وجدت العملية الديمقراطية التي نفذتها لجنة مقاومة حي الصافية الخرطوم، إشادات كبيرة من الناشطين والمراقبين وتنسيقيات لجان المقاومة، وذلك بعد المؤتمر التأسيسي الذي عقدته خلال الأسبوع الماضي، ما جعل عددا من المراقبين يعتبرون ما تم خطوة نحو الديمقراطية القاعدية الرشيدة التي ستكون ضماناً للانتقال والتحول الديمقراطي في البلاد. وعقدت لجنة مقاومة الصافية بمحلية بحري بالعاصمة القومية الخرطوم أول أمس مؤتمراً تأسيسيا أولاً أجازت خلاله النظام الأساسي ليحكم علاقتها بالعضوية والمجتمع، وتم انتخاب المكتب التنفيذي عبر جمعيتها العمومية كممارسة ديمقراطية تعطي المواطنين حق اختيار من يمثلهم، وقد نص النظام الأساسي على أن يكون عضو المكتب التنفيذي مستوفياً لعدد من الشروط، أولها أن لا يكون منضويا تحت منظومة سياسية، حتى لا يخلق ذلك صراعا داخل اللجنة في محاولة لتمرير أجندة حزبية، وقد مثل المؤتمر تجربة حسب مراقبين هي الأولى من نوعها، وفتح الباب واسعاً للتجربة الديمقراطية بعد الثورة. وقد وجدت العملية الديمقراطية للجان الصافية صدى واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت أصدر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بياناً خاصأ بذلك، وقال: (تحية خالصة للجنة مقاومة الصافية وهي تختبر الانتخاب القاعدي لقيادتها، وتحية خاصة للجان المقاومة في ولاية القضارف التي أعلنت قبل أيام أكبر تجمع مؤسسي للجان المقاومة في الولاية، وأتمنى أن ينتظم ذلك العمل كل مناطق السودان). وأوضح حمدوك أن البناء القاعدي يظل هو العمود الفقري للحكم المحلي، وهو أحد أهم أسس قيام السلطة المدنية الديمقراطية. مبيناً أنه لا مجال في سودان الثورة لغير تطلعات الشعب السوداني ولا مجال للتراجع عن الغاية التي خرج من أجلها الشهداء والثوار. وأكد أن سواعد شباب لجان المقاومة من الجنسين التي هدمت قلاع الاستبداد هي الأقدر على مقاومة الردة وهي التي ستبني حلم الوطن الخير الديمقراطي، وعيونهم هي التي تراقب، وتنظيمهم هو الذي يحمي، وتكويناتهم وقدراتهم هي التي تحدث التغيير نحو الأفضل. وأضاف: (نختلف على القضايا الوطنية ونتفق على البناء كل في موقعه، نخطئ ونصيب ونعدل ونصحح، ونزيل العوج ونقيم العديل للبلد ومستقبلها بقدرة شبابها الواعد.. عهدنا أن نمضي ببلادنا نحو الديمقراطية المستدامة عبر انتخابات حرة ونزيهة وتداول سلمي ديمقراطي للسلطة، ويتحقق ذلك ببناء دولة المؤسسات على أساس الحرية والسلام والعدالة، وما قام به وما ظل يقوم به شباب لجان المقاومة في شتى المناحي ومختلف المواقع يؤسس للسودان الذي نريد). ودعا رئيس الوزراء لجان المقاومة في الأحياء للتمسم بالديمقراطية، بقبول الآخر والصبر على الاختلاف، بالتعلم المستمر والاستفادة من الدروس، والتعاون الدائم والعمل الجماعي، والتمسك بمشروع الناس وآمالهم ومشروع الوطن الكبير. وحسب مراقبين فإن المؤتمر الذي عقدته لجان مقاومة الصافية يعد خطوة نحو تحقيق الديمقراطية المجتمعية التي تفتح الباب أمام الممارسة في مستواها القاعدي الذي يسهل عملية الديمقراطية في مستواها السياسي. وقال عضو لجان مقاومة شمبات شمال، محمد حسن في حديث ل(مداميك)، إن ما قامت به لجان المقاومة في الصافية يعتبر سابقة تعكس وعي لجان المقاومة، وأضاف: (نحن في لجان مقاومة شمبات إذ نهنئ لجنة الصافية فنحن نهنئ أنفسنا بما حدث). وأعلن محمد أن لجان مقاومة بحري كلها تسير في نفس الخط، موضحا انه تم تشكيل لجنة مشتركة من كل اللجان حتى تشرف على المؤتمرات العامة ومن خلالها يتم التصعيد إلى تنسقيه لجان مقاومة بحري حتى تكون تلك التنسيقيه منتخبة من قبل القاعدة، وتعمل القاعدة على مراقبتها بشكل دائم من خلال آلية يتم تحديدها في تلك المؤتمرات. من جانبه قال عضو تنسقية الخرطومجنوب عمر هنري، ل(مداميك)، إن تنسقية لجان المقاومة في جنوب الحزام تنبهت لهذا الامر منذ فترة، وهنالك بعض العقبات التي يعملون على تذليلها، مبينا أنهم سوف يقومون بعقد المؤتمرات القاعدية للأحياء التي تنتخب تنسيقية جديدة ويوضع لها نظام أساسي بالتوافق، مؤكداً أن المؤتمر التأسيسي للجان مقاومة الصافية يوضح أن لجان المقاومة تعي دورها وتعرف خطورة الانتقال في البلاد. مطالباً كل لجان المقاومة في السودان أن تسير في ذات الدرب، باعتبار أنها خطوة لبناء الدولة السودانية الديمقراطية التي حلم بها الشهداء. في وقت أعلنت لجان مقاومة الجريف شرق عن أنها بصدد عقد مؤتمرها التأسيسي كممارسة ديمقراطية رشيدة. من جانبها قالت الناشطة السياسية إيناس عربي ل(مداميك) إن ما حدث خطوة إيجابية تدعم بشكل قاطع وعي لجان المقاومة بطبيعة دورها، وأضافت أن ما تم هو ممارسة ديمقراطية حقيقية تم فيها إشراك كل القوى المجتمعية في المنطقة، لان ذلك ما يحقق الديمقراطية ويدعم الانتقال، مبينة أن الديمقراطية شجرة تنمو من القاعدة إلى المستوى السياسي. وأضافت: (نحن بذلك نقول إن هذه اللبنة الأولى لبناء الديمقراطية والحكم الرشيد وضمان الديمقرطية)، واشادت إيناس بعدد النساء داخل المكتب التنفيذي المنتخب للجنة الصافية، الذي تفوق على عدد رجال، وتابعت: (نتمنى إن تسير كل اللجان على ذات الطريق، وأن نرى النساء متقدمات وفي مراكز القرار والمناصب القيادية، وبقدرتهن ومعرفتهن فهن قادرات). مداميك