بدأ الآلاف من القوات الروسية، الخميس، 10 أيام من المناورات العسكرية في بيلاروس والبحر الأسود، بينما حذرت أوكرانيا من غلق ممرات الشحن بسبب التدريبات البحرية الروسية المقبلة واسعة النطاق، حيث يواصل الكرملين تشديده لمخالبه العسكرية على أوكرانيا، حسبما تصف نيويورك تايمز. وفي موسكو، تبادلت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس العبارات الحادة علنا مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف أثناء محادثات كانت تهدف إلى ردع غزو شامل. ووصف لافروف المحادثات بأنها مع "شخص أصم وأبكم"، مؤكدا مرة أخرى أن الغرب لا يتعامل بجدية مع أكثر مخاوف روسيا إلحاحا. وتنفي روسيا، التي حشدت أكثر من 100 ألف جندي قرب حدود أوكرانيا، اتهامات الغرب بأنها تخطط لغزو الجارة السوفيتية السابقة، على الرغم من قولها إنها قد تتخذ إجراء عسكريا غير محدد إذا لم تُلب مطالبها الأمنية. وعلى عكس وزير خارجيته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحفيين، الخميس، إن المفاوضات مع الغرب مستمرة بشأن مطالب روسيا بإعادة تشكيل الهيكل الأمني لأوروبا الشرقية. وأضاف أن روسيا تعد ردودا مكتوبة على الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى أنه يعتزم التحدث عبر الهاتف في الأيام المقبلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لكن تكثيف النشاط العسكري الروسي في شمال وشرق وجنوب أوكرانيا قلل من الجهود الدبلوماسية، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز. وكشفت صور الأقمار الصناعية، التي تم جمعها يومي الأربعاء والخميس، عمليات نشر جديدة لمعدات عسكرية وقوات روسية في شبه جزيرة القرم وغرب روسيا وبيلاروس. وقال مسؤولون روس إن ست طائرات مقاتلة روسية وصلت إلى سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، لتعزيز قوات موسكو في البحر الأسود قبيل تدريبات بحرية مقررة. وفي غضون ذلك، دعا الرئيس جو بايدن الأميركيين في أوكرانيا إلى المغادرة، وقال في مقابلة لشبكة إن بي سي نيوز، الخميس، إنه لن يرسل قوات لإنقاذ المواطنين الأميركيين المتبقين في حالة حدوث غزو، محذرا من صراع كبير محتمل مع موسكو في حال حدوث مواجهة على الأرض بين القوات الأميركية والروسية. وقال بايدن إن الأمر سيكون بمثابة "حرب عالمية عندما يبدأ الأميركيون والروس بإطلاق النار على بعضهم. نحن في عالم يختلف كثيرا" عما كان عليه سابقا. وكان مسؤولان أميركيان قالا لرويترز إن بايدن وافق على إرسال قوات إضافية إلى شرق أوروبا في إطار تعزيز واشنطن دفاعات حلفائها ضد ما تصفه بتهديد روسي بغزو أوكرانيا. وفي بيلاروس، الجارة الشمالية لأوكرانيا وأقرب حليف دولي لروسيا، قامت الطائرات المقاتلة الروسية بدوريات جوية، وتم نشر أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-400 بالقرب من الحدود الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مشاة البحرية الروسية المتمركزين عادة في شرق سيبيريا، على بعد أكثر من 4 آلاف كم، مارسوا حرب المدن خلال التدريبات. وقبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، في البحر الأسود وبحر آزوف، تستعد روسيا لمناورات بحرية واسعة النطاق، مما أدى إلى احتجاج أوكرانيا بسبب غلق طرق التجارة الحيوية. وقالت أوكرانيا إن التدريبات المخططة تعد "انتهاكا روسيا للقانون الدولي من أجل تحقيق أهدافها الجيوسياسية"، داعية الدول الأخرى إلى الرد بإبعاد السفن الروسية الحربية عن موانئها. الموانئ البحرية الأوكرانية في أوديسا وميكولايف وخيرسون وماريوبول وبيرديانسك، والتي يمكن أن تتعطل بسبب التدريبات العسكرية الروسية، هي بوابات لصادرات الحبوب الضخمة من منطقة الأرض السوداء في أوكرانيا، إلى جانب الفحم والصلب والسلع الأخرى المهمة لاقتصاد البلاد. وفي المقابل، وصفت موسكو المناورات بأنها قانونية بموجب القانون الدولي، ووعدت بمغادرة بيلاروس بعد انتهاء التدريبات هناك في 20 فبراير. لكن المسؤولين الغربيين قلقون من أن التدريبات هي غطاء لحشد مزيد من القوات الروسية حول أوكرانيا، مما يمنح بوتين القدرة على شن غزو في وقت قصير. وقال مسؤولون غربيون، بحسب نيويورك تايمز، إنهم لا يعتقدون أن بوتين اتخذ قرارا بالغزو. وإلى جانب التعزيزات الروسية الأخيرة على الحدود الشرقية لأوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، تقول الصحيفة إن القوات الروسية في بيلاروس وسفن الإنزال البرمائية والسفن الحربية الأخرى المتجمعة قبالة الساحل الأوكراني قد تضيق الخناق حول أوكرانيا. وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو): "هذه أخطر لحظة للأمن الأوروبي"، واصفا الانتشار العسكري الروسي في بيلاروس بأنه الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة. وكان الغرب هدد بفرض عقوبات على روسيا إذا هاجمت أوكرانيا وذلك بناء على خطوات اتُخذت عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وساندت انفصاليين يقاتلون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا في 2014.