ارسل لي احد الاصدقاء مقال للكاتب محمد عبد الماجد عنوانه (شكراً لهذا العسكري المدني) . بالنسبة لي قبل ان اقرأ كلمة واحدة في المقال ايقنت انه هجاء، و هذا ما دعاني للقراءة (يعني شمارات) من هو صاحب الحظ التعيس. فوجدت المقال بعكس إعتقادي، و فهمي.. حتي لا يذهب البعض بعيداً عندما يوصف العسكري بالمدني هذه مذمة قبيحة تقدح في مهنيته، ليس لأن المدنية عيباً او منقصة، فحسب المعايير الدولية يصبح العسكري مدني كامل الدسم، ومؤهل للإنخراط في الحياة المدنية في مدة لا تنقص عن الخمس سنوات بعد إحالته الي التقاعد، سأشرح في ما بعد لماذا هذا المعيار. شتان ما بين العسكري المدني، و العسكري المهني الذي يؤمن بالدولة المدنية، فالعسكري المدني لا يصلح للقيام بمهام عسكرية، كما لا يمكن للمحامي إجراء عملية جراحية في العام الماضي دُونت ضدي ثلاثة بلاغات من قيادة الجيش في محكمة المعلوماتية، ادانتي المحكمة في تهمة واحدة بوصف احد القادة الكيزان بمدني الهوى، و الهوية، بشهر سجن مع وقف التنفيذ، فإعتبرتها المحكمة إساءة، اما كوز فأثبتناها بالشهود، والتزوير الذي هندسه الفريق منور، و اللواء الداروتي النائب إدارة خليفة منور الحالي، هو الدليل علي إدانته. المحكمة عبارة عن ملف يُثبت إنحطاط قادة القوات المسلحة الذين خلفهم المخلوع، وصنعهم علي يديه. للإطلاع، و المعرفة.. حيثيات القضية بيد المحامي القدير الثائر الاستاذ الرشيد السراج عبدالله الذي قاد فريق الدفاع. اردت من هذا التوضيح لأن ما جاء بالمقال لا يمكن ان ينطبق علي الفريق منور بنسبة كسر من الواحد في المليون. نريد من الإخوة الكتاب ان يكتبوا بمعرفة، بالذات عند تناول موضوع يخص قادة القوات المسلحة الذين هم اس البلاء، و الوباء الذي اوصلنا الي هذا المستوى الاسيف. لو ان تقييم الإخوة للفريق منور هو كلمته في احدى المؤتمرات عن الدولة المدنية فيجب ان يعيدوا هذا التسجيل، و سماعه بروية، مثنى، و ثلالث، و رباع، ساعتها سيعرفون ماذا كان يقصد السيد منور. الفريق منور يؤمن بالدولة المدنية تحت وصاية العسكر كما خطاب البرهان، والجنجويدي، وهو في السوء يفوق البرهان نفسه، لأنه من جوقة الجنرالات الذين كانوا في يدي الكيزان، و البرهان كالورق الذي يُستخدم في المراحيض. الفريق منور، والفريق محمد عثمان الحسين برأوا الإنقاذ من جريمة الفصل التعسفي، داخل المؤسسة العسكرية، وعملوا علي تصفية هذه القضية لأن الإعتراف بها سيطعن في مشروعية قانون القوات المسلحة للعام 2007، الذي صُمم لأغراض التمكين، وتدجين الجيش، وتفريغه من مضمونه الوطني، والمهني. من يُريد معرفة من هو الفريق منور فليسأل طوابير الضباط المفصولين تعسفياً، وقد فاق عددهم الخمسة آلاف ضابط من مختلف الرتب، وخمسين الف ضابط صف، وجندي. ترقية الفريق منور الي رتبة الفريق اول، وإحالته يُعتبر تكريم لا يحلم به ، لكنها الاقدار. منور من الضباط الذين تجب محاسبتهم في اكبر فضيحة في تاريخ الجيش ألا وهي تزوير إجراءات قضية الفصل التعسفي لصالح سدنة النظام البائد بآليات الثورة، والعدالة الإنتقالية، القضية الدستورية التي تُعتبر واحدة من مطلوبات الثورة. الفريق منور يكفيه من القُبح انه من القادة الذي يقفون بكل خشوع، وادب، لأداء التحية العسكرية لجنجويدي جاهل كل خبراته القتل، والسحل، والحرق، والإغتصاب. الفريق منور لم يكن بطلاً، بل كان مطبلاً للباطل في الثلاثين العِجاف، ووصوله الي هذه الرتبة الرفيعة يُثبت سوءه، وعدم براءته، لأن القادة علي مقاس دولة الكهنوت بقيادة الماجن المخلوع، إما ان يكون كوزاً فارغاً بلا قيمة، او دلدول، دلوكة تُضرب ليرقص الآخرين، وصفتهم الضعف، وعدم الكرامة. سنواصل في فضح القادة الذين خلفهم المشروع الحماري المسمى زوراً بالحضاري. من جرب المُجرب حاقت به الندامة، وحصد الوهم.. من يعرف حسنة وحيدة للفريق منور فأسعفونا بها حتي لا نظلم الرجل.. [email protected]