بالمناسبة حميدتي أحس بأنه قد اقترب من أن يكون رقم واحد ويظن بأنه سيكون له شأن و قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يكون رئيس طائش كما كان عمر البشير وهيهات لهذا السبب كل تحركاته وتصرفاته تدل على انه يستعجل الأمور ويتلهف الى تحريك الفوضى التى ستقربه أكثر فأكثر من تحقيق مآربه و نسى بأنه سوف يسعى لحتفه بظلفه ويظن بأن دوره القذر الذي قدمه كخدمة لحكومة الانقاذ الثمرة المرة للحركة الاسلامية السودانية ستجعل منه بطل ونسى ان كل بطولاته الزائفة في ظل الانقاذ قد أصبحت أمام الرياح هباء بسبب نجاح ثورة ديسمبر العظيمة ولكنه لا يريد أن يكف عن طموحه الزائف أو قل طموحه الذي سيورده موارد الهلاك . حميدتي مغامر عابر جاء نتيجة غفلة وسيخلق أزمة الى حين وبعدها سيكون أثرا بعد عين فرجل متطفل على مسرح أحداث لم يعد له نفسه كما ينبغي ولم يكن غير أداة لعب أقذر الأدوار ولا يعرف بأن الدور الذي يريد أن يلعبه لا يلعبه غير قادة المافيا في المجتمعات التي تعطلت فيها مسيرة تطور الفكر التي تجعل من السياسة شرط انساني ينتج عنه مجتمع منتمي الى الدولة الحديثة ويجهل حميدتي بأنه جاء في زمن أليم وإن استمر في طموحه الطائش سيرى الى أي ندم سيقوده وبالمناسبة يجهل حميدتي بأن مستقبله مظلم يطول الزمن أو يقصر والرجل له دور سيخلق له كثير من المتاعب في مستقبله وعندما تنتصر الديمقراطية في السودان وتأتي اجيال وتفتح سجل تاريخ حميدتي مع الانقاذ والحركة الاسلامية السودانية سيعرف متاخر بأن جرائمه جرائم لا تسقط بالتقادم وسيحاكم مثله مثل قادة نظام بول بوت ولو بعد ثلاثة عقود وهو سيتذكر هذا الكلام لو طال عمره وكما حوكم موريس بابو في فرنسا بعد خمسة عقود لأن هناك جرائم لا تسقط بالتقادم . حميدتي يجسد الجهل المؤسس يمشي على قدمين أثنين وما درى بأنه يمشي نحو الفخ الذي نصبه لنفسه و عبارة الجهل المؤسس استخدمها محمد أركون يصف بها من يجسد حالة العقول عليها أقفالها و هذه هي حالة هذا البدوي الطائش الذي يمثل مصدر ازعاج و عرقلة لتقدم الشعب السوداني ومحاولة خروجه من حالة التناشز الاجتماعي وازدواج الشخصية التي يجسدها حميدتي وهنا نستلف من أدبيات علي الوردي في تحليله للبدواة وأثرها على تحطيم تقدم المجتمعات وخاصة في مسرح تاريخ الشعب السوداني وهو شعب عمر حضارته سبع ألف سنة ويريد أن يخرج من حيز المجتمعات التقليدية ويتجه نحو الدولة الحديثة فمن أين جاء هذا البدوي الطائش ؟ . وبالمناسبة حالة حميدتي قد ساهم فيها البرهان وهو أيضا لم يكن غير خادم مطيع لنظام الحركة الاسلامية وبالمناسبة كل أيام حكم الاسلاميين لم تكن غير حقبة تجسد مرحلة انحطاط غير مسبوق ضرب جذور المجتمع السوداني عندما حقنت عروقه بسم أدب البداوة التي تسربت الى حضارة السودانيين عبر خطاب الحركات الاسلامية وهي تسير بمن يؤمن بها الى أعتاب الخروج من التاريخ . لذلك يمكننا القول بأن البرهان وحميدتي يمثلان روح انحطاط الشعب السوداني عندما قادته الحركة الاسلامية عبر ثلاثة عقود وقد أنتجت شخصية مضطربة وغير قادرة على التركيز ولا قادرة على ان تحكم طموحها الطائش كما نرى طموح حميدتي الذي يظن بانه قد تهيأت له الفرصة بأن يكون رئيس للسودان كما يصوره له عقله البدوي الطائش وما درى بأنه أحسن موقف يجب أن يلعبه في حياته بأن يستعجل الخروج من الباب الخلفي لأن تاريخه لا يسمح له بأن يلعب أي دور مشرف في مستقبل الشعب السوداني لأنه باقتصار جاء نتيجة لزمن مريض مثلته حقبة الحركة الاسلامية ومستحيل أن يكون للبرهان وحميدتي أي دور لأنهم أبناء زمن مريض جسدته الحركة الاسلامية السودانية وهي تريد أن تجسد روح البداوة . الانحطاط الذي تمر به الشعوب كحال حقبة الحركة الاسلامية وحكمها للسودان يسمح بظهور شخصيات غير سوية كحالة حميدتي والبرهان ولا يعرفون قدر أنفسهم لذلك يحاول كل من البرهان وحميدتي بتجميع المغامرين من حولهم أمثال جبريل ومناوي وأردول وغيرهم كثر ولا يوجد مغامر ساهم في بناء أمة لأن الشعوب هي القادرة على فعل التغيير الذي لا يستطيع فعله كل من المغامريين كحال مناوي وجبريل وقد اختاروا تحديد مسيرتهم التي حتما ستقودهم باتجاه الخروج من التاريخ وقد أختار المغامرين الزمن الخطاء والمكان الخطاء لأن عمر حضارة الشعوب السودانية سبعة ألف سنة لا يغير سيرها المغامريين والطائشين وأكبر دليل على رقي الشعب السوداني انجازه لثورة ديسمبر التي نالت اعجاب أحرار العالم ويومها كان المغامريين يطوفون العالم ولم يقنعوا أحد بل أن أحرار العالم قد قالوا لعرمان وأردول وجبريل ومناوي أذهبوا وفاوضوا الانقاذ لأنهم لم يكن من بينهم من تظهر على ملامحه من يلعب دور لحظة انقلاب الزمان . وعليه نقول بأن تطاول حميدتي والبرهان على ثورة ديسمبر يدل على أنهما لم يفهما الدرس بعد بل يعتقدان بأنهم يمكنهما لعب دور عوير القرية الكونية كما كان يلعب عمر البشير وهو يجسد حالة انحطاط الشعب السوداني بسبب سيطرة أدب البداوة التي جلبته الحركة الاسلامية السودانية ونسيا بأن ثورة ديسمبر المجيدة كصخرة النبي داؤود عندما قال من تقع عليه تسحقه ومن يقع عليها تحطمه وليجرب حميدتي والبرهان فاذا افتكرا بأنهما قادران على فتح أبواب الجحيم على الشعب السوداني سيكونا أول من يصل الى قاع الجحيم ومعروف منذ كان فسابق بأنه قد وصف شعب السودان بأنه أمة ذات قوة وشدة ودوس قد خرقت الأنهار أرضها كما نجده في سفر أشعياء النبي ويعلم حميدتي وقبله يعرف البرهان بأن الشعب السوداني لا يمكن أن يخوّف بالموت وفيهم من يتبسم في وجه الموت . وبالمناسبة أن البرهان في ورطة كبيرة لأنه جاء في زمن الانحطاط وواكبر دليل على انحطاط فكره لا يعرف كيف يتعامل مع حميدتي صنيعة الحركة الاسلامية وكأداة موت ولا يعرف كيف يقنعه بأن ما حدث أي ثورة ديسمبر هي حد فاصل بين أحلام حميدتي كبدوي طائش نزل من ظهر الدابة ليركب ظهر الدبابة ويظن بأن الدبابة وليست الدابة ستوصله للحكم و لكنه قد نسى بأنها ستفتح له أبواب الجحيم وسيكون أول الداخلين الى قاع الجحيم . ورطة البرهان في حميدتي لأنه هو نفسه في مستوى هذا البدوي لأنه أي البرهان كان خادم مطيع للحركة الاسلامية وهو ابن فكرها الذي لم ينتج أي مفكر يمكن أن ينتمي الى عصرنا الحديث لذلك ورطة البرهان وحيرته في التعامل مع حميدتي تبدو في خموله وكسله الذهني وزد على ذلك وهمه بأنه هو أيضا يمكن أن يحكم السودان بتفسير الأحلام . لذلك يجمع البرهان من حوله المغامرين ويحاول افتعال المشاكل وفي نفس الوقت يملاء الخوف قلبه بأن مصيره سيكون كمصير السفاح البشير وهنا تنام عذابات البرهان بين طموحه بأن يحكم وخوفه بأن مآله سيكون الى حال كئيب ونتمنى له أن تطول فترة عذاباته وتمزقه الداخلي بين انحطاط فكر وطموح يقوده الى حتفه ومن هنا يمكننا أن نقول بأن البرهان وحميدتي كل منهما يعيش في عذابات وتمزق داخلي وسببه لأنهما أبناء انحطاط حقبة حكم الحركة الاسلامية وهذا الانحطاط الفكري يمنعهما من أن يدركا بأن ثورة ديسمبر قد قطعت الطريق أمام المغامرين الى الحكم ولا يحكم منذ الآن غير الشعب لأنه فوق السلطة. ستستمر عذابات البرهان وحميدتي ولا ينقدهما منها الا ظهور شخصية تاريخية تعرف بان لحظة انقلاب الزمان هي لحظة مياد الفلاسفة والحكما والانبياء وليست الانقلاب العسكرية التي تداعب خيال كل من البرهان وحميدتي ويريدان ان ينتصرا على الشعب السوداني بدعم المغامريين وعليه نقول لحميدتي عليك بان تتذكر دوما قبل ان تبداء كلامك في أي موضوع بان عمر حضارة الشعب السوداني سبعة ألف سنة وما انت الا من العابرين لا أكثر ولأاقل . [email protected]