أحيا عشرات الآلاف من السودانيين أمس، الذكرى الأولى لإطاحة حكومة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، وتولي الجيش السلطة، في مواكب هادرة خرجت إلى الشوارع في العاصمة الخرطوم ومدنها الثلاث، إضافة إلى أكثر من مدينة أخرى في مختلف أنحاء البلاد. العساكر من أصغر جندي لحدي أكبر فريق بتزعلهم جداً كلمة "إصلاح" الأجهزة الأمنية وطوالي بفكوا لينا الجداد والكيزان، انو ديل عاوزين الأجهزة دي تكون عميلة و بلا بلا بلا وكلام فارغ المهم زي ديل المفروض كلهم يمشو المشنقة ،،#مليونية25اكتوبر #لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية pic.twitter.com/kftD368nAu — YASIN AHMED (@yasin123ah) October 25, 2022 ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بعودة الحكم المدني، في الوقت الذي قطعت فيه السلطات شبكة الإنترنت، وأغلقت الجسور في وجههم. وأمام القصر الجمهوري أطلقت الشرطة السودانية الغاز المدمع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت، لتفريق المتظاهرين، المدفوعين نحوه. الثوار يمنعون رجل مسن من مواصلة الموكب والذهاب معهم خوفاً علي صحته من بطش الانقلابيين.، ولكنه يرد عليهم بي : (كفاكم موت نموت نحن الكبار انتو تعيشوا وتبنوا بلدكم) ..#مليونية25اكتوبر pic.twitter.com/J9lmcL8LVs — علاءالدين زنقه (@alaadeen119) October 25, 2022 وفي مدينة أم درمان، لقي أحد المحتجين حتفه، بالرصاص، حسب بيان للجنة أطباء السودان المستقلة، لكن الشرطة قالت في بيان، إن جهات لم تحددها، هي وراء إشعال العنف الدموي، وطالبت منظمي المظاهرات بكشف هذه الجهات. وتظاهر الآلاف في الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان، في حين تناقل النشطاء أنباء عن خروج مظاهرات في أكثر من 30 مدينة من مدن البلاد. ولم يكن ممكناً التحقق من أعداد المتظاهرين بسبب قطع خدمة الإنترنت وسوء خدمة الاتصالات الهاتفية، كما لم يتسنّ التأكد من حجم المظاهرات خارج الخرطوم للأسباب نفسها. ووصف شهود عيان وصحافيون مظاهرات أمس بأنها الأضخم منذ بداية العام 2022، وقدّروا أعداد المشاركين فيها بمئات الآلاف في كل أنحاء البلاد. مخرج الروائع الطيب صديق وثق لمليونية اليوم عبر الدرون ✌️#مليونية25اكتوبر pic.twitter.com/sSgjitWFLz — داليا الطاهر- Dalia Eltahir (@dalia_eltahir) October 25, 2022 وردد المحتجون هتافات مناوئة لسيطرة العسكريين على الحكم في البلاد، ونادوا بتحقيق شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة. زلزال #مليونية25أكتوبر، لن يحكمنا العسكر الإجرامى و عصابات قطاع الطرق من دول الجوار. لن ينحنى هذا الشعب العملاق و سينتصر و مصير الطغاة و الإنقلابيين هو المشانق فى الشوارع للقصاص.#لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية pic.twitter.com/dNuuEx4fC8 — BLACKBOY سودانى (@blackboy) October 25, 2022 وكانت السلطات الأمنية قد استبقت الاحتجاجات وأعلنت تعطيل العمل وإغلاق المدارس، وأغلقت الجسور مستخدمة الحاويات المعدنية المملوءة بالرمل، وسدت الطرق الرئيسية المؤدية إلى مركز قيادة الجيش والقصر الرئاسي مستخدمة الحواجز الإسمنتية، ونشرت أعداداً كبيرة من القوات الأمنية، في حين شوهدت سيارات تحمل رجالاً بثياب مدنية يرجح أنهم تابعون لجهاز المخابرات. دا جزء من موكب اليوم في الخرطوم.. اعداد بشرية مهولة، بصور في الموكب لمدة اكتر من خمسة دقايق ولسا الحشود ما وصلت نصها.. عاش نضال الشعب السوداني#مليونية25اكتوبر pic.twitter.com/MyOfQXIyW5 — Ibn3uf (@HussamIbnouf) October 25, 2022 ولم تكتف السلطات بإغلاق الجسور والطرق وقطع الإنترنت، بل أغلقت «شارع الجيش»، وهو الشارع الذي شهد الاعتصام الشهير الذي أسقط حكم الإسلاميين بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير، ونصبت حواجز إسمنتية ضخمة على مداخله، واستخدمت العربات المدرعة لصد المتظاهرين ومنعهم من الاقتراب من مقر قيادة الجيش. A video showing the magnitude of the march that moved from Bashdar station this afternoon, one of dozens of marches that took to the streets on the anniversary of Burhan's coup. #KeepEyesOnSudan#مليونية25اكتوبر pic.twitter.com/l1g8ZqDThq — Mohamed Mustafa – محمد مصطفى جامع (@Moh_Gamea) October 25, 2022 وتظاهر في الخرطوم وحدها عشرات الآلاف من المحتجين من الذين استجابوا لدعوات لجان المقاومة وتحالفات المعارضة للتظاهر، وحددت القيادات الميدانية «القصر الجمهوري» وسط الخرطوم هدفاً للمواكب، فواجهتهم الأجهزة الأمنية بعبوات الغاز المسيل للدموع، وأصيب جراء ذلك العشرات؛ الأمر الذي حال بينهم وبين الوصول للقصر الرئاسي، فحولوا المناطق المحيطة به إلى ساحة عراك وعمليات «كر وفر» استمرت طويلاً. Another video, documents the putschist forces repressing pro-democracy protesters in Khartoum, using tear gas, stones and other projectiles in order to harm them.#KeepEyesOnSudan #مليونية25اكتوبر pic.twitter.com/0zm3i2EXWH — Mohamed Mustafa – محمد مصطفى جامع (@Moh_Gamea) October 25, 2022 وكان مقرراً أن تتجمع المواكب في نقاط عدة، ثم تتوجه جميعاً إلى القصر الرئاسي، وأن يقوم المتظاهرون بمحاصرته، لكن إغلاق الجسور والطرق منع المتظاهرين القادمين من أم درمانوالخرطوم بحري إلى الخرطوم. عساكر الدرادر و المظالم الفيديو ده طلع الليلة من مدينة ود مدني البتقدر / بقدر يصل لي للمرة دي توريني / يوريني pic.twitter.com/liWeOBilsJ — weam shawgi (@Golama_Isies) October 25, 2022 واحتشد عشرات الآلاف في أم درمان، واتجهوا نحو مقر البرلمان، وهو موقع تظاهرهم المعتاد، وحاولوا عبور جسر النيل الأبيض الذي يربط أم درمانبالخرطوم، فواجهتهم أجهزة الأمن بعنف مفرط لمنعهم من الاقتراب من الجسر المغلق منذ منتصف الليل بالحاويات المعدنية المملوءة بالرمال، وأطلقت عليهم زخات من الغاز المسيل للدموع. وتجمع محتجو الخرطوم بحري عند «محطة المؤسسة»، ثم اتجهوا جنوباً باتجاه جسر «المك نمر» الرابط بين المدينةوالخرطوم عبر النيل الأزرق، فأمطرتهم الشرطة بسحابة من الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وخاضوا معها معارك كر وفر قبل أن يتفرقوا بنهاية اليوم. وعادة ما تغلق السلطات جسر «المك نمر» عند أي حديث عن احتجاجات؛ ما جعله جسراً مغلقاً معظم الأيام، لأنه يمر قرب القصر الرئاسي والوزارات والمؤسسات الحكومية الرئيسية، واستخدمه المتظاهرون القادمون إلى المدينة للوصول إلى القصر الرئاسي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أكثر من مرة. واحتشد آلاف آخرون في منطقة «شرق النيل» بالقرب من «جسر المنشية»، لعبوره إلى الخرطوم، فوجدوه هو الآخر مغلقاً بالحاويات المعدنية المملوءة رملاً، والمحروسة بأعداد كبيرة من رجال وأجهزة الأمن، التي أطلقت عليهم عبوات الغاز المسيل للدموع، واستمرت المواجهة بين الطرفين ساعات عدة. وتواصلت الاحتجاجات طوال العام الماضي دون توقف، منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 تاريخ إطاحة قائد الجيش بالحكومة المدنية التي كان يترأسها عبد الله حمدوك، وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وهو ما اعتبرته المعارضة «انقلاباً عسكرياً» ضد الانتقال المدني. وأدى العنف الذي استخدمته الأمنية إلى مقتل 118 محتجاً سلمياً، وإصابة المئات بجراح، إضافة إلى اعتقالات واسعة شملت الآلاف، تم إطلاق سراحهم بعد نهاية الاحتجاجات. الشرق الأوسط