الأوطان هي التي تبقى وأن الهدف يجب أن يكون بقاء الوطن وليس بقاء أي حكم أو نظام (الطيب صالح). لست آسفا إلا لأنني لا أملك إلا حياة واحدة أضحى بها فى سبيل الوطن (شيشرون). لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني ان يبقى الوطن .. (تشي جيفارا). لم أكن أعرف أنّ للذاكرة عطراً أيضاً .. هو عطر الوطن .. (أحلام مستغانمي). الأم والوطن لا يمكن المزاح فيهما : إنهما مقدسان .. (إيزابيل الليندي). ان ما سلبته منا الفترات السابقة لايقدر بثمن ، وإن فوضى الحرب خلقت واقعا مريرا جدا ، ومدمر لم تشهده بلادنا من قبل . المستقبل في بلادنا قادم على تغيير حاسم ولازم وجذري فلا وسطية بعد هذه الايام الدموية القاسية ، فاذا ققدنا الارادة غابت القيادة وماتت السيادة واستبدت دكتاتورية الفوضي وتغلب علينا شيطان الاجرام واستولت على مفاصل الدولة شراذم البشر فعلى الوطن السلام حينها سوف تسكن البيوت المهجورة الهررة والفئران تفوح منها رائحة الدم وبقايا الرصاص ويجد الخوف مكانا امنا وملاذا يتصيد منه من يشاء فابحثوا لكم عن وطن اخر في عالم اخر وقطعا لن تجدوه فلا تفرطوا في بلادكم ثم تتباكوا على أطلالها. الصورة تبدو قاتمة سوداء حالكة تلك هي الحروب وهذا هو ثمنها وابنها الدم والقتل والخوف والخراب والتغريب والفقر والدمار ، نحن ايها السادة أمام مفترق طرق إما أن يتلاشى الوطن تماما فلا تلوموا الا أنفسكم ، او نتدارك المصيبة ونلعق الجراح ونمضي الى الامام ، بفكر جديد ووعي جديد وارادة جديدة تستوجب الحزم والإصرار والتقدم التماسك والارادة نحن أمام واقع متفتت يحتاج الى لملمة شمل وتوجه جماعي صادق وقوي وثابت يحتاج الى صبر وتماسك. الدرس كان ومازال قاسيا جدا وليس من رأى كمن سمع والمشاهد التي تظهر أمام ناظريكم عيانا بيانا وفعل الاجرام ليس كقوله ، نحن شعب نفتقد بوصلة الاتجاه الصحيح من أجل أهداف واضحة تصب في المقام الأول في مصلحة الوطن والمواطن نحو التقدم من أجل حياة كريمة. نحن شعب هزمتنا القيادات الفاشلة القشرية المترعة بالانانية وحب الذات قيادات لم تنظر الا للكراسي والمناصب الرنانة ، ولم تفكر في الرسالة التى يجب القيام تجاه الوطن والمواطن وكان الجنجويد ثمرة من هذه الشجرة الملعونة. حكم حزب الكيزان الانقلابي أكثر من ربع قرن بقيادته الفاسدة الحاقدة وفكره الضحل المنحرف ، وتخطيطه الاناني فدمر بلادنا وحطم الشعب وأهمل وجوده حتى اصبح الناس لديهم مجرد ارقام وادوات تحركها شهوة الحكم لديهم كيف شاءت ومتى ارادت ، وكل مانحن عليه اليوم من انتهاكات هو نتاج ذلك العهد الاسود البغيض البائس الذي لن نسمح له بالعودة مرة اخرى مهما كان الثمن ونحن دفعنا من الهوان ما فيه الكفاية وزيادة . سوف اقولها بكل ثقة نحن السبب نحن من خلق هذا الواقع عندما رضخنا لحكم فاسد فصل البلاد وقتل العباد ودمر الاقتصاد لمدة أكثر من ثلاثين عام شاركته للأسف ما تسمى بالاحزاب السودانية الخانعة الخاضعة المريضة الهزيلة الذليلة المرتشية الرخيصة الثمن فاقدة للمصداقية ، كنا ننتظر منهم النجاح فمنحوا بلادنا الفشل منحناهم الثقة فخانوا العهد والامانة والميثاق بدراهم معدودة. نحتاج اليوم الى قيادة وطنية صادقة ذات ارادة شعبية تسعى من أجل بناء هذا الوطن الجريح قيادة حرة مستقلة تخرج من صلب هذا الوطن تتدارك هذا الفشل قيادة لاتعيش لذاتها وملذاتها في كراسي الحكم .. لا للحرب جيش واحد شعب واحد .