عندما تضخمت مليشيا الدعم السريع ، بدأ المخلوع في البحث عن مصادر لتمويلها بعيداً عن خزينة الدولة التي تعاني التضخم ، والإنهيار حد الإفلاس. أخيراً تم النقاش حول جبل عامر ، بعد إلحاح حميدتي بتسليمه هذه المنطقة للتنقيب عن الذهب لصالح تمويل نفسه. كان سؤال المخلوع لحميدتي.. المواطنين الهناك ح نعمل فيهم شنو؟ حميدتي .. "إنت سلمني المنطقة ، وانا ح اتصرف "البشير مباركاً "علي بركة الله".. فقه المخلوع وتبريره جاهزاً ، لتحيا مليشيا الجنجويد التي تحمي عرشه ، فتهجير عدد من السكان ، وقتلهم شيئ مُباح حسب فكره الضال ، ومنهجهه المعطوب ، وسلوكه الشاذ. فكانت جريمة جبل عامر حيث القتل ، والتشريد بلا رحمة ، تم تشريد عشرات القرى ، فكان القتل نصيب كل من إعترض ، او قاوم دفاعاً عن ممتلكاته ، او حق اهله. عجزت وزارة الداخلية متمثلة في وزيرها الفريق عصمت عبد الرحمن ، من ان تحمي المواطنين ، او تستوعب الحجم المهول من البلاغات ، والجرائم التي تُرتكب في رابعة النهار ضد سكان آمنين في قراهم ، ومزارعهم ، ومراعيهم. عبثاً وصل الامر الي قبة البرلمان المخجوج ، حيث الضوء الاخضر ، والاوامر قد صدرت من اعلى سلطة في البلاد ، واطلقت يد الجنجويد ليستبيحوا الاخضر ، واليابس. تم إستدعاء زعيم الجنجويد العميد حميدتي ، ووزير الداخلية الفريق عصمت عبدالرحمن ، الشاكي ، وهو من ضباط الدفعة 23 كلية حربية. قبل مناقشة الامر تحت قبة البرلمان إجتمع رئيس البرلمان ابراهيم احمد عمر بحميدتي ، والفريق عصمت في مكتبه ليسمع الرواية اولاً. فبدأ الفريق عصمت في الحديث ، فقاطعهم حميدتي.. "هوي الزول دا ما بتكلم قدامي انا البتكلم اول" قاطعه رئيس البرلمان بأنه وزير الداخلية ، ولابد من سماعه اولاً حسب الاقدمية.. نهض حميدتي من امامهم ، وإتصل بالمخلوع مباشرةً مُتخذاً ركناً من المكتب. بعد أن انهى الإتصال جاءهم مستأذناً ، بأن يتم تأجيل الإجتماع الي وقت آخر ، ثم غادر.. ليفاجأ الجميع بأن تتم ترقية حميدتي في صبيحة اليوم التالي. لم يجرؤ احداً حتي تاريخه ان يفتح هذا الملف ، لتصبح جريمة منسية .. في الدولة السريالية. كسرة.. سخرية الاقدار .. ذكر حميدتي بعد الثورة ان قواته شرعية ، وقانونية ، تم إنشاءها بموافقة البرلمان.. تصدق يا مؤمن كان يقصد نفس ذات البرلمان الذي رفض المثول امامه ، وعدم إحترامه. كسرة ، ونص.. تحدثنا بالامس عن محلج القطن الذي يريد ان يقيمه فكي جبرين ، في ولاية سنار ، فقط نُريد التذكير بجريمة جبل عامر ، فلا يمكن لمليشيا تبحث عن المال بأيً وسيلة ان تراعي حقوق المجتمع ، او ترعى مصالحه. لوردات الحرب يتقاسمون السودان لصالح اطماعهم ، وطموحاتهم الضحلة.. كسرة ، وتلاتة ارباع.. مرحب بالإستثمارات المدنية تحت دولة تحكمها قوانين تحفظ حق المجتمع اولاً قبل كل الحسابات. اما اموال لوردات الحرب فهي نبت شيطاني ، يبدأ قانونها عند الزناد ، وينتهي عند فوهة البندقية. اخيراً.. تصدق يا مؤمن بعد ان اصبح جبل عامر منطقة جرداء ، وقد نضب معينها تم بيعها الي حكومة حمدوك بمبلغ 50 مليون دولار ، إستلمها عداً ، ونقداً عبد الرحيم دقلو؟ أللهم قد ذكّرت فأشهد..