رسالة الزعيم ترك التي هدد فيها بقفل شرق السودان قبل عشرة أيام ونفذ تهديده بعد أن وجد الضوء الأخضر من المكون العسكري بل وبحماية كاملة أيضاً والتي أكدها الكباشي بزيارته الأخيرة لولاية البحر الأحمر والاجتماع برئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين تِرِك واستلم منه المطالب مع سقف زمني لتنفيذها وإلا سيكون هناك المزيد من الإغلاق أو إحكام السيطرة بعيداً عن المركز وسوئاته وألاعيبه ، فرسائل ترك الأولى كانت (مسبوكة) بحيث تسقط المكون المدني فقط وكأن الرسالة كانت بخط البرهان وحميدتي لأنها اتسقت تماماً مع هجوم الرجلين بعد المحاولة الإنقلابية المزعومة بعد ذلك بثمان ٍ وأربعين ساعة ، إذ لا يمكن لِتِرِك أن يخرج بمثل هذا الإعلان القوي وهذه الاريحية دون اتفاق تام مع المكون العسكري لأنه لا يملك القوة العسكرية للدخول في مواجهة مع الجيش والدعم السريع والقوات النظامية الأخرى فالنتيجة وعواقبها معروفة سلفاً ، ولكن البرهان قد وجد ضالته في تِرِك وبادله الزعيم البجاوي نفس النظرة والشعور مع العلم أنه لا يثق فيه ولا في نائبه لخشيته منهما من ناحية ومن ناحية ثانية بسبب متطلبات المرحلة التي توجب ذلك لكلا الرجلين ، وكانت إشارة الشيخ سليمان بيتاي في تجمع النظارات بشمبوب بأن البرهان رئيس مجلس السيادة ( بني عامر pure ) تُعد ضربة خبيثة منه لزعزعة أي ثقة محتملة في عقلية تِرِك ودق إسفين في هذه العلاقة الغريبة ، ماذا سيكون رد المكون العسكري مع التهديد والتصريحات المتواصلة من تِرِك ومجموعته بالتصعيد بقطع كيبلات الإنترنت في البحر الأحمر أو ربما إعلان الإنفصال النهائي وتشكيل حكومة في الإقليم أو بالسيطرة الكاملة على منطقة (جبيت) العسكرية والقاعدة الجوية في البحر الأحمر وحامية كسلا والقيادة الشرقية العسكرية بالقضارف التي بها قيادة الفرقة الثانية مشاة وكل مراكز الجيش والشرطة والدعم السريع والبحرية فماذا سيكون رد البرهان وحميدتي ؟ . هل سيرددون نفس العبارة بأن الأمر سياسي ومشروع (برضو) . يبدو أن كل هذه التهديدات من الزعيم البجاوي تِرِك بحل حكومة حمدوك المدنية (لاحظ) وأن يكون البرهان على رأسها وبفصل الإقليم وتشكيل حكومة ان لم تتم الاستجابة لطلبه يبدو أنها للإستهلاك السياسي وبتنسيق تام مع المكون العسكري فلا مجال للمناورة هنا ولا يستطيع تِرِك أن يفصل الإقليم كما يدعي وإلا فليثبت عكس ذلك ويفصله حقيقة لنرى بعد ذلك كيف سيكون الرد من البرهان وحميدتي تحديداً ، والغريب وليس بمستغرب ٍ في الأمر أن يصبح تِرِك الناطق الخفي بإسم البرهان وحميدتي وما أن يصرح بشيء إلا ويعقبه تحرك من المكون العسكري . وها هو الآن يدفع بسقف آخر من المطالب بدعوة الطرق الصوفية والإدارات الأهلية للتجمع والطلب من البرهان وحميدتي التحرك في الولايات وحشد الناس والهدف من ذلك بالطبع معروف وهو معادلة كفة حشود مؤيدو الحكم المدني يوم الخميس الماضي ، وتطالب تلك الحشود وبلافتات ٍ براقة وشعارات كبيرة باللغتين العربية والإنجليزية ومكبرات للصوت لكسب الرأي العام الإقليمي والدولي وتطالب بحل الحكومة وتفويض البرهان رئيساً وحميدتي نائباً له وكله بإسم الثورة لإيصالها بعبور حقيقي وليس مزيفاً كما قال رئيس مجلس السيادة وبذلك يكتمل السيناريو المصري كما رسمته حكومة السيسي . [email protected]