أكد سفير السودان لدى الولاياتالمتحدة، نور الدين ساتي، في مقابلة مع قناة "الحرة"، أمس الثلاثاء، إعلانه رفض الانقلاب الذي قاده الجيش في السودان "منذ الأمس"، داعيا في الوقت ذاته إلى الإصغاء إلى صوت العقل لإخراج البلاد من أزمتها الحالية. وطالب ساتي بإطلاق سراح رئيس الوزراء عبدالله حمدوك فورا، مشيرا إلى أن "ما قام به الجيش في السودان خروج عن كل الأعراف". كما اعتبر أن ما حصل من "انقلاب"، يمثل خروجا عن العهود والمواثيق التي تمت بين المكونين العسكري والمدني. وبينما يقاوم انهمار دموعه، وجه ساتي رسالة إلى "الأخوة العسكريين"، بالاستماع إلى "صوت العقل" والعمل معا من أجل إخراج السودان من محنته، مشيرا إلى أن الشعب السوداني لم يعد يحتمل، و"لا نريد أن نصبح مرة أخرى مهزلة بين الشعوب، وأن نعيد السودان إلى المربع الأول من التناحر". واعتبر ساتي أنه كانت لدى المكون العسكري نية مبيتة، منذ فترة، من أجل الاستحواذ على السلطة، وأن تسارع الأحداث خلال الأسبوعين الماضيين، جاء على خلفية المطالب بنقل رئاسة وإدارة المجلس الانتقالي إلى المكون المدني، و"في حال حدوث ذلك فهذا يعني خروج السلطة من أيديهم". وأشار السفير السوداني إلى أن ما حصل من انقلاب عسكري في البلاد قد "أعاد السودان إلى المربع الأول" خاصة في ظل عدم توفر رغبة حقيقية بحل المشاكل بين المدنيين والعسكريين. ووصف "استضافة" حمدوك من قبل رئيس المجلس العسكري، عبدالفتاح البرهان، بمثابة "استضافة جبرية"، مضيفا أنه "إذا كان يحتاج إلى حماية، يجب أن توفر لحمدوك حماية في منزله". وكان البرهان أعلن، في وقت سابق الثلاثاء، أن حمدوك، الذي تم توقيفه، الاثنين، ويطالب المجتمع الدولي بمعرفة مكانه والافراج الفوري عنه، متواجد معه في منزله. وتعهد القائد العسكري بأن حمدوك سيعود إلى منزله "متى استقرت الأمور وزالت المخاوف". رسائل أميركية من جهة أخرى أشار ساتي إلى أنه يتوقع من واشنطن الاستمرار في توجيه رسائل واضحة إلى من قاموا بالانقلاب العسكري، بعدم جواز استمرار الوضع الحالي، وإلا "قد نواجه سيناريو تكرار فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، وما تبعها من عزلة دولية، وفرض عقوبات على السودان". والثلاثاء، واصل سودانيون مؤيدون للقوى المدنية، تنظيم احتجاجاتهم على سيطرة العسكريين على السلطة وإخراج الشركاء المدنيين من الحكم. وقتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من ثمانين بجروح في الخرطوم برصاص الجيش خلال تلك التظاهرات بحسب ما نقلت "فرانس برس".