(لا ترم جواهرك أمام الخنازير ، فالكلمات غذاء العقل ، وخسّة الرجال تحرفها لمعنى فاسد ، والجهلة والأغبياء يسخرون مما لا يستطيعون فهمه وبذلك فأنك تجلب حكمة الحكماء إلى موقع الهزء وانثلام السمعه ، لهذا السبب احتفظ بالحكم للعقلاء – فيثاغورث) ويقول سقراط … (راحة الحكماء في وجود الحق , وراحة السفهاء في وجود الباطل). ليس غريبا ولاعجيبا علينا الشهامة السودانية المتميزة التي طالما يحفها كرم لا تخطئه العين … يتسابقون إلى الضيف واكرامه وقلوبهم لاتحمل الا الطيبة والألفة وحسن الوفادة ، انه جودنا الفياض الذي لايشبه الا بلادنا الغالية الطيبة طيبة اهلنا في غرب البلاد وشرقها شمالها وجنوبها وحين المحن تبين المعادن الاصيلة من رجال او نساء ، نحن شعب نستحق ان يكون لنا شان اخر وافاق مختلفة ومستقبل واعد نستحقه وتستحقه بلادنا واذا كان الانسان مواقف فالشعب السوداني بمعدنه وجمال نفسه يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وطن شامخ اشم بشعبه الذي ظل يساند بعضه حين المدلهمات رغم المحن الكثيرة واصوات الرصاص وانفجار الدانات هنا وهناك ورائحة البارود والموت الذي جلبته لهم يد الغدر والخيانة ، ومن غير الكيزان بظلمهم وكذبهم وفسادهم وحقدهم وكيدهم لهذا الوطن جلبوا لنا الدمار والخراب والفتن من غيرهم اشعل نيران الحرب واحرقوا بلادنا بشؤمهم ومؤمراتهم الشيطانية. يعشقون السلطة كأنها خلقت لهم يتهافتون نحو الكراسي يجلبون لنا الهوان ، لان الانسان ليس من اهتماتهم حكمت هذه الطغمة الفاسدة اكثر من ثلاثين عاما لم يتعلموا فيها غير الانانية وحب الذات وزرع الفتن والغدر والضرب تحت الحزام ، والشعب المغلوب على امره يقتله الجوع والغلاء ويهلكه المرض ، قبل الحرب تغول السوق بسببهم حتى اصبح وحشا قاسيا قاتلا لايرحم الصغير والكبير حتى يزداد المحتاج هوانا وبؤسا تركوا الحال يضيق بالناس بدون رحمة او شفقة انتقاما من الثورة التي حاولت ان تقتلع جذورهم وكان الامر لايعنيهم بشيء ، بل زادتهم احزان الشعب المغلوب على امره غني وترفا أطلت الحرب شيطان بؤس وجألبة نحس والم جديد يضاف إلى قائمة الأحزان السودانية المريرة كانت ااحلام البسيطة تدور حول متي يتوفير لديهم الخبز والماء والكهرباء فاصبحت كلها مطالب مستحيلة في وطني ثم قفز شيطان الحرب النهب السريع بقيادة شيطانهم حميدتى ومن يعاونهم الى جحيم الحرب والاقتتال ألغام شؤم زرعها الكيزان كما يزرعون شوك المحن في ارض الوطن … ولكن اليوم وجيشنا الباسل الذي لا ولن نتخلى عنه ولا نتركه ولا نستطيع التفريط فيه ، لان لا دولة بدون جيش تحت مظلة شرعية هي القوات المسلحة ، فإن كان الكيزان زرعوا داخله مرض فكثيرا ما يتم بتر العضو الفاسد لتبقي الروح ويتعافى الجسد . نحن لا نختلف ان الكيزان مرض سوف يتم استئصاله ولكن يجب ان يفهم اصحاب الاهواء والقلوب المريضة ان القوات المسلحة لن ولم تكن يوما ملكا خاصا للكيزان ، بل هي مؤسسة سودانية عريقة التاريخ عميقة الجذور لامزايدة عليها اليوم ولا غدا ، ونحن نقف معها بكل تجرد وتماسك وتعاضد من اجل حماية بلادنا ومكتسباتها واستمرارها عزيزة امنة … ان لم نؤمن نحن كمجتمع واحد بأن القوات المسلحة مؤسسة البلاد الشرعية ، وهي ملك السودان والسودانين جميعا ، ولن تكون في يوم ما ملكية لاحد من الناس ويجب أن يعلم ضعاف النفوس دعاة الفتنة أصحاب اللون الرمادي ، ان الوطن ليس مجال للمساومة ، ودونه المهج والأرواح وان من ينادي من اجل الحرية يجب أن ينظر بعين الحكمة إلى مستقبل عمر الوطن ، لا بعيون الحمقي واشباه المثقفين وأدعياء الحرية والجبناء السودان كيان غالي اذا تفتت لن نستطيع إصلاح ماتكسر منه ، واذا تفتت لن يعود مرة أخرى ، لذلك يجب ان نستيقظ من هذا السبات ونحفظه سليما كريما ولا نعرضه للسقوط حتى لا يتحطم ويذهب ادراج الرياح .