دعت لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين لتظاهرات مليونية جديدة تنطلق اليوم الإثنين، للمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري، وتسليم السلطة للمدنيين، تحت شعار "لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية". وفيما طالبت قوى "الحرية والتغيير" بتوسيع المبادرة الأممية التشاورية لحل الأزمة، نددت لجان المقاومة باعتقال أعضائها من أمام أحد المستشفيات. وتنطلق التظاهرة رقم 17، منذ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، اليوم، وسط مخاوف من ارتفاع وتيرة العنف ضد المتظاهرين، خاصة بعد استخدام الأجهزة الأمنية للأسلحة الثقيلة في مواجهة التظاهرات الأخيرة. والسبت، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال عدد من أعضاء لجان المقاومة المصابين من أمام مستشفى "رويال كير"، في الخرطوم وآخرين من داخل منازلهم. ونددت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم باختطاف أعضائها إلى أماكن غير معلومة، محملة قادة الانقلاب مسؤولية سلامتهم. وأمس سلّم عشرات الأطباء مكتب المدعي العام تقريرين عن هجمات على جرحى وطواقم طبيّة ومستشفيات خلال حملة قمع المحتجين على الانقلاب. وعشية التظاهرات أعلنت وزارة الثقافة والإعلام سحب ترخيص قناة "الجزيرة مباشر" بسبب "التناول غير المهني" للشأن السوداني "الذي يعمل على ضرب النسيج الاجتماعي بالبلاد". ونددت سفارة الولاياتالمتحدةبالخرطوم بالقرار، معتبرة أنه "خطوة إلى الوراء"، فيما نددت شبكة الجزيرة في بيان ب"ترهيب" الإعلام، داعية "السلطات السودانية إلى تمكين القناة من مواصلة عملها". كذلك قررت إدارة صحيفة "الحداثة" السودانية اليومية الخاصة واسعة الانتشار، الأحد، التوقف النهائي عن الصدور جراء "تصاعد وتيرة أجواء القمع والاستبداد ومصادرة الحقوق والحريات". في الأثناء، دعت قوى "الحرية والتغيير" لتوسيع المبادرة الأممية بشأن الحوار بإنشاء آلية دولية رفيعة المستوى تمثل فيها الأطراف الإقليمية والدولية بشخصيات نافذة، وتضم كلا من دول الترويكا والاتحاد الأوروبي، وبتمثيل لدول جوار السودان الأفريقية والعربية التي تجمعها مصالح مشتركة معه، أن تتولى الأممالمتحدة عبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان الإشراف على هذه الآلية. وفي شمال البلاد تظاهر مواطنون الأحد احتجاجا على غلاء المعيشة بعد أن أعلنت وزارة المال، الأسبوع الماضي، أنها ستضاعف سعر الكهرباء، لكنها واجهت سخطا واسعا دفعها لتجميد القرار. لكن التجميد لم يقنع الجميع، فقد أغلق مئات المتظاهرين طرقا شمال البلاد تربط بمصر للمطالبة بإلغاء الزيادة نهائيا. على صعيد متصل، بدأ وزير الخارجية السوداني السابق إبراهيم غندور المسجون منذ انتفاضة 2019، إضرابا عن الطعام مع عدد من المسؤولين السابقين، وفق ما ذكرت عائلته، الأحد، مطالبة "بإطلاق سراحهم أو مثولهم أمام محكمة نزيهة" .