ذهب حميتتى الى روسيا وذهب البرهان الى الامارات ويوغندا , وفى كلتا الحالتين امتدت الزيارة لعدة أيام . ولا يخفى على احد الحقيقة الناصعة وهى ان روسيا او الامارات او يوغندا او اى دولة أخرى لن تستطيع ان تخرج المجلس العسكرى الانقلابى من الورطة التي ادخل نفسه فيها . الامر الأول هو ان روسيا دخلت الحرب وهى تعلم انها أقدمت على لعبة احتمال الخسارة فيها اكبر من الربح لانها تحارب شعبا ابيا يدافع عن ارضه وحقوقه . والثانى هو ان حميتتى تكبر على الشعب السودانى وعول كثيرا على الدعم الخارجي فاصابته الحيرة الدائمة . وكما يقول المثل فان "سيد الرايحة (المتحير) يفتح خشم البقرة". لكن لا توجد حلول لمشاكله عند البقرة الروسية ولا الإماراتية. لقد عول حميتتى كثيرا على عصابة فاغنر , وهى عصابة مأجورة تخدم من يدفع اكثر . وقد تدخلت في ليبيا من قبل ثم انتقلت الى السودان . وهى لن تستطيع ان تتدخل مباشرة لكى تستخدم القوة العسكرية لفض المظاهرات السلمية لان هذا بالضبط يعد من مسببات تاليب الراى العام العالمى ضدها. وكما يقول المثل: "المحرش ما بيكاتل". ان الشعب السودانى يدافع عن ارضه وحريته وعزته وكرامته وهو لن ينهزم ابدا . البرخان زار الخليج ويوغندا وهو كعادته قليل الكلام , لكنه اوعز الى معاونيه ان يكتبوا التقارير المضللة حول نتائج زياراته. وقد صور هؤلاء ان الزيارت كللت بالنجاح على الرغم من ان الواقع يؤكد العكس . والايام ستكشف ذلك و" الموية تكذب الغطاس". قالوا انه يمتلك ملفات ضد معارضين سياسيين وقيادات , ولو كان الامر كذلك لسعى الى استخدامها ولو بالتدريج. والطريق الاسهل هو ان يساوم السياسى وهو في المعتقل . وحسب المنطق البسيط لا توجد فرصة افضل من هذه .اما العلاقة مع إسرائيل فهى لن تفيده لانها علاقة بين دولة ودولة أخرى , والعلاقات بين الدول لا يتحكم فيها الافراد بل المؤسسات التي ترعى مصالح دولها. والمعروف ان إسرائيل دولة ديمقراطية ذات مؤسسات. ان الذى ساعد على تسجيل الشعب السودانى الانتصار تلو الاخر هو احتفاظه بخيار الاحتجاجات السلمية رغم محاولات العساكر الكثيرة التي سعت الى جره نحو العنف . والسلمية هى السلاح المجرب في أكتوبر وفى ابريل وفى انتفاضة ديسمبر. وهو أسلوب سينجح مرة أخرى مثلما نجح في دول اوربا الشرقية واسيا وامريكا اللاتينية. والذى يحدث من تعذيب للمعتقلين على ذمة تهم مزورة سيتحول الى ادلة ادانة ضد حكم العسكر لان الحق دائما هو المنتصر وان : "الحق ابلج والباطل لجلج". وجولة باطلهم ساعة اما جولة الحق , حق الشعب , فهى الى قيام الساعة . [email protected]