كشفت الاخبار في اليومين السابقين عن اتصال هاتفي بين الجنرال عبدالفتاح البرهان و قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي كما أفادت بعض قيادات الحرية والتغيير عن تواصل قد تم من طرفهم مع الجنرال حميدتي و قد اكد كلا الجنرالان حسب ما رشح من معلومات عن رغبتهما في انهاء هذه الحرب عبر التفاوض . و هنا يبرز تحدي حقيقي امام جميع السودانيين في كيفية التقاط القفاز و تحويل هذه الرغبة من قبل الجنرالين الى واقع سياسي ملموس يفضي الى عمل تحول في مسار هذه الحرب التي دخلت شهرها الرابع و يقود الى اتفاق غير مشروط لأطلاق النار ومن ثم مواصلة التفاوض في منبر جدة بهدف الوصول الى عملية سلام حقيقي يوقف هذه الحرب . اننا يجب ان نتقدم تجاه حل يعيد السودان الى وضعه الطبيعي بغض النظر عن أسباب اندلاع هذه الحرب ا والطرف المتسبب في ذلك لان كل الوقائع تشير الان الى ان جميع السودانيين أصبحوا ليست لديهم القدرة ولا الرغبة في استمرار هذه الحرب ماعدا انصار النظام البائد و نافخي الكير . ان لسان اغلب السودانيين منذ بدء هذه الحرب هو قول بني إسرائيل لموسى (قَالُوا يَا موسى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ). نعم الجميع قاعد و متحمل كلفة تداعيات هذه الحرب منتظرا ان يقضي أي من الطرفين على الاخر ( بالرغم من ان الأيام اثبتت استحالة ذلك الامر ) او ان يتفاوض الطرفين و يوقفا هذه الحرب .و هو ما بدأت بوادره تلوح في الأفق الان .ولكن ذلك يتطلب شجاعة اكبر من شجاعة الميدان . ان شجاعة الميدان قد تنقذك انت او تنقذ مجموعتك ولكن شجاعة السلام اكبر لأنها تنقذ وطن بأكمله . لذا فلنعمل معا لسكب الماء على النار و تقديم المقترحات التي تقود الى حدوث اختراق بين طرفي النزاع و لنبتعد عن الأفكار السلبية و المطالب التي تضع العربة امام الحصان . انها فرصة قد لا تتكرر و يجب ان نقتنصها اليوم قبل ان نبكي عليها غدا كما بكينا ومازلنا نبكي على حكومة حمدوك و على الاتفاق الاطاري و لسان حالنا يقول ضيعناك وضعنا وراك يا عبود . انها مسؤولية تاريخية امام كل السودانيين و امانة في رقبة كل الحادبين على مصلحة هذا البلد.