لحزب الشيوعي يراهن على الشارع والجماهير، والسلطة الانتقالية راهنت على الشراكة مع العسكر والصندوق والبنك الدولي. ورهان الجماهير الذي لا يخيب كان بالأمس موكبًا حاشدًا في قلب الخرطوم جهرًا وليس سرًا سار فيه الألاف نحو ولاية الخرطوم احتجاجًا على تردي الأحوال المعيشية والاقتصادية، وحمل الموكب رسائل سياسية بالغة الأهمية. ورهان السلطة الانتقالية أوصلها لحافة الأزمة، والشراكة المزعومة أصبحت مناكفات وملاسنات و(ردحي). وكان الحزب قد خرج من الحرية والتغيير بسبب الانحراف عن أهداف الثورة، لأن الحل في البل وليس غيره. ومن صعدوا للسلطة على أكتاف الثورة ثم تنكروا لها وظنوا أنهم فوق الثوار لن يتخلوا طواعية عن مناصبهم. والمكون العسكري نفسه استهان بالثورة، وأحلام عودة النظام المخلوع تراوده. وظن هؤلاء أن الشعب في سابع نومة.. ولكن موكب الأمس هزم ظنونهم المريضة.. الترس صاحي والشارع لا يخون هذه هي الرسالة الأولى لموكب الحزب الشيوعي والرسالة الثانية أن إرادة الجماهير لا غالب لها وأن الثورة مستمرة. والرسالة الثالثة أن الرهان على الشعب هو المنتصر دوما.. إن شعارات حرية سلام وعدالة مدنية قرار الشعب، وتسقط شراكة الدم، ولن يحكمنا البنك الدولي بالأمس كانت حاضرة.. والخرطوم بالأمس وجهت رسالة للمدن الأخرى مفادها أن الأقاليم صانعة الثورة هي أيضًا لا تنام.. أعلام الشيوعيين الحمراء التي رفرفت في قلب الخرطوم قالت للعالم أجمع (نحن هنا).. وقالت لشراكة الهبوط الناعم إن قطار الثورة ينطلق نحو محطة الانتصار.. وأي كوز مالو؟ الميدان ________