خرج الآلاف في مدن إقليم دارفور المختلفة، غربي البلاد، يوم الخميس الماضي، دعمًا للحكم المدني، وتنديداً بمحاولة الانقلاب العسكري، وتقويض التحول المدني الديمقراطي. وتشهد الفترة الانتقالية، توترات غير مسبوقة بين المدنيين والعسكريين من جهة، وبين المدنيين من جهة أخرى. وأتت التوترات، في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري، التي وقعت بالخرطوم، يوم الثلاثاء قبل الماضي، وخرجت المواكب تلبيةً للدعوات التي أطلقتها عدد من الجهات، على خلفية الانقلاب العسكري، واتساع الفجوة بين مكونات السلطة الانتقالية، وعقب هجوم حاد من العسكريين ضد المدنيين. وتجمع المئات بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أمام مقر لجنة إزالة التمكين، عبر موكبين؛ الأول قَدِم من صينية السينما إلى مقر اللجنة، والذي دعت له المنصة المشتركة لتنسيقية لجان المقاومة والأجسام الثورية، بينما انطلق الموكب الثاني من أمام محكمة نيالا، إلى مقر اللجنة، ودعت له الغرفة المشتركة وتنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير. أما في مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، فقد سيرت قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة، موكبًا اختتمته بمخاطبة جماهيرية وسط السوق الكبير للمدينة، حيث شدد المتحدثون على ضرورة مدنية السلطة، وفقًا لما جاء في الوثيقة الدستورية . فيما شهدت مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، مخاطبة جماهيرية حاشدة بمشاركة كافة القوى السياسية، بتحالفاتها المختلفة، وتجمع معسكرات النازحين واللاجئين، بجانب قوى اجتماعية أخرى، أمام الأمانة العامة لحكومة الولاية. وتناولت المخاطبة السياسية قضايا مختلفة، تركزت في رفضها للاستهداف الممنهج للجنة إزالة التمكين، بجانب تمسكها بمدنية السلطة، مشددة على ألا تراجع عن المكتسبات التي حققتها ثورة ديسمبر. ولفت المتحدثون إلى أن الثورة ستنتصر بإرادة أبناء وبنات الشعب السوداني. وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تجمهرت أعداد كبيرة من الجماهير في المخاطبة العامة، بشبكة المواصلات العامة بسوق المدينة، عقب مواكب دعم الحكم المدني، التي انطلقت من دار لجان المقاومة بالقرب من السوق والتأمين الصحي، بقيادة تنسيقية لجان المقاومة. فيما انطلق موكب آخر من أمام مستشفى نبض الحياة، وغيرها من المواكب التي خرجت من وسط أحياء المدينة، أبرزها موكب شباب الحركة الشعبية . وفي السياق، انتظمت عدد من المجموعات والجهات السياسية والقاعدية بمدن دارفور المختلفة، عقب الانقلاب العسكري الفاشل في مخاطبات جماهيرية بالأسواق، منادية بضرورة انتقال السلطة إلى المدنيين، وقيام الجانب العسكري بدوره الوطني المتمثل في الحفاظ والدفاع عن أرض الوطن وأمنه، وحماية الدستور وفرض سلطة القانون بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، بدلًا من المغامرات والدخول في صراعات سياسية. كما شهدت عدد من عواصمالولايات، توافد أعداد كبيرة إلى مقار لجنة إزالة تمكين نظام ال30 من يونيو1989 ومحاربة الفساد، على خلفية سحب القوات النظامية من مقر لجنة إزالة التمكين الاتحادية، ونهب مقر لجنة زالنجي من قبل مجهولين. الحداثة