لا توجد حقيقة أجمع عليها أهل السودان دون أن يختلفوا، مثل كذب "البرهان". فهو صاحب أكثر الأكاذيب الشريرة في تاريخ السياسة السودانية. تفوق حتى على "مُبارك المهدي"، ذلك الساقط الكذوب، الذي لفظه الشارع، وصفعه على قفاه بميدان الثورة. وقبلها لفظه آل بيته الكبير (المهدي)، وتحول إلى جثة متحركة لايُمكن مشاركتها في أي عمل وطني، أو أخلاقي. وإلى كذاب محترف من الخارج، يعمل لصالح أعداء بلادنا – التاريخيين- الذين لا يرون فيها سوى أرض شاسعة، بلا شعب. ويتعاملون معه ك "روث الأبقار"، يأخذون منه بالقدر الذي يكفي لخصوبة الأرض واستمرار نمو شجرتهم الخبيثة، المُتسلقة على جدار السودان! أخذني الإسترسال في الحديث عن "مُبارك المهدي"، من موضوع هذا المقال الرئيسي (البرهان). رُبما لأنني لا أترك فرصة تسنح لي، دون أن أقتص فيها، كلما وجدت أمامي وغد من الأوغاد. أو ربما تشابهت عَلَي الوجوه، فالعملاء لهم وجه واحد، وكلاهما عميل، ولنفس (الجهة)!! على كل حال لم أخرج عن السياق، كون المُقارنة ضرورية. وعلى الرغم من أن الرجلين يتساويان في الإنحطاط السلوكي والوطني، فإن "البرهان" يتفوق من حيث الضرر والدمار الذي ألحقه بحاضر ومُستقبل بلادنا. كما يتفوق في قدرته الفائقة على إنتاج الشر، وفي ممارسة هواية القتل. حيث زهق حياة (1000) من المدنيين، ما بين الخرطوم ودارفور، خلال يومين فقط! حتى العوامل الطبيعية من زلازل وحرائق وسيول، في أسوأ سنوات جنونها لم تزهق هذا العدد المهول من الأرواح، وفي هذه المُدة مثلما فعل هو! وقطعاً، ومنذ ان تواثق السودانيون على شكل وطنهم الحالي، بكل مابه وما فيه، لم يحدث ان أساء إنسان وحط من آمال وأحلام الشعب مثلما فعل البرهان. ولم يحدُث من قبل في أكثر لحظات تاريخ السودان إنحطاطاً، ما حدث في عهد (البرهان). حتى المخلوع "عمر البشير"، وهو الأكثر وحشية وأقل انسانية، ورغم كل سواءته التي لا تعد ولا تحصى، لم يجرؤ على أن يتآمر على شعبه، بالطريقة (المقززة) التي تآمر بها (البرهان). فهو وإن جوع الشعب بفساده وفساد "كيزانه" غير المحتشم، وبسياساتهم المغلقة الرعناء، إلا أنه لم يُغلق عليهم ميناء بلادهم، لإذلاهم وتجويعهم كوسيلة للبقاء في السلطة. في أقذر سلوك بشري عرفه إنسان السودان من حاكم، في كل تاريخه الحديث! إن مخازي هذا الأشر الكذوب، تقودنا مباشرة إلى سؤال، من هو هذا البرهان؟ ومن ملهمه لإرتكاب كل هذا الدمار والخراب؟ وماذا جنى منه؟ ونبدأ بالإجابة من حيث انتهينا. فلم يُجنى من مخازيه سوى الخزي والعار، وفر منه حتى من أغووه لخيانة شعبه، وتركوه وحيداً مع مُلهمه "الفريق أول شمس الدين كباشي"، وبتخطيط من أسيادهما (الكيزان)، تحت نظرية (ورط القائد ليصل النائب). وخاب مسعاهماً، بعد فشل مخططهما، كل على نيته. وهاهما يجلسان بقاع القاع سوياً، يواجهان نفس المصير، بعد أن أصبحا كركبتي "الناقة"، إن سقطا سقطا معاً، وإن قاما قاما معاً. واما سؤال (من هو هذا البرهان؟)، فتكمن إجابته في قصة، رواها أحد زملاءه وأبناء دفعته، ممن ترك العسكرية مُكرهاً بيد قوم البرهان (الكيزان). يقول في روايته التي تجيب على سؤالنا، أن (البرهان) كان رجلاً طيباً ومرحاً ووديعاً قبل وصول الكيزان، ولكنه كان كسولاً لدرجة انه كان يهمل حتى العناية بملابسه الداخلية! وهذه القصة ليست للنيل من الرجل الكذوب وذمه، بل هي لتفسير شخصيته الكذوبة المُنفصمة. والزعماء وقادة الجيوش تُفسر تصرفاتهم الطائشة من أسفل، عندما يستعصى تفسيرها من أعلى، ولا غرابة في ذلك. ففي زيارة زعيم كوريا الشمالية، الديكتاتور"كيم جون أونغ" العام الماضي إلى روسيا، أحضر معه من بلده "مقعد مرحاض"! لقد فسرت لنا رواية دُفعة "البرهان"، المصدر الجذري ل(القذارة)، التي تتسم بها تصرفاته. إنها قذارة فطرية!