قال مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أمن، أحمد إبراهيم مفضل، إن المخابرات السودانية من أوائل الأجهزة في المنطقة التي تنبّهت لخطورة الجوانب الفكرية في خلق القناعات التي تفضي لتبني الإرهاب والتطرف العنيف. وأشار مفضّل، إلى أن تجربة السودان في اعتماد استراتيجية التحصين الفكري لمحاربة التطرف وسط الشباب، بدأت منذ العام 2008. وأضاف "باستراتيجيتنا الوقائية المبتكرة، نجحت المخابرات السودانية في إعادة الكثير من الشباب إلى جادة الطريق، وقلّلنا بصورة كبيرة جداً من خطر الإرهاب على المجتمعات". وفي العام 2016، أخضع ما يسمى بمركز التحصين الفكري لمحاربة التطرف وسط الشباب، أكثر من 100 شاب وشابة سبق أن تحفّظت عليهم السلطات السودانية في عمليات إرهاب بمسارح مختلفة، خضعوا لمراجعات فكرية مكثفة استمرت ل (18) شهراً، أسفرت عن تخليهم عن الأفكار المتطرفة وعودتهم إلى الحياة السوية، فيما أحيلت بعض الحالات إلى تلقي العلاج النفسي. وقال مفضل، "لأن الارهاب أصبح مهدداً محلياً وإقليماً وقارياً، وتبذل الدول جهدها لمكافحته بالوسائل كافة، مثل تبادل المعلومات والعمليات المشتركة، أعد جهاز المخابرات السوداني استراتيجيته المبتكرة وشارك بتجربته الفريدة العالم، باعتباره أحد الفاعلين في المنظومة الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف". ويشير مفضّل إلى ورشة "المعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب" التي تنعقد هذه الأيام بالخرطوم، ويضيف: "دعا جهاز المخابرات العامة السودانية نظرائه في منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (CISSA) وإقليم شرق أفريقيا، بجانب بعض الدول المتأثرة بالظاهرة في القارة الأفريقية، دعاها للمشاركة في الورشة والوقوف على تجربة السودان، فيما حضرت بصفة المراقب، السعودية وتركيا وقطر والإمارات وفرنسا، وممثلين للأجهزة المعنية المقيمة في الخرطوم". واستهلت الورشة يومها الأول بورقة عن "استراتيجية العناصر الإرهابية في القارة الأفريقية".