اسرائيل معانا وما همّانا .. هذا هو اللسان الذي ينطق به لسان حال القتلة في السودان .. فهم على الرغم من علمِهم الجازم برفض 99٪ من الشعب السوداني لهذا التطبيع مع اسرائيل الذي يقوم به قتلة مأجورون ، إلّا إنهم لا يعيرون رفض كل القطاعات والفئات والطبقات الشعبية والأحزاب السياسية والطوائف الدينية أي اهتمام وذلك لاعتقادهم الجازم أن اسرائيل – ومن ورائها الولاياتالمتحدة التي تأتمر بأمر اللوبي الإسرائيلي ، حسب رأيهم ورأي الكثيرين – قادرة على تثبيت سلطتهم في السودان وتمثل لهم طوق النجاة من المحاسبة التي سوف تودي بهم الى حبل المشنقة ؛ لا سيما وأن لديهم بياناً عملياً في نظام السيسي في مصر الذي ظلّ متماسكاً بمساعدة الموساد وبالصمت الدولي عن شرعيته المزيّفة رغم كل القمع والقتل الذي ابتدأ مُبَرراً ومُرَحَباً به لأنّه كان يطال الاسلاميين المتهمين بالإرهاب والذي ضرب بعد ذلك في جميع الاتجاهات السياسية والاجتماعية . الوضع في السودان يختلف كلياً عن مصر . الذين أطاحوا بالإسلاميين وحكم البشير ليسوا اسلاميين ولا تلاحقهم تهمة الإرهاب مهما كان نوعه . هذه حقيقة تفضح أن الهدف الذي يحرِّك اسرائيل للتدخل في شئون دول الجوار ليس الحرب ضد الإرهاب ولا حتى ضد الأنظمة التي تفرٍّخ الارهاب وتنتجه. الأنظمة القمعية الديكتاتورية الفاقدة للشرعية والقبول الشعبي ، التي لا تحترم فيها ارادة الشعوب وحقوق الإنسان في العيش الكريم ، التي تكبِّل الحريات وتخنق روح الإبداع والتجديد ، التي لا مرجعية فيها لاتخاذ القرار غير رأي الطاغية وحاشيته وزبانيته وكلابه الأمنية ، مثل هذه الأنظمة تعيش في حرب مستمرة وصراع مع الشعب وانعدام ثقة واستقرار مما يعطل فيها التنمية الحقيقية المستدامة . مساندة مثل هذه الأنظمة القمعية ومقايضة امدادها بآليات القمع وأسلحة اخماد الثورات والتعاون معها في مجالات التخابر والتجسس على مواطنيها ، وذلك برهن إرادتها القومية وابتزازها سياسياً ونهب وتدمير مواردها الطبيعية يعتبر حرب بالوكالة يجب على الشعوب المعنية توظيف كل وسائل الاحتجاج السلمية من مظاهرات ومواكب واعتصامات وترويج اعلامي لفضح مثل هذه الممارسات أمام شعوب العالم لكسب التأييد .. الاحتجاجات السلمية هي السلاح الأنجع في مواجهة أسلحة الدمار التي لا قبل للشعوب في مواجهتها .. الى أن يصحو ضمير العالم أجمع . [email protected]