1- مقدمة : خبر له علاقة بالمقال: «حميدتي» يشترط تطهير الجيش من أنصار البشير المصدر- "الراكوبة"- كشفت مصادر ل«الشرق الأوسط» عن أن نقطتي الخلاف الرئيسيتين بين القوتين العسكريتين هما، أن الجيش يطالب بدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة خلال عامين فقط، بينما يطالب الأخير بفترة أطول تمتد من 5 إلى 10 سنوات، والأهم من ذلك اشتراط حميدتي «تطهير الجيش من الضباط الإسلاميين الذين كدّسهم الرئيس المعزول عمر البشير طوال فترة حكمه ل30 عاماً». وأضافت المصادر أن الاجتماع كان قصيراً ولم يناقش أيا من القضايا الخلافية بين الطرفين، بل إن «حميدتي بدا غاضباً ورفض التحدث في الاجتماع» الذي انتهى بالتأكيد فقط على يوم 6 أبريل لتوقيع الاتفاق النهائي.).-انتهى- 2- لم يعد يخفي علي احد من السودانيين والسفراء والصحفيين والمراسلين الاجانب داخل السودان وخارجه ، ان هناك من يفكر نيابة عن الجنرال "حميدتي" ويلقنه ماذا يقول وما يفعل ومتى يرفض ويقبل، ومتي يقلب طاولة الاجتماعات علي من هم حولها جلوس من جنرالات وقياديين عسكريين، لا اقول هذا الكلام كنوع من التحقير او التقليل من شأن "حميدتي"، الذي اصبح بالفعل صاحب شهرة وصيت ذائع بين كل رفقاء السلاح، واشتهر بأنه "خميرة عكننة" في الساحة السياسية والعسكرية. 3- لكن من طالع بدقة اغلب التصريحات التي صدرت منه في الفترة الاخيرة، يجدها تصريحات غير عادية ومثيرة للجدل، وان بعض هذه التصريحات الجديدة شغلت بال العسكريين والمكون المدني ورؤساء الاحزاب ومازالت تشغلهم وتؤرق بالهم، واغرب مافي الامر، انها تصريحات صدرت من جنرال قدراته العسكرية تحت الصفر، فهو لم يشارك اطلاقا في اي حروب داخل السودان وخارجه، ولا سمعنا أنه خاض معارك في الجنوب ودارفور واليمن وفي الفشقة!! واما عن مؤهلاته فانها متواضعة للغاية، ولكنه رغم كل هذه السلبيات استطاع ان يحتل صدارة الاخبار في الصحف السودانية والاجنبية، وأن يكون هو اكثر الشخصيات العسكرية. 4- في يوم 2/ أبريل الجاري، نشرت الصحف تصريح خطير "لحميدتي" جديد في نوعه لم يسبق من قبل ان ادلي بمثله، طالب فيه بابعاد الضباط الاسلاميين من السلطة، في تصريحه هذا لم يذكر لا من قريب او بعيد اسماء شخصيات اسلامية محددة يجب ابعادهم من المؤسسة العسكرية!!، ولا جاء في تصريحه كم عددهم ولو بالتقريب؟!!، رغم عدم الوضوح في التصريح المبهم الا انه اثار زوبعة شديدة مازالت مستمرة حتي اليوم. 5- بعض الصحف نشرت ان "حميدتي" قصد من تصريحه هذا لفت نظر المكون المدني ورؤساء الاحزاب المختلفة والنشطاء السياسيين والمعارضة والصحفيين والاعلاميين، ان القوات المسلحة اليوم وبعد اربعة اعوام من الإطاحة بالنظام السابق مازالت هي نفسها القوات المسلحة القديمة التي يدير دفتها الضباط والقياديين العسكريين القدامى "صناعة عمر البشير"!! 6- تصريح "حميدتي" كان الهدف منه لفت انظار الجميع في البلاد، ان الضباط الاسلاميين في الفترة القادمة وبعد تشكيل المجلس التشريعي والحكومة الانتقالية لن يتركوا الامور تسير بصورة جيدة ومقبولة طالما هم ليسوا فيها ولا يشكلون قوة عندها وزن. 7- الجنرال "حميدتي" اعلن تصريحه في قالب (كل لبيب بالاشارة يفهم)، وان هؤلاء الضباط الاسلاميين لن يتركوا الحياة في السودان تسير بصورة طبيعية وهم بعيدين عنها خاصة بعد ذاقوا حلاوة السلطة، ونعموا طويلا بحياة كلها جاه وابهة ورغد ، انهم حتمآ سيسعون لعمل اضطرابات ومشاكل كبيرة في المستقبل قد تؤدي إلى انقلاب عسكري!! 8- عودة الي عنوان المقال اعلاه -"حميدتي" طالب بإبعاد الضباط الإسلاميين من السلطة: الكباشي وياسر- مثالآ.. هو عنوان لم يأتي من فراغ وانما من خلفيات ما بين "حميدتي" وجنرالات مجلس السيادة من مناوشات وخلافات حادة وطعن وهمز ولمز ما بينهما حتي وصلت صداها إلى الصحف المحلية والأجنبية وتم نشر الكثير عنها، وكيف ان الجنرالات التابعين للقوات المسلحة في المجلس لا يكنون الود والاحترام ل"حميدتي" قائد قوات الدعم السريع، وظهرت هذه الحساسية منذ لحظة تعيين "حميدتي" في منصب نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، وازدادت هذه الحساسية أكثر حدة وضراوة بعد مجزرة القيادة العامة. 9- لم يعد يخفي علي احد من السودانيين والسفراء والصحفيين والمراسلين الاجانب داخل السودان وخارجه ، ان هناك من يفكر نيابة عن الجنرال "حميدتي" ويلقنه كل شيء بما فيها تصعيد المواقف وخلق الأزمات داخل المجلس العسكري سابقآ وداخل مجلس السيادة والاجتماعات الكثيرة التي شهدتها البلاد اخيرآ… 10- ومهما يكن من امر حقيقة التصريح فان "حميدتي" عبر عن رغبة الملايين في ابعاد الضباط الإسلاميين من السلطة قبل البدء في تسليم السلطة كاملة للمدنيين .