كانت التوقعات تشير إلى احتمال نشوب نزاعٍ بين الجيش والدعم السريع، والحقيقة بين قائد الأول عبدالفتاح البرهان وقائد الثاني محمد حمدان دقلو "حميدتي".. توصل الطرفان بمجهوداتٍ من الحرية والتغيير والقوي الأخرى الموقعة على الاتفاق الإطاري إلى وقف التوترات بينهما، وكان ذلك في الساعة الثالثة صباحاً يوم السبت. مجهودات التهدئة: اجرت قوى الحرية والتغيير اتصالاتٍ مكثفة مع قائد الجيش وقائد الدعم السريع ومع عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي واستمرت الاتصالات حتى الساعة الثالثة صباحاً وتم الاتفاق على عقد اجتماع موسع بين القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري عند الساعة الحادية عشر صباحاً يسبقها اجتماع بين قائد الجيش وقائد الدعم السريع عند الساعة التاسعة صباحاً. انفجار الأوضاع: عند الساعة الثالثة والنصف صباحا اجرى قائد قوات الدعم السريع اتصالاتٍ بفولكر بيرتس والآلية الثلاثية والقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري مخطراً إياهم بوجود تحركاتٍ عسكرية من الجيش واغلاق للكباري، وأجرى اتصالا بقائد الجيش مستفسراً إياه وأكد له البرهان أنه لم يعطِ أوامر مطلقاً بذلك وسيعمل على إيقاف ذلك فوراً، وبالفعل أمر البرهان القوات بالانسحاب وفتح الكباري وأكد لقائد الدعم السريع إكمال النقاش في الإجتماع المرتقب صباح السبت. تحول مفاجئ: حدث تحول مفاجئ، أعطيت أوامر لقوات من الجيش، تحركت من معسكر الباقير، وأخرى وصلت من النيل الأبيض، بمحاصرة قوات الدعم السريع في معسكر سوبا شرق المدينة الرياضية، وأعطيت الأوامر من شمس الدين كباشي مباشرةً متجاوزاً أوامر القائد العام . واضح ان المفتش العام للجيش السوداني ومدير الاستخبارات العسكرية ما كانوا عندهم خبر باعلان الحرب.. والا لما القي عليهما… Posted by Mohamed Gamaleldin on Wednesday, April 19, 2023 احتواء الموقف: تواصلت الجهود بين الآلية الثلاثية وقوى الحرية والتغيير والقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري لإيقاف تصاعد الأوضاع وتم الاتفاق على لقاءٍ يضم ممثل الجيش وممثل الدعم السريع في القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري وعضو مجلس السيادة الهادي إدريس وبقية ممثلي القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري لبدء حلٍ ينهي التوتر، وعند علم قادة عسكريين بمواعيد الاجتماع بدأوا الاشتباكات فوراً ومنها تصاعدت الاحداث. التخطيط للإنقلاب: بدأ التخطيط لانقلاب الحركة الإسلاموية والمؤتمر الوطني عبر خطة بدأت منذ شهر فبراير الماضي كانت تهدف إلى تخريب ورش ومؤتمرات العملية السياسية والهجوم على قاعة الصداقة وفض ورشة قضايا الاستقرار الأمني والسياسي والتنمية المستدامة في شرق السودان حيث خطط كل من شمس الدين كباشي وعباس حسن الداروتي ومحمد عثمان الحسين مع مجموعةٍ من الدفعة 43 من المعروفين بانتمائهم لمجموعة الانقلاب على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان والتنسيق مع كل من علي كرتي وأنس عمر واستنفار منسوبيهم ولكن باءت الخطة بالفشل لكشفها من قبل الاستخبارات العسكرية، ولكن بعد ذلك تم القاء القبض على الضباط وضباط صف وجنود الاستخبارات العسكرية الذين كشفوا الانقلاب من قبل كباشي في نهاية شهر مارس الماضي. كيزان الجيش هم من بدأوا الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع المحاولة الثانية: المحاولة الثانية كانت تزامناً مع ورشة الإصلاح الأمني والعسكري ودخول ضباط الحركة الإسلامية إلى مكتب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وتهديده بعدم حضور الجلسة الختامية… هددوا البرهان إما الانسحاب من الورشة أو الإعتقال وعليه أن يذهب للإفطار في الباقير ويجهز القوات فيها للانقضاض على السلطة مجدداً وابعاد الدعم السريع بالقوة والاشتباك وإلغاء الاتفاق السياسي الاطاري واعتقال جميع قادة القوى السياسية والمدنية الموقعة وادخالهم الى السجون على أقل تقدير. التنسيق على الأرض: بدأت الحركة الإسلاموية والمؤتمر الوطني التحشيد والترتيب للانقلاب عبر الافطارات الرمضانية في ولايات السودان المختلفة، بتنسيق مع قيادات في الجيش على رأسهم شمس الدين كباشي، وتم وضع خطة إعلامية تقضي بالظهور في القنوات التلفزيونية عبر الاستضافات بمجرد التحرك ومهاجمة المقار العسكرية المختلفة دون تحديد الدعم السريع فقط حيث كانت تقضي الخطة عزل البرهان وتولي شمس الدين كباشي قيادة الجيش والاستعانة بمنسوبي هيئة العمليات والدفاع الشعبي والمنتمين للتنظيم داخل الجيش، ومن ثم الهجوم على قوات الدعم السريع كغطاء للانقلاب. نشاط الإسلامويين: بعد مهاجمة معسكر الدعم السريع صباح السبت نشط الإسلامويون ومجموعاتهم الإعلامية فوراً لإظهار الأمر كأنه تمرد لقوات الدعم السريع وليس اعلاناً للحرب من طرفٍ واحد لا يعبر عن القوات المسلحة وانما التنظيم الإسلاموي، حيث نشط صحفيون وصحفيات ومؤسسات إعلامية تابعة في بث الدعاية المساندة للحرب ومهاجمة تحالف الحرية والتغيير واطلاق التهديدات بالاغتيالات والسجن مثل تهديدات أحد التابعين لغرف الإسلاميين المسمى الانصرافي بأن تتم تصفية قيادات الأحزاب السياسية وكذلك تهديدات صحفيات وصحفيين آخرين مرتبطين بالاستخبارات العسكرية وشمس الدين كباشي.