في صورة خالية من الادب العسكري ومن الاحترام السياسي امام جنود من الجيش تهكم قائد الجيش البرهان على اللواء السابق بالجيش فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي حاليا ورماه بالكبر في السن والخرف! . هل نسي البرهان أن فضل الله برمة ناصر ضابط جيش اقدم منه! حيث تخرج برمة ناصر من الكلية الحربية في عام 1962م والبرهان في ذلك الوقت طفل صغير ، ومن يعلم العسكرية يعلم أن الاقدمية في الجيش توجب الاحترام والتقدير ، ولكن يبدو ان البرهان نسي آداب العسكرية وتقاليد الجيش السوداني وضرب بها عرض الحائط. مقارنة تاريخ برمة ناصر العسكري والسياسي تظهر الفارق الضخم بينه وبين البرهان ، فقد كان برمة ناصر من قادة الجيش الكبار ، حينما كان جيشا قوميا وليس جيشا مؤدلجا مما أهله ليكون عضوا في المجلس العسكري الانتقالي لانتفاضة ابريل 1985م ، المجلس العسكري الذي كان بقيادة سوار الذهب ، والذي قاد البلاد بسلاسة لحين الانتخابات وسلم السلطة بكل إجلال واحترام للمدنيين وذهب لثكناته لم يقتل المدنيين ولم يعذبهم ولم ينقلب عليهم. بينما المجلس العسكري للبرهان قتل السودانيين في كل مدن السودان ونفذ اكبر مذبحة في تاريخ السودان الحديث حين قام بفض اعتصام المدنيين العزل امام باب قيادة الجيش ، العار الذي ما زال يلاحق البرهان وجيشه ، ثم لما وقع المدنيون اتفاقا مع البرهان عبر الوثيقة الدستورية خان البرهان الاتفاق في اللحظة التي كان يفترض فيها ان يتم تسليم قيادة مجلس السيادة للمدنيين وانقلب عليهم. فهل ثمة مقارنة ولو طفيفة بين القاتل الانقلابي البرهان والشريف المنضبط برمة ناصر!! . بعد التقاعد من الجيش انضم فضل الله برمة ناصر لحزب الأمة وعين بعد الانتخابات العامة في عام 1986م وزير دولة للدفاع ، وهذه ترجمة لقيمة الرجل وقدراته فهو خريج مدرسة خور طقت الشهيرة ومن رعيلها الاول. ناضل اللواء برمة ناصر ضد طغمة الانقاذ وظل لمدة ثلاثين سنة يكافح ضدها لم يشاركها المناصب وتم اعتقاله مرات عديدة ، فهل ناضل البرهان ضد دكتاتورية البشير؟ بالعكس شارك البرهان ضمن دكتاتورية البشير في مواقع تنفيذية سيئة السمعة في دارفور ايام الحرب والمذابح ، حيث شارك في تاسيس مليشيا حرس الحدود (الصورة السابقة للدعم السريع) مع ضابط الجيش شكرت الله الذي كان يقول لأهل دارفور (فوق الله وتحت شكرت الله)، وعين البرهان فيما بعد معتمدا لمحلية غرب جبل مرة وعاصمتها نيرتتي ، ويتدوال الناشطون ما قاله البرهان لأهل تلك المنطقة من قبيلة الفور حين قال (انا رب الفور). فهل ثمة علاقة بين الفرعون البرهان واللواء المناضل المهذب برمة ناصر!! . وصل برمة ناصر الى موقع نائب رئيس اكبر حزب سياسي في السودان وهو حزب الأمة القومي ، ثم تولى رئاسة الحزب بعد وفاة الامام الراحل السيد الصادق المهدي ، وهذا يجب ان يكون محط تقدير واجلال من العسكر ، كون ان واحد منهم وصل الى رئاسة اكبر احزاب السودان السياسية ، وفي ذلك رسالة للعسكريين الذين يرغبون في ممارسة العمل السياسي ان كل ما عليهم هو ان يرموا بالبزة العسكرية التي يحرم على لابسها ممارسة السياسة ثم مرحبا بهم في الاحزاب السياسية (والفيهو بخور منهم بينشم) كما يقول المثل السوداني. ان يتهكم البرهان من ضابط جيش سابق امام جنود الجيش وأن يتهكم كرئيس مجلس سيادة من رئيس اكبر حزب سياسي فهذه مخالفة للروح العسكرية وادابها ومخالفة للدبلوماسية السياسية واعرافها وفي كليهما تستوجب هذه المخالفة ان يعتذر البرهان امام الجنود وامام التاريخ للواء برمة ناصر، وإن لم يعتذر فليعلم البرهان انه ان مرر له جنوده هذا التهكم خوفا منه فان حزب الأمة القومي لن يمررها ، وسوف يعلم الطاغية اي منقلب سينقلب.