احب الله .. تلك العبارة التي زينت جدران منازل امدرمان في فترة زمنية سابقة .. كان يكتبها بعض مراهقين ذلك الزمن تعبيرا عن حبهم المكبوت ليس لله وحده وانما لاحدي حسان الحي .. وكان بعضهم اكثر (شفاتة) وجراءة فصار حبهم المسكوت عنه معلن جهارا نهار فذيّنوا بعض جدران المنازل في الشوارع الجانبية بعبارة احب ليلي او سعاد او غيرها من اسماء حسان تلك الفترة الزمنية وتنقل ذلك الحب الخجول علي مر التاريخ بين خطابات الغرام المعطرة (ام ورود وقلوب حمراء) وفصول دروس العصر والنظرات و(الغمزات) في بيوت الاعراس وكان احيانا اكثر جرارة فكنا نشاهده راي العين علي ضفاف خور ابو عوجة وحواري حي الموردة في ضلام الامسيات .. حتي .. اتي (بلدياتنا) السيد مارك سيد هذا الحوش الكبير وجعل حبنا (like) معلن عنه للعالم يطوف القارات السبعة فيصل الي صبية (خالة الان) في اقصي بقعة في السودان كانت (سيدة وجماله فريد) وتفرد اهل السودان بان جعلوا (Like) السيد مارك عليها عبارة (صنع خصيصا للسودان) مثل علبة سيجارة البنيسون في زمن مضي فصارت like السودانين ينطبق عليها مقطع الاغنية الشهيرة (ترررم ترررم ادونا فندقكم ندق ونديكم) وايضا مقطع اغنية ترباس (ما بنمشي لي ناس ما بيجونا) وغيرها من اغاني مكتبة الاذاعة السودانية مع اضافة بعض محسنات النكهة والطعم من المطبخ السوداني من زعل وغيرة ومكاواة واحيانا حسادة ساكت فاصبح لنا like خاصة بنكهة الدكوة السودانية .. وحسب التصنيف السوداني للايكات تاتي like ما بمشي لي ناس ما بيجونا علي راس القائمة خاصة في عرف (بت بلدي) .. الما عملت لي لايك في وفاة حبوبتي حرمانه عليها لايكي وقلبي الاحمر حتي لو ماتت عائلتها كلها بالكرونا … وتمتد ثقافة (like back) بين حسان السودان فمن اكلت قراصة بي ملاح ام دهشوا في مطعم سوق ليبيا وارفقت صورة ذلك الطبق الشهي في سوق الله اكبر بتاع مارك ولم (يلايكوها) صاحباتها سوف تبخل بقلبها الاحمر النازف لاحدي صديقات الجامعة وهي تاكل في افخم مطاعم الخليج ومافيش حد احسن من حد .. وتاتي (like) المعرفة ثانيا .. وهي علي وزن (قلل ناس وكتر شاورما) .. وهي وضع ذلك القلب الاحمر علي اليسوي والمابسوي علي اي بوست طالما كتبه احد الذين اعرفهم ولو ما بعرفك احسن اكل شاورما . وتاتي لايكات (الرشاقة الكتلت اشراقة) ثالثا وهي تلك التي يضعها اولائك الذين لا زالوا يعيشون في الماضي فيضعون لايكون وقلبهم الاحمر النازف علي اي بوست تزينت حوائطه بصورة مزة جميلة حقيقة كانت او مزيفة آملين ان تنتقل هذه الليكات الرشيقة الي حوار رومانسي في (blak pages) في الفيس ليحدث ما يحدث وينفض الاعتصام .. ولكن .. ماذا عن اللايكات الحقيقة التي ينطبق عليها ترجمة كلمة like وهي (إعجاب) حسب تفسير الدكشنري بتاع اولاد جون وهي ال like التي تضعها وانت ومطمئن قلبك القصد منها الاعجاب بمحتوي البوست الابداعي من مقال او لوحة او عمل فني .. وحتي هذه ال like الحقيقة التي قصدها ود حلتنا السيد مارك تسودنا بعض الشي فصار هنالك بعض المبدعين السودانين المشهورين (مجازا) يبخلون بهذه ال like ظنا منهم بان لايكهم ذي قلم مدرس الابتدائي الاحمر طالما وضعوها علي عمل ابداعي سوف تكون جواز مرور للعالمية لصاحب ذلك البوست وتضعه مع بيتهوفن او موزات في مرتبة واحدة حسب فهمهم بانهم خليفة الله للابداع في حوش السيد مارك وحتي تكون في (safe side) وما تتسودن كتير لديك ثلاثة خيارات من الاتي حتي تكون ال like بتاعتك حقيقة حسب تصنيف السيد مارك اولا ان تكون معجب بالمحتوي البوست فعلا ثانينا ان تكون داعم لصاحب البوست وفي ذلك تعميق لفكرة التواصل بين اعضاء الفيس او اخيرا خيار (dislike) ولكن في عرفنا دي تعتبر مساخة وقوة عين ولذلك يمكن الاستعاضة عن هذا الخيار بالمرور بالبوست وانت عامل ميت ولا من شاف ولا من دري وكفي الله السودانين شر تصنيف اللايكات . [email protected]