إنها الثورة المجيدة المباركة والمنتصرة يا برهان وحميدتي، هل رأيتم كيف امتلأت الشوارع بأبناء الوطن وكنداكاته الشامخات وثواره البررة فى بروفات و(قيدومة) المواكب كما أسماها الثوار تمهد لليوم 21 أكتوبر، هل رأيتم كيف أنتصر الشارع السوداني المدني الديمقراطي عليكم وعلى كل من يفكر فى إيقاف هذه الثورة قبل أن يخرج للشارع حتي، هاهو الشارع السوداني يكرر لكم ما قاله للمخلوع بطريقته السلمية المعتادة (يا البشير أرجع ورا ثورتنا دي ما بتقدرا) بتغيير طفيف فى الكلمات حيث ردد الثوار بمواكبهم التنشيطية (يابرهان أرجع ورا ثورتنا دي ما بتسرقها) وهي إشارة مهمة جدا من شعب ذكي ولماح يعلم أنك فكرت فى الانقلاب على الثورة منذ اليوم الأول لبيانك الذي خادعت به الشعب السوداني فى الثالث عشر من أبريل العام 2019م، إن هذا الشعب الذي يحرس ثورته ويقف عليها مقدما ارواحه فداء لها لن تهزمه فلول النظام البائد التي تستعينون بها، كما لن يهزمه تحشيد بعض الأفراد المنبتين من القبائل والسارقين لأسماء الإدارات الأهلية التي كذبت جميعها دعواهم مثل قبائل الفلاتة والجموعية والبطاحين والشايقية، وهو أصلا تحشيد لن يخدم مستقبلا غرض لسياسي أو دكتاتور طامع فى الإستمرار بالسلطة رغم الوثيقة التي وقع عليها والتزم بالتسليم، لذلك أطلق الديسمبريون على مواكبهم الداعمة للحكم المدني الديمقراطي وتسليم السلطة للمدنيين إسم (الزلزال) ليزلزل العروش المتوهمة لهؤلاء الطغاة الجدد قصيري النظر والتفكير، وهو قصر نظر واضح ومعلوم بالضرورة لكل من يري ما آلت إليه الأوضاع بعد أن تسلمت لجنة المخلوع الأمنية السلطة، وبدلا من أن تسجل نقاط إيجابية لصالحها تحفظها لها الأجيال القادمة وتنتهز فرصة مصالحة الجيش السوداني لشعبه الصبور، قررت أن تفعل عين ما فعل سيدها الذي أغدق عليها الألقاب والاوسمة والنياشين والأموال مجهولة المصدر مما جعل الثوار يقتلعونه من بين حراسه الذين يحرسونهم الآن ويلقون به فى قعر السجن المركزي بكوبر، أما الحركات المسلحة التي حاولت أيضا الالتفاف على الثورة ومكاسب الثوار فهي دخلت الي هذا الطريق لعلمها بأنها لن تستطيع أن تكسب سياسيا والشعب السوداني يعلم أنها أتت من نفس خلفية النظام المدحور، وهي لذلك تريد الاحتفاظ بسلاحها لتهدد به الشعب كما فعلت حركة مناوي أمس الأول بمقرها بشارع الموردة لما أحست أنه يهتف ضدها ويعلم بانتهازيتها التي لا تحتاج لمن يحدث عنها. ولكل هؤلاء فإن ثوار الشعب السوداني (كنداكات) و(شفاتة) أرسلوا الرسائل الواضحة أن سلم يابرهان رئاسة مجلس السيادة ورئاسة الأجهزة الرسمية ال6 التي تجلس على رأسها وتعطل عملها وتدعي أن غيرك فشل فى إدارة البلاد، على الرغم من أن رئيس مجلس الوزراء د عبد الله حمدوك ووزارته قد حققت اختراقات إقتصادية وسياسية جعلت للسودان اسما وقبولا بين دول العالم، ومعلوم أنكم أنتم بدعمكم المخلوع سابقا قد اسهمتم فى أن تتدهور الأوضاع بالبلاد وتصل لهذه الدرجة، فإن فهمتم الرسالة وسلمتم ربما تسلموا وإن تمسكتم بالسلطة وانخدعتم بقوتكم التي قوامها السلاح والرصاص فستسلموا السلطة أيضا ولكن ليس بخاطركم إنما كما سلم سيدكم المخلوع وبالتأكيد ستلحقون به فى نفس المكان الذي يقبع فيه الآن، فزلزال الشعب السوداني بدأ منذ الثالث عشر من ديسمبر العام 2019م بمدينة الدمازين، ولن يتوقف إلا بعد أن يحقق أهداف الثورة المجيدة فى الحرية والسلام والعدالة وسترون. الجريدة