تفشي مرض السل ، سوء التغذية ، انخفاض نسبة التعليم ، مشكلة العطش ، اهمال الحكومات المتعاقبة لمشروعات تنمية شرق السودان ، جميعها مشكلات تتوطن في شرقنا الحبيب منذ ما قبل استقلال السودان في عام 1956م ، الوعد بسقيا بورتسودان من النيل أطلقه البشير والعديد من ولاة الشرق في عهد حكومة الاخوان ، الوعد للشعب عند الملأ من تنظيم الحركة يُطلق ليبقي وعدا ثم يجدد وعدا كذوبا ، لم يسمع العالم صوتا من الناظر ترك بأن البشير يعد شرق السودان بالسقيا مرارا ولم ينفذ الوعود . تلك في ايجاز مشاكل شرق السودان الغالي وليست جديدة علي الناظر ترك وبعض أعضاء مجلس السيادة ، الجديد هو زحف اليات ثورة ديسمبر 2018م لبحث ملفات الشرق ، أهل بورتسودان من قديم الزمان يعرفون ( هوامير ) ينشطون في تجارة عبر البحر الاحمر بماعون ( السمبك ) ، هي عند الهواميرتجارة لا يتبادلون فيها بوالص شحن وشهادة منشأ البضاعة وما الي غيرها من أوراق ولا تقابلها خطابات اعتماد بنكية ، يتنوع نقل الشحنات من أفراد لا يحملون أوراق ثبوتية الي ترحيل مخدرات وذهب ، كما هي أنواع التجارة الاخري يصيبها الكساد عند تشديد المراقبة علي شواطئ السودان ، الموانئ التي يفرغون فيها شحناتهم تمتد علي طول شاطئ البحر الاحمرشماله وجنوبه ، تعرج أيضا حدود النشاط الي الداخل لتشمل أفرادا وبضائع مماثلة من اثيوبيا وارتريا والصومال ، ابقاء تجارة تهريب البشر لابتزاز الاتحاد الاوربي لبذل الاموال لإيقاف الهجرات البشرية لأوربا ، لأرباب السمبك جُعلا من تلك المنح والعطايا ، التناغم يستمر بين من يشتغل بتجارة تهريب البشر ومع من يحاربها داخل السودان. الاممالمتحدة وصندوق اعمار الشرق من جانب ينشطون في رفع معاناة أهل الشرق ، قدموا الدعم بملايين الدولارات لمحاربة الامراض وتجارة البشر، دعم التعليم بتقديم حوافز عينية للتلاميذ في المدارس ، مبالغ بملايين الدولارات لحصاد المياه ورفع طاقة وتحسين خزانات المياه الطبيعية بازالة الاشجارالضارة ، هذه الغنائم لها متخصصون في تلقيها وتحويلها الي أغراضهم الخاصة ، ( هوامير) أيضا لاستقبال أموال المساعدات الاقليمية والأممية ، بعض دول الخليج تبذل أموالا مقابل اعادة توطين في السودانلرعاياها ( البدون) وهم استوطنوا في دول مثل الكويت والامارات لمئات السنين ولم تمنحهم نلك الدول الجنسية ، صارت مشكلة ( البدون) عبئا تخلصت منه جزئيا الكويت والإمارات بتوطين بعضهم في شرق السودان مقابل مساعدات ، تحصل الهواميرعلي أجزاء مقدرة من الدعم للمنفعة الخاصة وتسهيل الاستيطان ، المخابرات المصرية لم تقصر و ( شايفه شغلها ) بين بعض الزعماء في شرق السودان لتبقي حلايب وشلاتين ديارا مصرية لتعديل الخريطة الجغرافية. الصرعة في عهد حكم تنظيم الاخوان ولثلاثين عاما ، هو تمكين التنظيم منأموال المودعين في البنوك ومنحها تسهيلات لبعض المتنفذين في المؤتمر الوطني الوعاء الجامع لكل ( الهوامير) ، التسهيلات يحصل عليها المتنفذ ونيته مع سبق الاصرار أن تسجل في دفاتر البنك ديونا معدومة ، هي في حقيقة الامر تحولت الي عمارة استثمارية أو دولارات نقلت بالسمبك أو عبر الطيران الخاص الي حسابات المتنفذ في دبي ، ليس العبث في دفاتر البنوك وحدها بل طال أيضا سجلات الاراضي ولحقتها أيادي الهوامير ، تحصلوا في بورتسودان علي أراضي استثمارية في قلب سوق وأحياء بورتسودان . أرباب ( السمبك ) وتهديدهم المرسل الي لجنة التمكين هو لحماية مصالحهم ، مشكلات بورتسودان من سقيا ، مشكلات الشرق عموما لمحاربة مرض السل وتوفير العلاج ، توفير اللقاحات وتطعيم الاهل من جائحة الكورونا وغيرها ، لم يسبق أن رفعها الناظر ترك ، فللشرق رب الارباب العزيز الجبار يحميه ويوفر لأهله من يرفع عنهم الغبن والضيم ، أما تجارة السمبك وتثبيت الاراضي والعقارات التي نهبت وتحولت في السجلات الحكومية باسم الملأ ، فهي المعركة التي يخوضها الناظر ترك ومجموعته ، يرفع مكبر الصوت عاليا أمام الكاميرات محذرا لجنة التمكين ويشير الي أعضائها باسمائهم المجردة ولسان حاله يردد ( سنحمي ما ال الينا تمكينا ونهبا ) .