قيل ان رجلا اشترى بيتا فلما أراد أن يسكنه علم ان هناك عفريتا يسكنه فأصبح بين امرين اما ان يبقي في بيته ويواجه العفريت بعزيمة وشجاعة وحكمة وايمان او يهرب من مسكنه الذى لابديل له إلا ان يصبح مشردا منبوذا في أرض الله يستجدي الناس….فاثر ان يواجه العفريت مهما كلفه الأمر… ان كان الوطن هو بيتنا فلامجال للمساومة حوله او فيه وأن السنوات العجاف التى خلفها الحكم البائد مازالت جاثمة على الصدور وهذه حقيقة لاتقبل الجدال… يلوح البرهان من خلال لهجة لاتخلو من الوعيد لكن الغد لناظره قريب ام ان نسيان الحق فتح للباطل أبواب تهديد.. ام ان طعم كرسي الحكم صعب الفطام.. فحين لاح في الافق ساعة الترجل من القيادة والحكم قال البرهان ..هل هناك من يحكم غيرنا فنحن نحمل السلاح ونسي صاحبنا إن الثورة كان لها القدح المعلى في تنصيبه ونسي أن البلاد محروسة بدماء الشهداء وقوة الشعب وارادته وأنه لن يساوم في الحرية …ولن يترك للدكتاتورية مجال لسلب ارادته مرة أخرى… لقد تعلمنا ان المؤمن لايلدغ من جحر مرتين ونحن لدغتنا الثعابين مرات عديدة وتعلمنا الدروس القاسية ودفعنا الثمن الباهظ .. فقد عرف الشعب طريق الانتصار … ان كانت الحرية جسد فنحن لها روح، ولن يستجدي من يملك ما يستحق أن الطريق للغايات ليس مفروشا بالورود ومن طلب العلا سهر الليالي وان الثورة تعيش الامتحانات الصعبة وفتن متربصة بالبلاد من كل حدب وصوب ..واليد الواحدة لن تصفق أن نكون او لا نكون وليس هناك خيار اخر .الحكمة يجب أن تكون سلاحنا فالحماقة بداية الفشل… والتماسك قوة ..وإن إختلفت المسميات فمحاولات الانقلابات قادمة فهناك من ينتهز الفرص ويستلذ بسرقة الحريات وتحطيم الارادة .. لدينا وطن واحد لن نفرط فيه فإن ضاقت بنا بلادنا لن تتسع لنا بلاد غيرها ونقولها للجميع ياناس عوووك ياأهل السودان ابقوا عشرة على الوطن… (فالحكمة ضالة المؤمن) والله المستعان.