1- العنوان اعلاه ليس من عندي، وانما هي من صحفي يقيم في الخرطوم قالها عند سالته عن اخر اخبار إعتصام القصر وكيف تسير الامور هناك ؟!!، وكانت اولي تعليقاته، ان اغلب المعتصمين – وهذا واضح بصورة للعيان-، انهم ليسوا من سكان الخرطوم انما تم استجلابهم من ضواحي ومناطق امدرمان البعيدة، وتم اختيارهم بعناية قبل نقلهم لساحة الاعتصام، والغالبية منهم تبدو عليهم علامات الفقر المدقع وهم في حالة مزرية وملابس رثة بالية، نسبة كبيرة منهم هم في حقيقة الامر من اطفال وشباب الشوارع ، سبب وجودهم في ساحة الاهتمام فقط من اجل سد رمق الجوع ، ولايهمهم من قريب او بعيد لماذا جاءوا الي هذا المكان؟!!،.المهم عندهم بالدرجة الاولي وجود طعام شهي ومشروبات باردة قلما ان اعتادوا عليها ؟!! 2- فشل اعتصام القصر لثلاثة اسباب: (أ)-عدم مشاركة الكثيرين من سكان العاصمة المثلثة في الاعتصام لعدم اقتناعهم باسباب الاعتصام والاطاحة بالحكومة الانتقالية. (ب)- اغلب الذين علي رأس اعتصام القصر، من الشخصيات التي دائمآ مواقفها متذبذبة ولا يستقرون علي رأي واحد، وايضآ هناك طموحات واهداف بعض القياديين السياسيين القدامي في حزب المؤتمر الوطني المنحل في ان تسقط الحكومة الحالية، ويقوموا بعدها بتشكيل حكومة اخري يدخلوا فيها... ويعود السودان الي مربع 30/ يونيو!! (ج)- الموائد الفاخرة المليئة باشهي انواع الاطعمة واللحوم وانواع المشروبات الباردة والساخنة، كانت واحدة من اكبر العوامل في فشل الاعتصام، فهي موائد استفزازية في المقام الاول، الهدف منها اولآ وقبل كل شيء ربط المعتصمين الفقراء بموائد طعام دائمة دسمة طوال فترة الاعتصام !! 3- قال الصحفي في حديثه، هناك ظاهرة جديرة بالانتباه لفتت انظار المواطنين، ان بعض الشخصيات السياسية الكبيرة السابقة التي كانت عندها "الشنة والرنة والسمعة والهيلمة" في زمن الانقاذ البائد، واغلبهم قبع طويلآ في سجن كوبر وتم الافراج عنهم لم يشاركوا في الاعتصام ولا قربوا الساحة!!، بل ولا حتي شاركوا بتصريحات او تعليقات!! 4- ايضآ هناك ظاهرة اخري جديرة بالانتباه لفتت انظار، ان عمليات ترتيب مظاهرة 16/ اكتوبر وجمع الحشود، ثم ما بعدها من تنسيق متقن لاعتصام القصر، واقامة الموائد الفاخرة، كلها مجهودات لم تاتي من فراغ ، بل هي سلسلة من اجراءات وعمليات وتخطيط متقن تم بتنسيق كبير كلف الكثير من المال!!، وهذا يعني ان هناك جهات سودانية واجنبية او الاثنين معا قد ساهمت واشرفت علي التمويل والصرف ببذخ!! 5- بعض السودانيين العارفون ببواطن الامور قد اكدوا بثقة تامة، ان "حميدتي" هو وراء هذا البذخ، فلا احد من اهل معارضة حمدوك عنده القدرة علي هذا الصرف المهول المستمر منذ يوم السبت 16/ اكتوبر حتي اليوم!! 6- لهذا نجد اليوم، ان مساعي (الردة) لم تحقق مرادها، بدليل ان البرهان نفسه قد صرح في يوم الثلاثاء 19/ اكتوبر الحالي واكد علي حرص والتزام الحكومة بمكوناتها المختلفة بالعمل على إنجاح الفترة الانتقالية وصولاَ إلى الانتخابات. جاء ذلك لدى لقائه بمكتبه الاثنين، بالسفير البريطاني لدى السودان جيلز ليفر، والمبعوث الخاص للحكومة البريطانية للسودان وجنوب السودان روبرت فيروزر. وأشاد المبعوث الخاص البريطاني للسودان وجنوب السودان باهتمام وتأكيدات الرئيس البرهان بالعمل على دعم وإنجاح الفترة الانتقالية، وهنأ الحكومة السودانية بعملية السلام التي توصلت إليها مع حركات الكفاح المسلح عبر اتفاقية جوبا لسلام السودان، معرباَ عن أمله في انضمام القائدين عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال وعبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان لمسيرة السلام في السودان.