لا يخفى على الجميع ما شهدت الساحة السودانية في الأيام القليلة الماضية من انتخابات نزيه وشفافة تخص نقابة الصحفيين فهي في تقدري وربما يؤيدني كثيرون مثلي أنها بداية لحقبه زمنية ديمقراطية مدنية يحلم بها السودانيون منذ أكثر من (60) عاما حيث بينت لنا كيفية التفاعل الديمقراطي المدني الراقي الذي أصاب الكثيرين ممن لا يفقهون فن التعامل مع النزاهة الشفافية والضمير الوطني الحي حد التباكي وقد بلغ نحيبهم أفاق السماء زلزل الأرض تحت أقدامهم وأصابهم ما أصابهم من عدم رضاؤهم النتائج المشرفة والنقية ويسعون إلى الرمي بتلك الخطوات الجبارة التي تمت إلى ساحة القضاء بحجة أنها غير شريعة في حين أنها كانت تقوم على عينك يا تجار في العهد البائد التزوير والمحاباة والجهوية والعنصرية والدعم إلا محدود من الحاضنة السياسية المؤتمر الوطني بشتى إشكالها المادي والمعنوي والاقتصادي . ومن هنا يجب أن يكون هذا المنوال مبراث ومنير ومنصة انطلاق لرؤية السودان بثوبه الجديد الديمقراطي المدني المتعافي من ضيق الحزبية التي جسمت على صدورنا كمواطنين (3) عقود من الزمان للعهد المقبور . وعليه فإننا نرجو من الهيئات والنقابات في بقية البلاد على اختلاف ألوانهم ومسمياتهم (الطبية / الهندسية/ العمالية / الزراعية / الصناعية) وخلافها حذو ما قامت به نقابة الصحفيين لكي يتعلموا الدرس ممن كانوا لا يسمعون إلا صوت الإنقاذ بدون أدنى مراعاة للفوارق في حكم شمولي قمعي ديكتاتوري بغيض لا يأبه بمن هم حولهم ويغرقون في شهواتهم والفساد الذي أزكم الأنوف في فحيحه وكنزوا من وراء ذلك مثني وثلاثة ورباع من النساء أو القصور الو ارفه أو العمارات أو ناهيك عن الأرصدة الدولاريه وشركات عابرة المحيطات حول العالم والعواصم ذات السمعة البراقة مستغلين كل نفوذهم لتمرير أجندتهم الشخصية والحزبية والعقائدية والأيدلوجية والديمغرافية والمناطقية على مصلحة الوطن والمواطن . وها هم يأجرون من ما راؤه من نزاهة وشفافية بالقدر نفسه نأمل أن يكون الدرس واضح للمواطن السوداني حتى يعرف كيف له أن يقتلع حقوقه المغتصبة وحتى لا يكون لقمة صائغه في أيدي اللذين يخونون الوطن . تلك هي العبارة التي كان أطلقها المؤسس دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء للفترة الانتقالية . (سوف نعبر) لأنه كان بروية الثاقبة يرى ما لم يراه غيره من نور في نهاية النفق نتشوق إلى إن نرى سوداننا يمشى على النهج الديمقراطي القويم والذي يسعي لتثبيت الديمقراطية المدنية كاملة الدسم غير منقوصة عبر تلك الانتخابات المهنية والتي هي مكسب للعموم وبذلك نبني الأساس الحقيقي للديمقراطية والتي يحلم بها السودانيون منذ الاستقلال والمختطفة منا لأيادي حزبية أو عسكرية حتى نتمتع بجو ديمقراطي نزيه وبناء وطنية ومدنية لأبنائنا وأحفادنا لكي يسيروا عليها ويتم النهوض بالسودان وتستغل الثروات التي بباطن الأرض وظاهره بالمستوى المطلوب وننعم بمقومات الدول من بنيته تحيته ومجال صحي متكامل وصروح علمية. نؤكد ونكرر أن أوجب الواجبات الاستفادة من التجربة وتكون منبر وقوده للبقية في القريب العاجل وندحر كل من تسول له نفسه بضياع سودان الكرامة والعزة والشموخ . نجدد المجد والخلود لأرواح شهداء ثورة سبتمبر المجيدة التي كتب اسمها بمداد من نور واسطر ذهبيه سوف تظل في الأذهان في المحافل الدولية والشفاء للجرحى والعودة المحمود للمفقودين لأحضان أسرهم وأهاليهم في ظل سودان مدني ديمقراطي متعافي . والله من وراء القصد وهو المستعان ،،، [email protected]