ما إن أعلنت وزارة المالية تحرير سعر الوقود، حتى عم السخط والتذمر وخرجت مظاهرات رافضة في عدد من مدن البلاد، احتجاجاً على ذلك، في وقت رأت لجان المقاومة أن الحكومة الانتقالية ظلت تثبت فشلها في إدارة الدولة وتزيد من معاناة المواطن، مؤكدة أنه لا سبيل لحل سوء إدارتها للبلاد إلا بإسقاطها، في وقت يرى آخرون أن ما يحدث داخل الحكومة شيء طبيعي في عملية الانتقال في بلد يعاني من شح الإنتاج والموراد المالية التي يمكن أن تساعد في الاستقرار الاقتصادي. وأعلن وزير المالية د. جبريل ابراهيم، استمرار الوزارة في انتهاج سياسية التحرير، وخروج الدولة تماماً من دعم الوقود (بنزين وجازولين)، مؤكداً أن هذه السياسات سيعاني منها المواطن وسيمر بجراحات مؤلمة جداً، وستكون عميقة وشديدة ولا علاج إلا عبر استئصال المرض، لافتاً إلى أن ذلك سيحتاج إلى وقت طويل حتى يتعافى الاقتصاد، ولن يتم ذلك بين عشية وضحاها. بعد إعلان وزارة المالية ذلك خرجت معظم مدن العاصمة الخرطوم في تظاهرات حاشدة وإغلاق للشوارع الرئيسة في أم درمان وبحري وشرق النيل وكبري المنشية، احتجاجاً على قرار زيادة وتحرير أسعار الوقود، وطالب بعض المحتجين بإسقاط الحكومة الانتقالية وتشكيل حكومة مدنية جديدة كاملة. رغم الخروج في عدد من المدن إلا أن هناك بعض لجان المقاومة لم تخرج ولم تدعو للخروج والتظاهر ضد القرارات الجديدة للحكومة، (مداميك) جلست مع بعض أعضاء لجان المقاومة لتعرف رؤيتها في ما يخص التعامل مع الأزمات الحالية. وقال عضو تنسيقية لجان مقاومة جنوبالخرطوم عمر هنري، ل (مداميك) إن التصعيد في هذه المرحلة ليس من أجل تحرير سعر الوقود والسياسيات التي أعلنها وزير المالية؛ وإنما هي موشرات لإسقاط الحكومة الانتقالية. وأضاف أن ما حدث ويحدث الآن بداية لثورة الشعب. وتابع: "واضح أننا كنا بالأمس نقول إننا لم نخرج من أجل البنزين، وإنما من أجل كرامة الإنسان السودان، وها هي حكومة المؤتمر الوطني ذهبت وكرامة الإنسان انتزعت إلا بعض حالات الانتهاكات". وأشار إلى أن الثورة ما زالت متقدة من أجل حياة كريمة وعيش أفضل، مبيناً أنه لذلك الاحتجاجات داخل الأحياء والمواكب هي خطوة لإسقاط حكومة فشلت فيما جاءت من أجله، مؤكداً أنهم سوف يواصلون الاحتجاجات وصولاً إلى عيصان مدني. من جانبه، قال عضو لجنة مقاومة منطقة أبو نعامة بولاية سنار، أحمد عثمان ل (مداميك)، إنه من الممكن أن يكون ضد الحكومة الانتقالية وسياسياتها التي جعلت من حياة المواطن البسيط جحيماً، لكنه يرفض التصعيد الحالي. وأضاف: "ليس حباً في الحكومة، وإنما لي رؤيتي أن الظروف التي نمر بها هي مخاض عسير لإنجاب التحول الديمقراطي الذي لا نرى ملامح المستقبل له، ولكن كل ما يحدث طبيعي للانتقال من دولة ظلت بوليسية منذ استقلالها". وعدَّ عثمان أن التصعيد ليس سوى انجرار للفوضى وفقدان أشخاص نحبهم.وتابع: "يجب علينا جميعاً أن نعمل من أجل تنفيذ إصلاحات داخل الحكومة، وليس إسقاطها، واحتمالية الرجوع للدولة البوليسية مرة أخرى". مداميك