يقول جان بول سارتر:"لايمكنني أن أجعل الحرية هدفي مالم يتساوى الاخرين أمام هدفي" . يقول المهاتما غاندي: " يمكنك قتل الثوار ولكن لايمكنك قتل الثورة" . ويقول ايضا " ليست القوة هي الحق بل الحق هو القوة" . لن يكون حديثي موجها الى فئة جهوية أو قبلية مطلقا ، فحين قررت عصابة الكيزان بأن تفصل الجنوب عن الشمال تمهيدا لبناء مصالحهم الخاصة وزيادة في أرصدة حساباتهم في البنوك "لا اغناهم الله" ويذهب السحت من حيث أتى – وحتي يببرروا باطل ماقرروه فقدموا المسوغات الفاشلة وبتروا جزء غالي من الوطن ومازال الفرع يحن إلى جذوره .. والحقيقة الساطعة ان السودان ملك الشعب، وليس هناك يدعي بمبررات ما بأن هذا المكان او ذاك من الوطن ملكية خاصة بجماعة ما اوقبيلة من القبائل .. هاش هاشونا في لهجة أهلنا البجة تعني "البلد بلدنا" نتفق جميعا ان السودان شماله وجنوبه شرقه وغربه يعاني ولا يوجد شبر من بلادنا لا يتذوق طعم المعاناة والمنغصات والحزن والنقصان هذه الفترة العصيبة … تتباين أشكال الضغوط هنا وهناك ولكن السودان يحتاج إلى وقفات الحرية بصدق وإخلاص ، وطن يحتاج الى شفافية الديمقراطية ونحتاج إلى الإرادة والصمود.. هنا وهناك ولا يبنى وطن بدون عدالة ولاتكبر الاجيال القادمة الا عبر تربية وطنية جادة … وهنا نقول هاش هاشون يا أيها الوطن الغالي في كل زمان ومكان … ان جرحك يؤلمنا ونزيفك يقتلنا ، وحزنك يؤرقنا في شرقنا اوغربنا شمالنا اوجنوبنا لامفاضلة في شبر من أرض الوطن فكله غالي وحبيب ولن نفرط في شبر منه مهما كان الثمن … هاش هاشونا يا وطن … صحيح أن هناك قضايا لا تقبل التاجيل فمشكلة الماء مثلا في الشرق لم تحل حتى اليوم في وطن يحتضن اكبر مصادر للمياه ، ولم نحصد من حكومة البشير وجماعته الا الوعود الكاذبة فظل شح الماء مشكلة تهدد كيان المكان حتى وصل جوز الماء 700جنيه في ميناء السودان الأول … هاش هاشونا ياوطن المعالجات الإسعافية المؤقتة لاتجدي نفعا ، إنما يترك الجرح غير الملتئم بين الخوف والرجاء فيتجدد نزيفه مرة أخري وفي عهد الحرية والشفافية والوضوح نتمنى أن تكون المعالجات لكل قضايا الوطن مدروسة وجذرية وفاعلة وناجعة … فقد تعب الشعب من حقول التجارب وهاش هاشونا ياوطن . [email protected]