1 – كثيرمن الاحداث الدامية والمؤلمة التي لا حصر لها ولا عدد بعد الاطاحة بنظام الانقاذ ، وتزداد حصيلتها كل يوم باكثر حدة وعنف ، قد اثبتت ان البلاد لم يعد فيها مؤسسات عسكرية تعيد الانضباط وتقضي علي الفلتان المريع الذي ضرب كل مرابع البلاد من اقصاها الي ادناها، لدرجة ان عدد الذين لقوا مصرعهم في الفترة من ابريل 2019 وحتي اليوم – اي خلال ال(29) شهر الماضية قد فاق ال(60) الف قتيل ، اغلبهم ماتوا في مجازر دارفور وكردفان وجبال النوبة والخرطوم ، لو كانت هناك مؤسسات عسكرية بحق وحقيقة وعندها وجود ملموس علي ارض الواقع وعندها القدرة الكاملة علي بسط الامن والامان ، وتستطيع بالفعل القضاء علي الانفلات والفوضي وتعيد الهيبة المفقودة … لما وصلنا الي هذا الحال المزري الذي وضع اسم السودان في قائمة "الدول الغير مستقرة امنيآ"!! . 2 – ان السبب القوي الذي دعاني للكتابة حول هذا الموضوع ، ذلك الخبر الغريب العجيب عن حال الامن في سودان اليوم ، وكيف وصل الحال المزري الي مرحلة الانهيار الكامل ، ان الخبر الذي نشر امس السبت 16/ اكتوبر الجاري تحت عنوان («مجلس الوزراء» يكشف عن خطورة الوضع الأمني في محيطه) ، قد اثبت بكل وضوح وبلا اخفاء ، ان البلاد بلا غطاء امني او عسكري !! . 3 – جاء في الخبر الغريب ، مايلي : (… كشف وزير شؤون مجلس الوزراء ، خالد عمر يوسف ل(التغيير) ، بعضاً من كواليس اجتماع اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم ، بشأن التعاطي مع مسيرة مؤيدة للعسكر ومناهضة للحكم الديموقراطي ، وقال إن الجيش والأمن والدعم السريع قاوموا بشراسة أي مساعي لتأمين مقر المجلس . وأكد الوزير في تصريحات خاصة ل(التغيير) أن "مجلس الوزراء" حالياً بدون تأمين كامل ، وأن الجيش والأمن والدعم السريع قاوموا بشراسة في اجتماع اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم ، يوم الجمعة ، أي تأمين للمجلس ، فيما أقدمت قوات تابعة لحركة مسلحة على إزالة الحواجز الخرسانية من أمام المبنى فجر السبت. وأضاف لا توجد حراسات إلا من بعض قوات الاحتياطي المركزي ، فيما تتجمع حشود للزحف نحو مجلس الوزراء مكونة من إدارات أهلية وطلاب خلاوى . إلى ذلك توقع الوزير وجود مخطط للاعتصام أمام المجلس ثم اقتحامه وتعطيل أعماله بالكلية لإحداث فراغ دستوري ، بعد فشل محاولة العسكريين في الضغط على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بحل الحكومة . في السياق أشار الوزير إلى أن هناك "عربات بوكس" بدون لوحات" تحاصر مجلس الوزراء من كل الاتجاهات وعلى متنها مسلحون.) – انتهي الخبر . 4 – بالله من يصدق ان مجلس الوزراء ، والذي يعتبر اكبر مؤسسة في الدولة بعد رئاسة الجمهورية بلا حراسة امنية ؟!! . بل ولا حتي حراسة من قبل اولاد الكشافة؟!! . 5 – من منا لا يعرف ان مجلس الوزراء في اي دولة من دول العالم عندها حرس خاص ، الضباط والجنود عندهم صلاحيات واسعة لحماية المجلس ومن فيه من وزراء وشخصيات سياسية والموظفين والعمال ، الضباط والجنود عندهم مؤهلات عالية في اساليب وطرق الحماية ، عندهم ايضآ الالمام الواسع باستعمال احدث انواع تقنية الاسلحة المتطورة . 6 – ان الذي طالع خبر («مجلس الوزراء» يكشف عن خطورة الوضع الأمني في محيطه) ، قد وصل الي قناعة ان هذا المجلس مخترق ، وانه مجلس هامل سايب بلا سيد ، مجلس مفتوح في كل الجوانب يمكن من خلاله دخول متطرف سياسي او ارهابي اجنبي يقوم بارتكاب جريمة والخروج من البوابة العمومية بسلام !! . 7 – ان من طالع الخبر اعلاه ، يفهم علي الفور ، ان الهدف من رفع الرقابة الامنية ، وخلو الحراسة الكافية من قبل المسؤولين في السلطة ، هي عملية مقصود منها تسهيل المهام للفلول وعصابات "النيقرز" وبقا شراذم الارهابيين الاجانب بضرب المجلس!! . 8 – السؤال موجه الي مدير «جهاز المخابرات العامة» ، اين موقعك وموقع الجهاز في ما حدث بعد رفع الحراسة عن مجلس الوزراء ؟!!، مع من انت واين تقف؟!!، هل انت والجهاز مع الرئيس البرهان و"حميدتي" والجناح العسكري في مجلس السيادة ؟!! ، ام انت مع حماية الجميع بلا استثناء في الدولة "شعب ، ومجلس سيادة ، وحكومة ، ومنظمات سياسية واجتماعية ، واحزاب وطوائف واعراق واقليات"؟!! . 9 – هذا الخبر انهي كل ما تبقي من هيبة للسودان ، خبر قصم ظهر كل من راح ويؤكد ان السودان بخير يعمه الامن والامان ، وينتظره مستقبل باهر مشرق !! . 10 – الشيء المضحك جدآ الي حد الاستلقاء علي القفا ، ان مقابر "البكري" في الخرطوم ، وايضآ مقابر "الشرفي" في امدرمان فيها حراسة وحراس ، عكس مجلس الوزراء !! . [email protected]