تنتاب القادة الروس الحيرة حول تحول الدفاعات الجوية الأوكرانية إلى قوة حصينة غير قابلة للاختراق رغم اشتداد الهجمات الصاروخية من القوات الجوية الروسية في الفترة الأخيرة. ويكمن السر، وفق تقرير من شبكة "سي إن إن" في الأسلحة الغربية وخاصة الأميركية التي تحصل عليها أوكرانيا وتستعملها في رد العدوان الروسي على أراضيها. وخلال شهر مايو الجاري لوحده، شنت روسيا ثماني موجات من الهجمات الصاروخية على العاصمة الأوكرانية، آخرها قصف في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء ب 18 صاروخا من أنواع مختلفة وسرب من الطائرات بدون طيار، لكن مع ذلك تقول أوكرانيا إن كل هذه الهجمات لم تصب أهدافها. أنظمة باتريوت الامريكية "أنظمة باتريوت الأميركية " وحتى وقت قريب، كان معظم المحللين وحتى مسؤولي الدفاع الأميركيين يشككون في أن الدفاعات الجوية الأوكرانية ستكون على مستوى مهمة صد هجوم روسي مستمر، لكن العكس هو الذي حصل، وفق التقرير. وتنقل الشبكة أن نجاح قوة الردع الأوكرانية يكمن في نشر منظومة "باتريوت" الأميركية، خاصة في منطقة كييف، وهي المنظومة التي حصلت عليها أوكرانيا الشهر الماضي. "تقنيون أوكرانيون في مصنع لصيانة الأسلحة" وزودت كل من الولاياتالمتحدة وألمانيا أوكرانيا بأنظمة باتريوت الاعتراضية التي يمكنها ضرب الطائرات على ارتفاعات عالية ومتوسطة. كما حصلت أوكرانيا على صواريخ كروز وبعض الصواريخ الباليستية. وإضافة إلى باتريوت حصلت أوكرانيا على المزيد من صواريخ الدفاع الجوي قصيرة ومتوسطة المدى من دول الناتو الأخرى، ومن ضمنها أنظمة متقدمة جدا مثل بطاريات IRIS-T الألمانية. ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن نظام IRIS-T نجح بنسبة 90 في المئة من مهمته، فيما حقق نظام NASAMS الأميركي نسبة نجاح وصلت إلى 100 في المئة، وفقا لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في نوفمبر الماضي. "صاروخ روسي أسقط في كييف" وساهمت الأسلحة التي كانت تمتلكها أوكرانيا من الحقبة السوفياتية أيضا ونجحت بنسبة 80 في المئة في صد الهجمات، ومنها صواريخ S-300 و Buk M1 متوسطة المدى المضادة للطائرات. وهناك شكوك جدية حول قدرة موسكو على إنتاج أسلحة جديدة بكميات كبيرة، في وقت تعيق العقوبات الغربية وصولها إلى الأجزاء المهمة، فيما يبدو أن مؤيدي أوكرانيا الغربيين عازمون على الحفاظ على إمدادات كييف. وفي 9 مايو، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن حزمة بقيمة 1.2 مليار دولار لتعزيز الدفاعات الجوية، وستشمل المساعدات الأميركية أنظمة دفاع جوي إضافية ومعدات ذخائر لدمج قاذفات الدفاع الجوي الغربية والصواريخ والرادارات مع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية. كما تشمل حزمة المساعدات الأميركية ذخائر لإسقاط أنظمة جوية بدون طيار وتقنيات تصوير الأقمار الصناعية، فيما أعلنت المملكة المتحدة، الاثنين، أنها سترسل مئات صواريخ الدفاع الجوي إلى أوكرانيا. وأعلنت أوكرانيا في منتصف أبريل أنها تلقت أول أنظمة دفاع جوي أميركية من طراز باتريوت، وهو وعد قطعه جو بايدن لفولوديمير زيلينسكي في ديسمبر خلال زيارة الرئيس الأوكراني لواشنطن. و"باتريوت ام آي ام 104″ منظومة صواريخ أرض-جو من تطوير رايثيون، وقد تم تطويرها أساسا لاعتراض طائرات تحلق على ارتفاع شاهق.