مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تشعل مواقع التواصل بلقطة مثيرة مع المطربين "القلع" و"فرفور" وساخرون: (منبرشين فيها الكبار والصغار)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا او الطوفان
طارق الامين علي
نشر في الراكوبة يوم 27 - 10 - 2021

بعد المؤتمر الصحفي للبرهان هناك اسئلة هامة جديرة بالاجابة
كتبت بالامس في عدد من القروبات منافحا عن ثورة ديسمبر الباسلة وشعاراتها الباذخة وان الردة مستحيلة ولاعودة للوراء وان دماء الشهداء وانات الجرحى وحرقة حشا الامهات لن تذهب سدى وان التصحيج لايتم بقوة السلاح وتاتشرات الدعم السريع واظهار القوة ولا بالاعتقال فجرا لرئيس الوزراء والمسؤولين ولا باغلاق مداخل وكباري العاصمة ، واذلال واهانة وضرب النساء ذكرت ان لاغالب ولامهزوم في مضمار العملية السياسية في السودان لتعقيداتها وتقاطعاتها وللطبيعة ذات الخصوصية المميزة للانسان السوداني اوضحت في كتابتي أن لابديل لغير الحوار لحسم كافة أوجه الخلاف، واننا لاندافع عن قحت، ولا عن العسكر فكلا المكونين يتحملان بالمناصفة مسؤولية الفشل والتدهور المريع و الحالة البائسة التي وصل اليه الوطن ، اكدت ان الطريقة التي تم بها ماسماه البرهان تصحيح للثورة وسماها المعسكر المضاد انقلاب على الثورة وخيانة للعهد والوثيقة الدستورية كانت خاطئة وممعنة في الخطأ الامر الذي حرك مشاعر جميع السودانيين خاصة الشباب الثائر والكنداكات الباسقات ظنا واعتقادا منهم ان ثورتهم اهدرت شعاراتها وسرقت بليل بهيم حالك السواد تحت واجهة وغطاء التصحيح الثوري – لقحت عيوبها واخطائها وسلبياتها وللعسكر عيوبهم واخطائهم كذلك على الرغم من ان المكونين منحا ووجدا فرصة تاريخية لن تتكرر في تاريخ السودان القريب كان بامكانهما ان يخلدوا فيها اسمائهم بمداد من نور وذهب ولكنهم اهدروها للاسف واضاعوها بالتشاكس والاحتراب غير المسؤول والتمترس في الرأي والاستقطاب الحاد والعناد غير المتفق مع ثوابت الوطن وغير المتسق مع مصالحه العليا والحديث عن تبرئة طرف دون الاخر غير صحيح اطلاقا .
السؤال الاول : في خضم الازمة السياسية الحالية الخانقة والتي تعتبر من اشد الازمات بعد الثورة المجيدة،وماحدث مؤخرا في صباح 25/10/2021 وسماه البعض انقلاب كامل الدسم وسماه آخرين تصحيح لمسار الثورة وماترتب عليه من حل لمجلسي السيادة والوزراء وايقاف العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية وتجميد عمل لجنة التمكين الى حين مراجعة بعض مايتعلق بمهام عملها وتكوين حكومة خبرات وكفاءات وتصريف مهام من مستقلين لاعلاقة لهم بالاحزاب السياسية للعبور بالفترة انتقالية حتى الوصول للانتخابات في يونيو 2023 هل يملك البرهان الحق الدستوري والقانوني للقيام بما سماه تصحيح للثورة ومسارها ؟ وهل من حقه توجيه اتهامات لبعض الوزراء في حكومة الفترة الانتقالية الذين قام باعتقالهم مؤخرا ؟
هل يملك البرهان ومن معه من العسكر بمفردهم أو مع بعض السياسيين الموالين لهم حق تشكيل حكومة خبرات وكفاءات مستقلة ؟وهل له الحق في تعطيل وايقاف وتجميد العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية ؟ ماهو الاساس القانوني والدستوري الذي يعطيه هذا الحق كقائد عام للقوات المسلحة ؟ وهل كان يوجد بالفعل مايتطلب اعلان حالة الطوارئ في البلاد؟ الاجابة في تقديري بالنفي فالبرهان كقائد عام لللمؤسسة العسكرية لايملك قانونا اي سلطة دستورية او قانونية تخوله القيام بما تقدم ومابني على باطل فهو باطل ويمكن ان يندرج في اطار تقويض الحكم المدني وانتهاك الوثيقة الدستورية ومخالفة ماحوته من مواد دستورية ملزمة للكافة وفي الوقت ذاته لم يكن يوجد اصلا اي خطر داهم يستدعي اعلان حالة الطوارئ في البلاد وان التشظي بين مكونات قحت الذي جعله مبررا للقيام بما انتهى اليه لايندرج ضمن تصنيف مراحل الخطر التي تقتضي اعلان الطوارئ في البلاد
أن ماحدث حسب البيان الاول للقائد العام للقوات المسلحة اقتضته اخفاقات حكومة قوى الحرية والتغيير،وعجزها التام عن ادارة الدولة وفشلها في توفير معاش الناس ومعالجة الازمة الاقتصادية الخانقة ومانتج عن ذلك من انعدام الامن والاستقرار ، علاوة على الاختلاف الحاد بين مكونات الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية نفسها ، وانعدام الثقة مؤخرا بين المكونين المدني والعسكري بصفة تامة وتبادل الاتهامات كل يرمي باللوم على الاخر ، وماسبق بيان البرهان الاخير الذي وصفه البعض بالانقلابي على الحكم المدني من مؤشرات وارهاصات تعتبر قرائن قاطعة على حدوث الانقلاب مثل : احتلال ترك لشرق السودان وايقاف العمل بميناء بورتسودان وباقي الموانئ وقطع الطريق القومي الرابط بين الميناء الرئيس ومدن الوطن المختلفة وتتريسه،وانتشار ماسمي بتسعة طويلة وماصاحبها من انعدام الامن والاستقرار- بالاضافة للغلاء الطاحن ورفع الدعم عن بعض السلع الاساسية ، وارتفاع الاسعار والمعيشة ، واخيرا الانقضاض بصفة تامة على ماتواثق عليه الجميع عقب ثورة ديسمبر المجيدة برعاية واشراف المجتمع الدولي والاقليمي مع ظهور جناح جديد في تحالف قوى الحرية اطلق عليه جبهة الميثاق الوطني — السؤال هو كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان؟
السؤال الثاني الجدير بالاجابة هو : هل ماتم القيام به من قبل القوات المسلحة والامنية الاخرى من اعتقال لرئيس الوزراء ووزراء الحكومة الانتقالية واحتجازهم في اماكن غير معروفة بمبرر الحفاظ على حياتهم وحمايتهم من بعض التهديد كما جاء في المؤتمر الصحفي – بالاضافة لانتشار قوات الدعم السريع بتاريخ 25/10/2021 في شوارع العاصمة وسقوط أكثر من شهيد حتى الان وضرب النساء في الشوارع كما صورته بعض الكاميرات بصورة مذلة ومهينة للكرامة الانسانية وباسلوب لايشبه قيم وتقاليد وعادات شعبنا الابي ولايدعم اي انتقال ديمقراطي ولاحكم مدني كما يتمشدق البعض وليس فيه اي تصحيح لمسار الثورة بل ردة واضحة عنها ومااشبه الليلة بالبارحة في اشارة لما كانت تقوم به قوات امن النظام المخلوع من قهر واذلال للثوار والكنداكات ابان اوار ثورة ديسمبر الباسلة ان الاسلوب والطريقة التي يتم بها تصحيح الثورة الان كما قال البرهان بعيدة تماما عن اي تصحيح وتفتقر الى الاساس السليم المشروع الذي يناسب طبيعة واخلاق الانسان السوداني وروحه المشرئبة للحرية والعدالة ؟
وهل المرحلة تتطلب ذلك بالفعل ؟ الم يكن بالامكان تجاوز كل ماحدث والقيام بالافضل باتباع الاليات والوسائل السلمية والجلوس حول مائدة مستديرة ومناقشة كافة مايتعلق باوجه الاختلاف وماتتطلبه المرحلة بهدؤ وعقلانية في وجود حكماء وعقلاء ووطنيين مشهود لهم بالخبرة والكفاءة ومن ثم الخروج بوثيقة اتفاق شاملة تعالج كل السلبيات ومواطن الخلل واوجه القصور الذي اعترى الفترة المنقضية من المرحلة الانتقالية ؟ ( الا من ابى وامتنع بالطبع ففي هذه الحالة يصدق عليه القول بان عليه لعنة الوطن والشعب) .
السؤال الثالث : هل فشلت حكومة قحت وحاضنتها السياسية بالفعل في العبور بالبلاد وصولا الى صناديق الاقتراع ؟ وان هدفها الرئيس في هذه المرحلة الانتقالية لم يخرج عن اطار المحاصصة والانتقام والاغتيال المعنوي للرموز والاشخاص بدعوى الكوزنة فقط ؟ بالاضافة لسعيها الحثيث لتثبيت كوادرها والمنتسبين لها وتمكينهم من السيطرة على مفاصل الدولة لاسيما الادارية والاقتصادية والامنية – وعدم رغبتها في توسيع مواعين المشاركة فقط الرغبة في التصفية والانتقام وخطاب الكراهية – والدوران في محور قوى الشر وصراع المصالح الاقليمية والدولية – والسعي الحثيث للاستوزار والمناصب والكراسي فقط – وعدم الرغبة في اقامة قيم الحرية والعدل والسلام ، وان هذه مجرد عبارات وواجهات يتخفون خلفها وتحت عباءتها تكمن مطامعهم ومصالحهم الشخصية المجردة ؟؟
السؤال الرابع : من يقف وراء البرهان وحميدتي ؟ وماسبب زيارة البرهان الخاطفة لمصر لعدة ساعات قبل البيان ؟ هل يقف خلفهم السيسي والامارات بالفعل وبني كوز كما يشاع وتتناقله بعض مجالس المدينة ؟ وهل يريد البرهان وحميدتي بالفعل اعادة عقارب الساعة للوراء والرجوع للنظام الشمولي ؟ وان بطر وصولجان السلطة قد تملكهم من ارجلهم حتى اخمص قدميهم ؟ وان هذا الانقلاب الغرض منه النجاة من جريمة فض الاعتصام الوحشية ؟ والحرص على مصالحهم – والاستمرار في تهريب الذهب الى الامارات وروسيا ونهب خيرات البلاد كما يشاع ويدعى ويكتب عنهم في الميديا — لماذا لم يقوموا بحسم مشكلة شرق السودان وهم المسؤولين عن حماية الوطن والقضاء على الفوضى وهم من على راس السلطة ؟ ولماذا لم يحسموا مسالة انعدام الامن وانتشار الخوف والهلع في المجتمع السوداني وتسعة طويلة ؟ ولماذا يحملون كل الاخطاء للمكون المدني بينما يقول المدنيين ان السبب في عدم التوافق هم العساكر انفسهم ؟ وهل يعتقد المكون العسكري ان قضية شرق السودان العادلة وغياب التنمية عن الشرق تحل بالسكوت عنها والسماح لترك باغلاق الموانئ ؟ ام ان الوسيلة المناسبة لذلك هي الحوار والنقاش والغاء مسار الشرق الذي تبنته مقررات ومخرجات سلام جوبا والدعوة لمؤتمر عام لابناء الشرق لتقرير مصير اقليمهم ؟ لماذ عدم الافصاح عن كافة ماتقدم ومعالجته في وقته ؟ لماذا الان وبعد مرور اكثر من عامين على الثورة المجيدة ؟
السؤال الخامس : الا يعتقد المكونين المدني قحت بكل مكوناتها من احزاب وحركات مسلحة والمكون العسكري الذي شارك في التغيير ان الشهداء عليهم رحمة الله و الثوار والجرحى والمفقودين الذين قادوا وصنعوا اعظم ثورة ومتاريس شهدها القرن جديرين بالحياة الكريمة وتحقيق امنياتهم المشروعة وتطلعاتهم العادلة بالعيش في وطن ينعم بالرخاء والحرية والعدل والديمقراطية والحكم المدني – وانهم لازالو زغبا صغار يحتاجون لمن يوجههم ويقودهم لبناء مستقبلهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري بدلا من سرقة ثورتهم والقذف بها في اتجاه الرياح والسباحة بموجبها عكس التيار، وسوقهم كالقطيع في الخلاء من غير حول منهم ولاقوة تحت شعار المدنية وقيم العدل والحرية الخالية والفارغة من المضمون الحقيقي بالفعل الا يكفي ماعانى منه الوطن والشعب طوال العهود السابقة ومااهدر من وقت وثروات خاصة ايام النظام البائد ولايزال يعاني من آثاره حتى تاريخه ؟
السؤال السادس : جبهة الميثاق الوطني التي انبثقت مؤخرا من قحت عقب تفاقم الخلاف بين مكوناتها السياسية واعتصامها امام القصر ودعوتها لحل الحكومة وتكوين حكومة خبرات وتوسيع قاعدة المشاركة والعودة لمنصة التاسيس وهذه الدعوة تبناها قادة ووزراء في الحكومة القائمة بمبرر الشفافية ماهو الرابط بينها وبين ماتم مؤخرا من انقلاب ناعم على الحكم المدني او تصحيح لمسار الثورة كما ذكر البرهان ؟ هل كانت المسالة مخطط لها بعناية ودقة من قبل العسكر بمجلس السيادة ومستشاريهم وبعض مكونات الشق المدني وحركات الكفاح المسلح ام انها جاءت من فراغ ؟
هل الدعوة للتتريس واغلاتق الشوارع وتعطيل الحياة العامة في الوطن المأزوم الجريح اصلا والعصيان المدني وماتضج به الميديا وتتناوله بعض الاقلام حاليا من : ضرورة مقاومة الانقلاب مابين مؤيد ومعارض لما تم ، وبعض البيانات الصادرة من بعض السفارات والوزراء التي تستنكر ماحدث وتصفه بانه انقلاب كامل الدسم على ثورة الشعب وخيانة من قبل العسكر ونقض للعهد والمواثيق — والمؤتمر الصحفي اليوم للبرهان الذي اعلن فيه ان رئيس الوزراء نفسه كان مكبلا ومقيدا بقيود الحاضنة السياسية على الرغم من وطنيته وسعيه الجاد الى تحقيق شعارات الثورة ، وان حالة الطوارئ مؤقتة وليس الغرض منها تكبيل الحريات ، وان المؤسسات العدلية والقضائية والدستورية سيكتمل تشكيلها حسب قوانينها بدون تدخل من اي جهة وان هذا الشعب جدير بالحياة الكريمة وانهم سيعودون لثكناتهم ويحرسون الديمقراطية والحكم المدني هل بامكان كافة ماتقدم ان يعيد الوطن الى منصة الانطلاق الحقيقة والتنمية المستدامة التي يتطلع اليها ؟؟
من الخاسر الاكبر من جراء كل مايحدث ؟ الخاسر الاكبر بالتأكيد هو الوطن والشعب واجيال الوطن والمستقبل المشرئبة الى وطن يناطح عنان السماء ويعتلي هام السحب ولتجنب المزيد من الخسارة وتوفير الحياة الامنة المطمئنة للاجيال وتلافي المزيد من فشل النخب واخفاقها المستمر منذ فجر الاستقلال وسعيها لمصالحها الشخصية المجردة وحبها للانا يجب على جميع ابناء وبنات الوطن مراعاة عنصري الحياد التام والاعتدال في الرؤى والفكر والمواقف والصدق والامانة في الطرح وماينشر في الميديا والاعلام وتغليب مصالح الوطن العليا على اي مصالح شخصية أو حزبية او سياسية ضيقة ، وضرورة النظر للامور بعقل وحكمة وتروي ، مع اهمية الاتفاق على برنامج بناء وطني كبير ، و تداعي كافة ابناء الوطن الخلص الى مشروع وطني حضاري برؤية تستشرف آفاق المستقبل ، والالتفاف والجلوس حول مائدة مستديرة واحدة بمختلف الوان طيفنا وتعددنا وتنوعنا الثقافي والاجتماعي والفكري والسياسي مستصطحبين تجارب الماضي واخفاقات الساسة ويسوس واطماعهم واحلامهم لنناقش مشاكل الوطن الرؤية والتوجه القاصد ونضع مصالحه العليا وحق شعبه في الحياة الكريمة نصب اعيننا —- هذا او الطوفان
ان الاجابة على الاسئلة الموضحة اعلاه بصدق وحياد وشفافية وامانة وتجرد من قبل كل وطني مخلص صادق حادب على مصلحة بلاده ( حزبه وحبه وعشقه الوحيد هو السودان فقط وحق شعبه في رغد العيش والحياة الكريمة ) كما ذكرت كفيلة بان تضع الحصان امام العربة تماما وجديرة في الوقت ذاته بأن تعيد توجيه البوصلة الى اتجاهها الصحيح وبذا تتضح الصورة وتكتمل ابعاد زواياها.
ماهو المخرج من حالة الاحتقان والاختناق السياسي الحاد التي يعاني منها وطننا وشعبنا الان ؟ دعوات للعصيان وشعارات تنادي بتصحيح مسار الثورة –انهيار اقتصادي وبوادر اصلاح طفيفة – تهديد بقطع ومنع المعونات والعودة الى مربع الصفر – وصراع مصالح – محاولات للاستقطاب والارتماء في احضان المحاور تعتيم وغباشة عامة تكتنف المشهد والساسة يتجادلون بينما الجيوش تحاصر بلادنا من كافة الاتجاه والجدل البيزنطي هل الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة ؟.المخرج بالتأكيد ليس عند البرهان ولاحميدتي ولا عند قادة الحركات المسلحة ، بل لدى الوطنيين الشرفاء من ابناء وبنات الشعب السوداني الحر الابي.
هذه دعوة وصرخة استغاثة عاجلة للعقلاء والحكماء والوطنيين الشرفاء المستقلين واصحاب الخبرة والكفاءة ومن عرفوا بطهارة اليد وعفة اللسان والمثقفين والمفكرين والعلماء من ابناء الوطن بالداخل والخارج للمساهمة في هذا المنعطف الحاد والخطير من تاريخ وطننا للخروج برؤى وتصور وتوصيات محددة للخروج من عنق الزجاجة ونهاية النفق المظلم .
لايزال ينتظرنا الكثير ومعركة البناء لم تبدأ بعد ، والى حين قيام كل واحد منا بدوره في نهضة واستقرار الوطن واشاعة قيم العدالة والحرية والسلام ندعو بالرحمة والمغفرة للشهداء وكامل الشفاء للجرحي وعودة المفقودين ونتمنى ان تستمر وتعود وتيرة الحياة لطبيعتها تمهيدا لاعادة ترتيب المشهد من جديد ووضع الاولويات في مكانها الصحيح بدلا من التناحر والاحتراب والتشاكس،وهذا لن يتاتي سوى بالعمل الجاد والانتاج والصدق ووضع مصالح وثوابت الوطن العليا في المقدمة ونبذ اي جهوية وحزبية وقبلية وعنصرية بغيضة مع توسيع مواعين التسامح والمشاركة والبعد عن خطاب التحريض والكراهية والانا فهذا الوطن يسع الجميع الا من اجرم في حقه وخان مصالحه وثوابته العليا .وعلى الباغي تدور الدوائر ،،،والله اكبر و العزة للسودان وشعبه,,, طارق الامين علي ادريس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.