دفعت الاشتباكات التي وقعت بين أنصار ريك مشار، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، وفصيل الجنرال المنشق سايمون قاتويج، وهما فصيلان من المعارضة الجنوب سودانية في الحدود مع ولاية النيل الأبيض، دفعت إلى نزوح العشرات لمنطقة "المقينص" والراوات، الواقعتين في محلية السلام بولاية النيل الأبيض ومناطق مجاورة، وكان الطرفان استخدما أسلحة ثقيلة روعت المواطنين، ودفعتهم إلى الفرار تاركين أراضيهم الزارعية ومساكنهم ومحلاتهم التجارية. وقال المواطنون ل(الحداثة)، إن الأحداث بدأت الشهر المنصرم، وتوقفت لأيام، إلا أن الاشتباكات تجددت صباح الأحد الماضي، ما دفع بقية المواطنين إلى إخلاء المناطق بالكامل، إلا أن الاشتباكات لم تخلف قتلى أو جرحي، لكن الأضرار المادية التي خلفتها جعلتهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى الراوات والعكد الآمنتين، داخل محلية السلام بولاية النيل الأبيض، واستقبلت المناطق النازحين داخل مدارسها، إلا أن المصاعب لم تترك لهم جانباً، فقد واجهوا سلاحاً آخر وهو الأمراض، الناتجة عن عدم توفر أبسط المعينات الإنسانية، واستكى المواطنون من انعدام الأدوية والغذاء، وطالبوا بتوفير أدوية لعلاج أمراض (الإسهال والحميات والتهابات التنفس)، وشددوا على ضرورة مدهم "بالناموسيات". واستنكروا تجاهل حكومة ولاية النيل الأبيض، التي سجلت غياباً تاماً وفقاً للنازحين، والذين أوضحوا أن أوضاعهم الصحية تدهورت، ونادوا بالتدخل السريع لوضع حد للاشتباكات التي دفعتهم إلى النزوح والتشرد. وكانت حكومة السودان أطلقت تحذيرات من استخدام أراضيها في الصراعات المسلحة، وشددت على ضرورة سحب القوات المتصارعة، وقالت في تصريحات رسمية على لسان وزارة الخارجية، إنها لن تسمح بأي صراع عسكري يدور في مناطق السودان. وتخوف مواطنون من عودتهم إلى منطقة "المقينص"، مشيرين إلى احتمال تجدد الاشتباكات، التي جعلتهم ضحايا نزوح وتشرد، وقالوا إن إطلاق النيران الكثيفة وبالأسلحة الثقيلة، كادت أن تودي بحياتهم، لولا سرعة فرارهم. وبالنسبة لمنسق الطوارئ بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية ولاية النيل الأبيض، محمد الخنجر، فإن ما يقارب 60 بالمائة من النازحين عادوا للمنطقة، باستثناء أهالي أربعة أحياء تمركز نازحوها في الراوات، وأشار إلى أنهم في الوزارة في طريقهم لتقديم عدد من المعينات من فرشات، وعدد من شنط الدعم النفسي وكسوة وبطاطين للنازحين في المناطق، بجانب تقديم فريق دعم نفسي للوقوف معهم في ما حدث. الحداثة