بينما تستعر حرب السودان، وتتصاعد وتير ة الموت في الخرطوم، ينشط اإلسالميون في جبهتين، االولى جبهة الجهاد اإلسالمي المتوهم، والذي دعي له ثم ف منه قيادات االخوان واسرهم، ورجال الدين، خارج البالد، وعادت عجلة ر الموت لتطحن المساكين الذين يتم تحريكهم بالعاطفة الدينية ، ودعاوى الجهاد في سبيل الوطن، بواسطة مشايخ األرياف واالقاليم ، حينما يشهد العالم اغرب حرب تدور رحاها في البالد، يكبر ويهلل فيها الطرفان، والكفار هم الشعب األعزل، والضحايا هم صغار الجنود، والصبية المغرر بهم في طرفي النزاع. اما الجبهة األخرى فهي جبهة التعليم، ففي الوقت الذي قررت وزارة التعليم الغاء االمتحانات النهائية للمراحل االبتدائية، والمتوسط، والثانوي في مناطق النزاع، نشط تجار التعليم، في استغالل حوجة المواطنين، ونهش جيوب الناجين من الحرب، واالستثمار في ماساة الطلبة من اثار الحرب العبثية. وصرح في هذا الصدد بروف مامون حميدة صاحب )جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا( الذي قام بنقل جامعته الي دولة رواندا ) نحن هربنا خارج البالد فرارا هؤالء الطلبة خرجوا الي أماكن اخري متفرقين في جميع ً من الحرب، انحاء العالم، وفكرتنا أتت ان هؤالء الطلبة، لو استمرت الحرب سوف يفقدون زمنا ومهم في زمن الحرب ان ينال الناس التعليم، النه به ً قيماً من حياتهم، نحتاج الحرب، حقا أناس يواكبون ويتحملون مسئولية البالد، لذلك هذه رغبتنا ً األساسية الكمال تعليمهم بان يصيروا دكاترة..( قمنا بالترجمة للعربية. الشاهد أن حميدة، ربيب النظام الذي اشعل الحرب، يستثمر في التعليم ابان السلم والحرب، تخرج هو وقيادات االخوان المسلمون من جامعة الخرطوم، التي كانت مجانية التعليم واالعاشة، قدموا اليها من أقاليم البالد وهامشه ، وتخصصوا في جامعات خارج البالد علي حساب المواطنين والدولة. وحينما ملكوا السلطة، وتم تعيين حميدة مديرا لجامعة الخرطوم، قام بالتنكيل باالساتذة المعارضين السياسيين، واقال منهم كثر، وكانت جريرتهم انهم سعوا اليجاد القيمة في حياة مستخدما العنف االخواني، اذ تمت ً الطلبة. كما انه حارب مطالب القيمة تربية علي يديه اول حادثة لفض االعتصامات الجامعية باالمن والجيش، وتحرش بالطالبات، واقتحام الداخليات، واطالق الشتائم المهينة والغير معهودة وقتها عام 1990 حين كان اعتصام طالب الخرطوم ضد دخول االمتحانات ذلك العام. وكان نصيب تلك المؤسسة التعليمية العقوق ، والتدمير الشامل علي ايدي حميدة بحجة التعريب لتواكب اسلمة الدولة ) ثورة التعليم العالي( بصدد ) إعادة صياغة االنسان السوداني( ولألسف لم يجد الطلبة المراجع المطلوبة، او المعينات اللوجستية. بعد ذلك، تعددت الجامعات التي تدر األموال لجيوب الفاسدين، وتدني مستوي طلبة الطب، وتفتقت ذهنية االستثمار لديه، فكانت جامعته التي اعتمدت اللغة اإلنجليزية، واستجلبت ابناء المغتربين. واستشري التعليم الخاص وعجز الكثيرون من الطلبة من التعليم الجيد. وبعد الثورة قدمت الحكومة االنتقالية مشروع التعليم المجاني، ثارت ثائرة مافيا التعليم والجامعات والمدارس الخاصة، والمطابع والفاسدين، وضنوا علي أبناء الشعب بحلم مجانية التعليم. واليوم يحدثنا عن حرصه على أال يفقد هؤالء الطلبة زمناً )قيما( في حياتهم! وان رغبته ان يصيروا دكاترة! السؤال ما هو مفهوم القيمة لدي حميدة؟ الم تشهد جامعته ثقافة الموت، بتفويج اعداد من طالبه الي تركيا لالنضمام الي داعش؟! كناتج طبيعي لضحالة التعليم الحداثوي والتواطؤ مع الهوس الديني. وذكر حميد ة حرصه علي ان يتخرج هؤالء الطلبة ويصيروا دكاترة! في زمن يتمني اإلباء نجاة األبناء من الحرب، ولكن هال حدثنا وزير الصحة السابق 2011 عن ماذا قدم للقطاع الصحي العام، والدكاترة الذين تخرجوا ابان وزارته؟ الم تالحق األطباء المعارضين للنظام الفصل التعسفي؟ وماهو حال طلبة الطب الذين فاضت باعدادهم المستشفيات، وصاروا يبحثون عن توظيف، بل نالت منهم البطالة الحد الذي اشتغلوا فيه كسائقي توك توك/ رقشات، وفضلوا الموت في غمار البحار والمحيطات بحثاً عن حياة افضل؟! والبروف في حرصه علي مواصلة استثماره، ذكر حيثيات )حرصه علي تعليم الطلبة ليتحملوا مسئولية البالد(، اال يعلم أن عاصمة البالد تم تدميرها في خالل هذه األربعة األشهر تدميرا جعلها غير صالحة للعيش، بعد تدمير البنية الصحية، والتحتية تدميراً كامًال، بحسب المتخصصون في مجالت الحروب والكوارث، و نزح منها وهجرها سكانها الي الواليات األخرى، من الذين لم يجدوا فيها جامعات وتعليم مؤهل، بسبب سياسات حكومته التي لم تعن بفقراء طلبة الواليات والهامش، وحين أشرف علي قيام جامعات فيها كان اهتمامهم بالعدد والكم وليس القيمة فكانت غير مؤهلة تخرج فيها دكاترة هم ضحايا ثورتهم في التعليم. ثم عجبا لتاجر التعليم الذي يعرض بضاعته هذه المرة، السر المغتربين، ً والمقتدرين من السودانيين، باسم حفظ اعراض البنات! )ما يخص رواندا عند قبولنا لهؤالء الطلبة وخمسين منهن بنات، مع ثقافتنا التي تحمي البنات، كان ال يمكن ان نقدم الي وطن سوف يتعرضن فيه للتحرش/ التعرض او الهجوم، لذلك رواندا هي المكان، ومثل هذا الموقع يعد جنة( انتهي رحم هللا الشهيد محجوب التاج طالب طب الرازي لصاحبها وزير الخارجية السابق إبراهيم غندور، والذي قتل حين حاول حماية زميالته البنات! من تحرش وعنف عناصر جهاز االمن، 24 يناير 2019 وبدالً من ان تخلده الجامعة! تم فصل زمالئه الطلبة المشاركين في ثورة ديسمبر، وعقوبة الممتنعين عن دخول االمتحانات، بايقافهم عن الدراسة. نؤكد البنائنا الطلبة المتحمسين لمواصلة دراستهم نحن لسنا ضد تعليمكم لكننا ضد استغاللكم باسم التعليم، وضد استغالل االخوان المسلمين لشق وحدة الصف بالتمييز. فلنسعى جميعا لوقف الحرب وحفظ البالد لكي تتم العدالة في التعليم.