الان احسن لنا من المعانة المجهولة التي تنتظرنا ان قمنا بالتوقيع على اتفاق جزئي مع المؤتمر الوطني. يقول الجنرالات بان لا تتوقف عمليات الصيف الحاسم وان يتتبعوا المعسكرات ويتم ضربها بالطيران وعدم السماح بوصول الغذاء والدواء، بل منع المواطنين في مناطق التمرد من الزراعة. هذا يوضح لنا بجلاء لماذا رفض المؤتمر الوطني الذهاب الى اديس في جولة المحادثات التي كانت ستكون حاسمه وفضل ان يدشن البشير حملة الصيف الحاسم في تلك الفترة. كما يوضح لنا ارتكاب المؤتمر الوطني لجرائم الحرب مع سبق الاصرار والترصد بمنع الغذاء والدواء بل منع المواطنين من الزراعة او حرقة زراعاتهم بالقنابل الحارقة والعنقودية والكيميائية وتدمير البيئة وتلويثها بتلك الكيميائيات. يقول الجنرالات بانهم سوف يتابعون اجتماعات قيادات الجبهة الثورية ومنعه من ان يعقد في الاراضي المحررة، كما عليهم القيام بالتاثير والتشويش على قراراته وتوصياته. كما عليهم القيام بنقل رئاسة الجبهة الثورية الى حركات دارفور وتغيير قيادة اركان القوات المشتركة للجبهة الثورية. نفهم بان يقوموا بمتابعة اجتماعات قيادات الجبهة الثورية ومنعها من ان تعقد في الاراضي المحررة ولكن لا نفهم المغزى من نقل رئاسة الجبهة الثورية الى حركات دارفور وتغيير قيادة اركان القوات المشتركة للجبهة الثورية. ولكن ان دل هذا على شيء فانما يدل على قوة رئاسة الجبهة الثورية وقوة رئاسة اركان القوات المشتركة للجبهة الثورية. فان كان العدو يعترف بقوة مالك عقار كقاعد للجبهة الثورية وقوة عبدالعزيز ادم الحلو في قيادة هيئة اركان القوات المشتركة للجبهة الثورية ويدعو الى ازاحتهم من مواقعهم، اذا ما بال الاخرين يسعون الي ذلك؟ هذا سؤال حقيقة يحتاج الى اجابات وليس اجابة واحدة. الجنرالات يقولون في اجتماعهم ذاك بانهم قد وفروا الدعم اللوجستي من اسلحة متطورة ومتقدمة للوحدات الفنية المتخصصة والاسلحة المهمة في اسناد القوات البرية. نقول لهؤلاء الجنرالات الاسلحة لا تحارب لوحدها، فلا بد من شخص ذو همة وراء هذه الاسلحة. فلما كانت الاسلحة تعطى للناس الخطأ فهي في النهاية تعطي نتائج خاطئة. فالاسلحة يجب ان تعطى للذين يريدون الحرب وليس الذين يساقون ويدفعون دفعا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. لذا كان هؤلاء يفرون في اول مواجهة لهم ويتركون تلك الاسلحة المتطورة والمتقدمة للحركة الشعبية بعد فرارهم. لذا فان اكثر من 75% من تسليح الحركة الشعبية من جيش المؤتمر الوطني. يقول هؤلاء الجنرالات ايضا بان اليونمد تنسق معهم ويتم الاتفاق معهم على كل ما يراد نشره من التقارير. وهذا يؤكد بوضوح بان اليونمد متورطة في الفساد ولم تؤدي عملها بحيادية وهذا ما يجعل ما قالته عائشة البصيري صحيحا لا لبس فيه وهذا اعتراف ضمني من حكومة المؤتمر الوطني بتاثيرها على تقارير اليونمد، وتصبح قواة اليونمد من الافريقيين والاسيويين لا يعتمد عليهم لانهم يسهل ارتشائهم. قد قاموا بتوسيع قاعدة الاستثمارات العسكرية وانشاء شراكات والدخول في شراكات في التصنيع الحربي وانتاج المعدات الثقيلة مع وطنيين ودول وكذلك القيام بانشاءات عالية التامين في باطن الارض
لحماية الاسلحة المهم والخطيرة. هذا بالتاكيد مهم وضروري ولكن الاهم من ذلك ضد من يتم استخدام تلك الاسلحة التي يتم تصنعيها محليا والاحتفاظ بها في باطن الارض. فان كان الهدف من ورائها استخدامها ضد الخصوم الوطنيين، فلتذهب الى الجحيم ولكن ان كان الهدف من ورائها استخدامه ضد الاعداء وحماية الارض من العدوان الخارجي فمرحبا بذلك. ولكن في الواقع ان تلك الاسلحة المتطورة والفتاكة يتم استخدامها ضد المعارضين لسياساتهم من داخل الدولة السودانية. لقد قاموا بزيادة وتميز قوات الدعم السريع والقوات الصديقة (غالبا من الجنوبيين) وقوات الدفاع الشعبي والقوات المشتركة التشادية والليبية والتعاون العسكري مع ليبيا وتشاد وقوات الدعم السريع واليونمد ومسرحي الشرق وحركات دارفور وان تكون حراسة الدولة من القوات النظامية وليس من المتمردين حتى لا يكرروا نيفاشا. الملاحظة عدم وحدانية جيش المؤتمر الوطني. فالمؤتمر الوطني يحتفظ بجيشه او قل بان المؤتمر الوطني لا يثق في جيشه من صف الضباط والجنود ان اعتبرنا بان كل ضباطهم من الحركة الاسلامية من اكبر ضابط الى اصغر ضابط كما يقولون، لذا تجده يعتمد على جيش غير متجانس ومتنافر العقيدة القتالية لكي يحاربوا لهم حربهم لذا ينهار ذلك الجيش في اول اختبار. كما ان ذلك يثبت لنا مدى تورط قوات الينمد في كادقلي عندما وقفوا في خندق واحد مع المؤتمر الوطني بل لقد سمحوا لامن المؤتمر الوطني بان يدخل معسكراتهم ويقوم باعتقال مجموعة من ابناء النوبة الذين كانوا يدعمون الحركة الشعبية ويقوموا بتصفيتهم بل قد قاموا بتصفية اطفال دون ان تتم محاسبتهم ولا حتى مساءلتهم. يقولون بان ابناء النوبة ينفذون الاجندة ويفتعلون الازمات والحروب المفروضة على السودان لاطماع لصالح دول اجنبية لديها مصلحة في عدم استقرار السودان وان ابناء النوبة قد تعودوا بان يقوموا من حرب الى حرب مع قرنق. الغريبة بانه قد قال هذا الكلام ابن المنطقة الجنرال محمد جرهام عمر شاؤول. ويبدو ان هذا الجنرال قد اراد ارضاء اسياده لانهم حتى هم لا يستطيعون زكر هذا النوع من الحديث الغير مسئول. فابناء النوبة لم يدخلوا في حربين حبا في الحرب ولكنهم قد اجبروا على ذلك. فاما دخولهم في الحرب الاولى فقد كانت بمحض ارادتهم عندما سدت كل المحاولات السلمية التي قاموا بها للمطالبة بحل مشاكلهم واخيرا قد اجبروا اجبارا عندما دفعوا للتفكير في حمل السلاح. فللذين لا يعلمون بانه في مارس من العام 1983م قد كانت هنالك في السودان محاولات لتوطين الحكم الاقليمي بواسطة النميري فارادها النميري بان تكون بالتدريج. فقسم ذلك الى الحاكم المعين ومن بعد الحاكم المنتخب واخيرا الحاكم المرشح. فقد عين بكري عديل لمدة عام واحد كحاكم معين وقد كان لا بد من الدخول في المرحلة الثانية وهي الحاكم المنتخب والذي كان يجب انتخابه بواسطة ممثلي الشعب في البرلمانات المحلية. وعندما بدات عملية الدعاية والحملات الانتخابية وقف يوسف كوة ضد قائمة الحكومة بقرار تنظيمي وساند قائمة كان قد تبنها ابناء كردفان وقتها وفيها كل من المرضي الكير والفاتح بشارة ومحمود حسيب ودكتور التجاني حسن امين الذي كان يقف معه يوسف كوة بقوة. وبعد الانتخابات وبعد ان صوت البرلمانيون لانتخاب الحاكم فازت قائمة مجموعة ابناء كردفان الا وان النميري قد ابى الا وان يزور الانتخابات بواسطة وزيره للشئون الدينية عون الشريف قاسم. حتى هنا فقد كان الامر عاديا وقبل الجميع ذلك على مضض. ولكن الفاتح بشارة حاكم الاقليم المرشح والذي زورت الانتخابات من اجله ابى الا وان يثيرها فتنة واصبح يستهدف الاستاذ يوسف كوة دون غيره، وتم عزله من نيابة البرلمان وطرده من منزل الحكومة بل ومطاردته دون اي سبب ظاهر بل اصبح يتم نعته بالعنصري وما شابه ذلك بالرغم من ان العملية كانت عملية انتخابات عادية، واصبح بعد ذلك يتم استهداف ابناء النوبة في مواقعهم القيادة بالرغم من انهم قد تحصلوا عليها بانتخابات حرة ونزيه. هذا التصرف جعل الشباب من ابناء النوبة في التنظيم السري للكومولوا بان يجلسوا ويتخذوا قراراصعبا وحاسما بالركون الى الكفاح المسلاح. ولما كان السلاح غير متوفر لديهم راؤا الالتحاق بالحركة الشعبية وقاموا بدراسة وتحليل منفستو الحركة الشعبية كلمة كلمة وجملة جملة وسطر سطر وفقرة فقرة وصفحة صفحة واخيرا تم اتخاذ قرار تاريخي بالاجماع بالانضمام للحركة الشعبية والحصول على السلاح والدفاع عن الاض والعرض. هذا ما حدث عندما حمل ابناء النوبة السلح في المرة الاولى بكامل وعيهم وبارادتهم. لذا يكون اي حديث بانهنالك جهات اجنبية وما شابه ذلك من لغو الحديث ومغالطة للواقع والحقائق. فاما هذه الحرب فقد فرضت عليهم فرضا بواسطة المؤتمر الوطني. فالمؤتمر الوطني بعد ان وقع على ذلك السلام الجزئي مع الحركة الشعبية والذي سمي زورا بالاتفاق الشامل لان الحرب في دارفور لم تقف، اراد ان يخضع اقليم جبال النوبة بالقوة ويقوم بتجريد الجيش الشعبي من سلاحه قبل ان يفي بكل متطلبات الاتفاق بعد ان قام بعملية انتشار واسعة في كل اقليم جبال النوبة وهذا ما لم يكن متوفرا له اثناء فترة الحرب الاولى واراد ان يحسم النوبة قبل استفتاء الجنوب وقام بنتزوير الانتخابات، وما اشبه الليلة بالبارحة. وبالرغم من ان رئيس الحركة الشعبية الذي فاز في تلك الانتخابات بشهادة عمر البشير نفسه عندما قال في هذا الاجتماع "اخذنا منهم ولايتهم لانها ولاية استراتيجية ومتاخمة للجنوب"، بانه لا يعترف بالانتخابات ولا يشارك في الحكم بل سيكون في المعارضة، بالرغم من كل ذلك، حشد المؤتمر الوطني جنوده واسلحته ودباباته في الولاية والوقت الذي كان فيه عدد جنود الجيش الشعبي لا يتعدى المائتين ونيف كانت قوات المؤتمر الوطني اكثر من سبعة الف مقاتل مدجج بكل انواع الاسلحة. فقد قام المؤتمر الوطني عن طريق قيادته العسكرية بارسال رسالة لقيادة الجيش الشعبي بان تسلم اسلحتها. ولم يكتفي بذلك بل ارسل عشر دبابان الى مدينة كادقلي وحدد ساعة الصفر كما حدد زمنه لحسم هذه الحرب في خلال 72 ساعة. لذا يبقي اي حديث بان الحركة الشعبية او الحلو قد اشعل هذه الحرب او ان هنالك دول اجنبية هي من وراء تلك الحرب نوع من انواع اللعب بالعقول وزر الرماد في العقول ومثل هذا الحديث لا يساعد في حل المشكلة. نلاحظ من خلال حديث الجنرالات عداءها السافر لكل من عقار والحلو وياسر لعدم قدرتهم لاختراق هذا الجدار الصلد، لذا فهم يستشهدون بالخلافات الشخصية داخل الحركة الشعبية وينسون خلافاتهم الداخلية. فالخلاف الشهير بين البشير والترابي خلاف داخلي لا دخل للحركة الشعبية فيها. كما وان هنالك خلافات كثيرة داخل حزب المؤتمر الوطني، غازي صلاح الدين، نافع علي نافع، وعلي عثمان محمد طه وغيرهم. فهذه الخلافات هي خلافات داخلية مثلها مثل اي خلاف اخر. وهي اشياء طبيعية يمكن ان تحدث في اي تنظم. ولكن محاولاتهم الجاهدة في الاستثمار في هذا الخلاف الداخلي يوحي بافلاسهم وعدم قدرتهم على اختراق هذا الجدار الصلد، جدار الحركة الشعبية كما فعلوا مع حركات دارفور التي استطاعوا ان يؤثروا فيها ويخترقوا جدارها وهذا ما عجزوا ان يفعلوه في الحركة الشعبية. ويدعون بان مواطني النيل الازرق يرفضون مالك عقار ومواطنوا جبال النوبة يرفضون الحلو، وهذا طبعا حديث اعتباطي. كما يقولون بان مالك عقار والحلو وياسر قد غشوا النوبة وقالوا لهم بانهم سوف يعملون لهم قوات مشتركة وحكم ذاتي ويذهبو للانفصال. وهذا يوضح التحليل السطحي للقضايا المصيرية من مجموعة كنا نعتقد بانها قادرة على تحليل المشكلات وايجاد الحلول الناجعة لها، ولكن بدلا من ذلك فهم يتخبطون ويغالطون الواقع والحقائق. فالجيش الشعبي قد تخطى مرحلة القوات المشتركة واصبح جيش نظامي منضبط وله عقيدة قتاليةهي عقيدة الجيش السوداني التي ورثها ابا من جد وهو قادر ان يعلن دولة ويدافع عنه. فهو الان يحتل اكثر من 80% من اراضي جبال النوبة وجنوب كردفان. فعلى هؤلاء القوم ان يتعقلوا ويتناولوا امر البلاد بعقول منفتحة ويجب الا يحصروا انفسهم في نطاقهم الضيق وليعلموابان هنالك معهم اناس اخرون يشاركونهم هذه البلاد. يقولون بانهم يريدون تحرير كاودا واولو ومفو ويابوس. تلك امانيهم طبعا. ولكن عليهم بان يكونوا واقعيين. فهم ان ارادوا فعلا تحرير تلك المناطف فلياتوا هم باولادهم اسلامييهم من دواعشهم وغيرهم لفعل ذلك لهم. الا انهم لا يمكن ابدا بان يتخيلوا بانهم يمكن ان يفعلوا ذلك من خلال ابناء تلك المناطق كما يفعلون الان. فهذا زمن قد ولى. وسينقلب السحر على الساحر كما يقولون. فموسى هلال خير نموزج. يقرون بعزوف الشباب عن التجنيد لدخول الجبهة الثورية الى ابي كرشولة وهبوط معنويات قواتهم وحتى بعض الجنود والضباط قد تهربوا من الذهاب للعمليات. فالجبهة الثورية عندما دخلت ابي كرشولا وحتى ام روابة ارادت ان ترسل رسالة قوية لحكومة المؤتمر الوطني وللشعب السوداني بانها قادرة من ان تصل ولكنها لا تريد ان تفعل ذلك لانه ستراق كثير من الدماء. فالمؤتمر الوطني لم يستلم تلك الرسالة بصورة صحيحة وهو مازال يتخبط. فاخر تقرير للمجموعة الاروبية في مايو المنصرم يقول بان الجيش الشعبي اصبح موازيا لجيش الحكومة. فان لم تحل مشكلة السودان بطريقة سلمية ستكون هنالك خسائر كثيرة في الارواح ان تقابل الجيشان. فان كان يملك الجيش الشعبي طيرانا او مضادات فعالة ضد الطيران لقالت المجموعة الاروبية بان الجيش الشعبي اقوى من جيش الحكومة ولكنها تستخدم كلمة موازي للتحفظ. فهذه رسائل يجب ان يستوعبها المؤتمر الوطني جيدا. يقول الجنرالات في اجتماعهم بان الاعلام قد ساهم كثيرا في احباط القوات لانه اصبح يتحدث في الشان العسكري مما عرض الامن القومي للخطر ويوصون بمنع الاعلام من تناول الحرب وابعاد الاحزاب عن موضوع ايقاف الحرب ويصبح ذلك شان خاص بالقوات المسلحة. نقول بان هؤلاء القوم يخافون الاعلام لانهم يعرفون نقاط ضعفهم فان كشفها الاعلام للشعب السوداني لعرف بانهم نمور من ورق. لذا فهم يكممون افواه اي صحيفة ويعتقلون اي صحفي يتحدث في الحقائق. ولكن الحركة الشعبية ما لها مكتوفة الايدي فيما يتعلق بموضوع الاعلام؟ فالانتصارات التي حدثت على الارض كانت كفيلة بان تزيح المؤتمر الوطني من الحكم من العام 2012م ان كان لهم اعلام قوي. لان الانتصارات التي حققها الجيش الشعبي في العام 2012م والجبهة الثورية في العام 2013م ان وجد اعلاما قويا لعرف الشعب السوداني بان المؤتمر الوطني نمر من ورق ولانتفض ضده. خيرا فعلت القيادة اخيرا عندما انتبهت لاهمية الاعلام. فالجيش الشعبي يريد مساعدة اعلامية وسياسية ليكمل حلقة النصر. فان توفرت تلك الحلقتين المفقودتين نقول للمؤتمر الوطني وداعا يا حبيبنا. يقول الجنرالات بان الصراعات القبلية في كردفان ودارفور مهدد امني بالنسبة لهم. فهذا المسطلح عير صحيح، فالصحيح هو هي نقطة ضعف كبيرة عندهم. فعندما يقولون كل القبائل تملك السلاح ولديها ابناء منتسبين لقواتهم وتجد ابناء قبائل متقاتلة في كتيبة واحدة ماذا يعني ذلك؟ اليس هذا عنصر ضعف كبير داخل جيش المؤتمر الوطني نتيجة لتركيبته؟ فالفرق بين الجيش الشعبي وجيش المؤتمر الوطني فرق كبير. فالجيش الشعبي جيش وحيد لا يقبل اي جهة اخرى تحمل السلاح معه. فان كان لا بد من ذلك فيجب تدريب تلك الجهة حسب عقيدة الجيش الشعبي، وهذا عكس تماما جيش المؤتمر الوطني الذي يتكون من اكثر من جيش وهذا خطر كبير على الجيش الام. فالان جهاز الامن اصبح يتولى مهام الجيش وهذا خطر على الوطن والمواطن. فمهما كانت المبررات لا يجوز لاي فرد اخر غير جيش ان يحمل السلاح وخاصة الاسلحة الثقيلة. كل الجنرالات يتفقون بان هزيمة الحركة الشعبية هو هزيمة للتمرد في السودان. ولكنهم نسوا بان الحركة السعبية في جبال النوبة اكثر من 99% من مقاتليها من ابناء النوبة. وهم نفسهم الذين يدربون الجيش السوداني. ان هذيمة المؤتمر الوطني للجيش الشعبي في جبال النوبة تعتبر معجزة حسب منطق الاشياء. فاما البشير بعد ان استمع الى جنرالاته اثنى عليهم، فاما انا ان كنت محله لطردتهم كلهم. لان مثل هؤلاء الجنرالات غير جديرين بتبؤا تلك المناصب الا ان كان البشير لا يريد ان يسمع الحقائق في مثل هذه الحالات ويريد الحديث
الوردي المنمق. بدليل ان كل تلك الجهود والاموال والزمن الذي انفق قد انتهي في اقل من شهر وهزمت كل متحركاته. فالبشير يقول هدفه من دعوة التمرد هو لعمل توافق الا ان البشير غير صادق بينه وبين نفسه. فكل ما فعله البشير عبارة عن مناورة وغطاء للصيف الحاسم الذي استعد لها بكل ما يملك من جهد ومال ووقت. والبشير كان عليه الا يفترض الغباء في معارضيه. فقد كان عليه ان يفكر كما يفكر معارضية ليضع الحلول الصحيحة. ولكن ما حدث يوضح مدى سذاجة تفكير رجل هو رئيس دولة حكم لاكثر من ربع قرن من الزمان. والبشير يرفض الحل الشامل لمشكلة السودان ويقول بانه سيفاوض الحركات واحدة بواحدة، يعني ناس دارفور في الدوحة وناس الحركة الشعبية قي اديس ابابا، يعني هذا هو يريد حلا بطريقته، يعني يكسب هو ويخسر غيره، ولكن هذا تفكير لا يؤدي الى حل للمشكلة. فاما ان يقضي هو على التمرد واما ان يقضي التمرد عليه. فهو لا يشعر بالحرب لان ليس له ولد يموت ليشعر ماذا يعني عندما يموت لك ابن في حرب تعتبر عبثية بامتياز، وهذا ما يريده البشير. ولكن الى متى؟ البشير لا يريد اعادة هيكلة الدولة السودانية لانه يعتبر ذلك ازاحته وازاحة حزبه من السلطة مباشرة لانه يعتمد على قوة الجيش وليس قوة الجماهير في الحكم، لان قوات المؤتمر الوطني من اكبر ضابط الى اصغر ضابط هو حركة اسلامية على حسب افادتهم كما ان له وهم بانه يريد ان يورث الحكم للاسلاميين ليحكموا الى ان يرث الله الارض، وهو بذلك لا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة. وهذا يعني بان القوات المسلحة السودانية قد تحولت الى قوات عقائدية واسلامية فهي تدافع عن الاسلام السياسي ولا يهمها الوطن في شيء. فعندما تتحول القوات المسلحة في الدولة الى قوات عقائدية تتحول معها العقيدة القتالية، وهذا ما حدث بالضبط بالنسبة للجيش السوداني الذي تحول الى جيش خاص بالمؤتمر الوطني. فالجيش السوداني قد فقد اهليته عندما تنازل عن عقيدتة طوعا ليتبنى عقيدة المؤتمر الوطني ليصبح جيش عقائدي تقوده قيادة عقائدية من اكبر ضابط الى اصغر ضابط. وما يعرض جيش المؤتمر الوطني الى هزائم كثيرة وعجزه في حسم المعارك الكبرى يوضح بجلاء فقدان العقيدة القتالية السودانية وعدم التناغم بين الضباط والجنود. ففي الوقت الذي تجد القيادة كلها عقائدية تجد الجنود معظمهم لا يعرف شيئا ولا لماذا يقاتل اصلا، هل هو يحارب من اجل دولة اسلامية عربية متوهمة لا حدود لها ام هو يقاتل من اجل الوطن؟ فقد تنازعت القيم لدى الجنود وعيله اصبحوا غير اكفاء عند القتال. فالهزائم المتتالية والاهانات التي تعرض لها جيش المؤتمر الوطني العقائدي من قبل الحركة الشعبية والجبهة الثورية لم يتعرض لها الجيش السوداني من قبل وكل هذا نتيجة لتركيبة هذا الجيش. وكما وان اعتماده على جيوش موازية لتحارب له قد كان لها تاثير مباشر. فعلى المؤتمر الوطني ان يعرف بانه ليس هنالك من يحارب له حربه غيره ان ارادها حربا حقيقة. وحتى يصل المؤتمر الوطني لهذه الحقيقة ويزج بمنتسبيه الى اتون الحرب ليعرف الحرب ومرارتها، وقتها فقط سيعود المؤتمر الوطني الى رشده. واما وهو خارج الحرب وهنالك من يحارب له بالوكالة فالحرب ستستمر لانه لا يفقد شيئا. فقد قالها البشير من قبل بانه لا يخسر الا الالات والمعدات الحربية، فاما الذين ماتوا فهم ليس منه ويهمونه في شيء. وبالشير يقول هنالك استهداف للقوات المسلحة والتشكيك في قوميتها ولا بد من تفكيكها والاتيان بغيرها من عصابات التمرد. نحن نقول نعم هذه حقيقة هنالك تشكيك في القوات المسلحة السودانية لانها اصبحت قوات عقائدية تتبع لحزب معين فكيف يقول لنا البشير بان قيادة جيشه من اكبر ضابط الى اصغر ضابط ينتسب الى عقيدة واحدة من التيار الاسلامي ويريد ان يقنعنا بان ذلك الجيش جيش قومي؟ فهذه القوات يمكن وصفها بقوات المؤتمر الوطني ولكن لا يمكن باي حال من الاحوال اعطائها الصفة القومية حتى ولو انطبقت السماء على الارض. كما وان البشير قد حاول مرارا وتكرارا بان يشق صف الحركة الشعبية ولكنه قد فشل فشلا زريعا. فهو يقول بانه قد ابلغ رياك مشار بان ياتيه مالك وعبدالعزيز، وعندما اخبرهم بذلك قالوا لازم يكون معهم ياسر. ويقول بانه قد كان يريدهم بان ينشقوا ولكنهم فهموا الرسالة. فهذا يوضح بجلاء سطحية هذا الرجل. كما يوضح الحملة العشواء التي تتم ضد هذا الثلاثي المتماسك من كل الاطراف، ان كان من الحكومة او من ابناء النوبة الماجورين او من الذين لا يعرفون حقائق الاشياء ويخدمون اجندة المؤتمر الوطني بدون ان يشعروا. فتماسك وتفاهم هذا الثلاثي قد شكل حماية وصد قوي ضد اختراق المؤتمر الوطني للحركة الشعبية. فان كان في مكانهم من نعرفهم من قيادات لكانت الحركة الشعبية في مهب الريح ولما كان لها اثر ولاصبحت مثل الحركات الدارفورية يفعل فيها المؤتمر الوطني ما يشاء وهذه حقائق ولكنها حقائق مرة لا يقبلها الكثيرون من اصحاب الاجندة الخفية. فتماسك الحركة الشعبية اصبح يخيف المؤتمر الوطني بل قد اصبح مهدد حقيقي وواقعي لوجود المؤتمر الوطني ان احتكم الى صناديق الاقتراع لذا يهابها المؤتمر الوطني ويقشعر جسده عندما يسمع اسمها لذا فهو غير مستعد بان تكون معه في الساحة السياسية لانه يعرف مصيره مسبقا ولقد كانت تجربة الانتخابات في كادقلي تجربة قاسية بالنسبة للمؤتمر الوطني فلولا تزويره للانتخابات لما فاز الا في دوائر لا تتعدى اصابع اليد وهو يعرف ذلك اكثر من غيره. فمنذ ان بدات هذه الحرب في 6/6/2011م لم تهزم قوات المؤتمر الوطني قوات الحركة الشعبية في اي معركة مباشرة. ففي 6/6/2011م ، فبالرغم من استعداد المؤتمر الوطني الجيد للحرب والاعداد لها في الوقت الذي كانت فيه قوات الحركة الشعبية تتكون من المائتين ونيف جندي مسلحين باسلحة الكلاشنكوف مقابل عشرات الالاف من قوات المؤتمر الوطني ومسلحين باحدث الاسلحة، لم تتمكن قوات المؤتمر الوطني من هزيمة الحركة الشعبية بالرغم من امتلاكهم لاحدث الاسلحة والدبابات والطيران. وقد بدات الحركة الشعبية تستنزف المؤتمر الوطني وتغتنم اسلحته رويدا رويدا اعتبارا من معركة كحلية في ضواحي كادقلي في الحادي عشر من يونيو 2011م لتستمر رحلة الاستنزاف في الحمرة في 30 يونيو 2011م حيث كان يريد المؤتمر الوطني ان يحتفل فيها بانقلابه المشئوم مرورا بالتيس والاحيمر والدار والجاو التي جرد فيها المؤتمر الوطني من كل سلاحه ولم ينجومنهم الا نفر يعد باصابع اليد. فعندما يقتل ضابط عظيم في رتبة اللواء او العميد تاكد بان هنالك خسائر كبيرة وسط ذلك الجيش وهذا ما حدث في الجاو مما جعل البشير يعتكف في بيته لثلاث ايام متتاليات لم يكلم فيها احد بل اصيب بمرض بسد في حلقومه ليتلقى العلاج في السعودية. كما كانت غنائم القنيزية في صيفهم الحاسم في هذا العام غنائم نوعية. فالاسلحة التي اغتنمتها الحركة الشعبية من جيش المؤتمر الوطني كفيلة بان تزودهم لعدد من سنوات قادمة. وهذا يوضح بجلاء ضعف العقيدة القتالية لدى جيش المؤتمر الوطني لاغترابه عن العقيدة السودانية الحقيقية للجيش السوداني والتي مازالت تحتفظ بها الحركة الشعبية. فهذه عقيدة مجربة ولها تاريخ اصيل مدون. وشتان بين عقيدة قتالية وعقيدة قتالية اخرى. فالبشير لا يريد الحل الشامل. فالدولة السودانية دولة مدمنة للحرب مع نفسها وهذه استراتيجية وضعتها صفوة المركز منذ الاستقلال وحتى الان لكي لا يستقر الهامش ويكون في حرب دائمة حتى لا يستقر وينبه حكومة المركز لحقوقه المهضومة. فالحل الجزئي لنا فيها تجارب مريرة فما هو الا تاجيل الصراع لوقت اجل. فقد حدث ذلك في اتفاقية اديس ابابا اذ لم يكن الحل حلا شاملا، لذا عدنا لمربع الحرب بصورة اكثر ضراوة. كما حدث ذلك عندما وقع مني اركو مناوي اتفاقا جزئيا ولم يستفد من تجربة اديس ابابا، فوقع اتفاقا ما كان الا تاجيلا لحرب اتية اكثر ضراوة ولكن بعد ان يكون قد خسر ارضه وجنوده وحليفه الاستراتيجي عبدالواحد ليعود ويبدا من الصفر مرة اخرى. نفس الشي قد حدث في الاتفاقية التي سميت بالشاملة ولكنها لم تكن شاملة لان الحرب قد كانت مستمرة في دارفور ولان موقع الاتفاقية كان يؤمن بالحل الشامل فقد وضع خطة لحل مشكلة دارفور ولكن اخذته ايادي الغدر والخيانة لتصح الاتفاقية جزئية بامتياز لتعيدنا ذلك للحرب مرة اخرى وينفصل الجنوب لاحقا. فتجربة المنطقتين ماثلة امامنا، فهي قد كانت اتفاقا لحرب مؤجلة، وقد كان البشير مبيتا النية لاشعال الحرب في حاتين المنطقتي لاعادتها للمربع الاول بعد ان تمكن من نشر قواته في اراضي لم يكن يحلم بان تطاها ارجل قواته في يوم من الايام. وبعد ان تمكن في الاقليم في غفلة من الزمان اصبح يطلق تصريحات استفزازية اراد بها اشعال الحرب مرة اخرى. فتصريحه في القضارف في عيد الحصاد حتى قبل انفصال الجنوب عندما قال في حالة انفصال الجنوب فالسودان دولة عربية اسلامية وهو لا يريد "دغمسة تاني". وهذا الحديث من قبل رئيس الجمهورية قد كان بمثابة اعلان حرب على كيانات غير عربية وغير اسلامية وهم مواطنيين اصليين في هذا البلد. فالحديث قد كان موجها بصورة مباشرة لشعب النوبة والنيل الازرق ودارفور. ولكن التصريح المباشر ضد النوبة فقد تم في 27 ابريل 2011م في المجلد اي قبل شهرين وتسعة ايام فقط من قيام الحرب عندما خاطب حملة مرشحه الانتخابية للوالي. فقد زكر البشير بانهم لا بد من ان يفوزوا، اما بصناديق الاقتراع واما بصناديق الزخيرة. واذا لم يفوزوا بصناديق الاقتراع سيقلع البلدة ويلبس الكاكي ويطارد النوبة جبل جبل وكركور كركور.فهذا الحديث استهداف واضح لا يقبل اي تاويل. فقد عزم شباب الحركة الشعبية في كادقلي وقتها ان تفوه بما قاله في المجلد في كادقلي لانتحروا معه ولحولوا استاد كادقلي الى جحيم، ولكنه فهمها. فعندما اتى كادقلى اتى مسكينا مطاطا راسه وغير من لغته، بل حاول فيها بطريقة ثعلبية ارضاء الحلو باعطائه واحمد هرون وسام النيلين من الدرجة الثانية. ولكن الحلو بكل كبرياء قد رفض ذلك وقد كانت ضربة قوية لرئيس الجمهورية والذي بيت نية حقيقية للحرب عندما فاز الحلو في الولاية اخذا منه ولايته لانها ولاية استراتيجية ومتاخمة للجنوب كما قال هو في هذا الاجتماع. هذا لعمري وقاحة ما بعدها وقاحة بل استهتار وعدم مسئولية من شخص يمثل قمة هرم الدولة ليقوم بذلك التصرف الصبياني ليشعل الحرب في الولاية كان هو الخاسر الاول والاخير فيها. ولان البشير مازال مصرا بان قوات الحركة الشعبية من ابناء منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق هي قوات اجنبية تابعة لدولة اخرى، فهو بذلك يغالط الحقائق التي على الارض. فالسلاح سلاح ملك حر للحركة الشعبية في المنطقتين لا سيطرة لاي دولة اخرى عليه حتى حكومة الخرطوم لا يمكن ان تسيطر عليه الا بناءا لاتفاق متوافق عليه. فالبشير بموقفه ذلك لا نظن بان هنالك بصيص امل لحل المشكلة سلميا في حاتين المنطقتين، جبال النوبة والنيل الازرق ما لم يعترف البشير بتلك الحقائق وذلك الواقع. فاما حديث البشير المؤلم عن حركات دارفور فلا تعليق منا عليه. الا اننا نقول بان الوقت قد حان ويجب ان يراجع ابناء دارفور انفسهم.
طالب تية،
نواصل.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.