بدأت المعارك بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع" في يوم السبت 15/ أبريل الماضي 24/ رمضان 1444، وبانتهاء يوم الأمس 15/ أكتوبر الجاري تكون المعارك الضارية بين الطرفين قد اكملت ستة شهور بالتمام، ودخلت اليوم الاثنين 16/ أكتوبر أول أيام الشهر السابع. لا أحد داخل السودان او خارجه أو في اي مكان بالعالم يعرف كيف ومتى ستنتهي حرب الجنرالين خصوصا وان كلا من الرئيس/ البرهان والجنرال/ "حميدتي" يصران عن عمد علي استمرارها رغم الجهود الدولية التي بذلت لإنهاء الصراع، البرهان يشترط لانهاء الحرب أن تنسحب كل القوات من المناطق الرئيسية التي تحتلها، ومن المقرات السيادية والوزارات والمطار وقبل كل شيء من منازل المواطنين وعدم اتخاذ المواطنين دروع بشرية.. و"حميدتي" يصر علي اعتقال البرهان وتقديمه لمحاكمة عادلة بسبب اشتعاله حرب أبريل ، واتهامه بأنه هو من أطلق الرصاصة الاولي ، يطلب "حميدتي" أيضا فصل كل الضباط الاسلاميين من القوات المسلحة. دخلت المعارك شهرها السابع ، وفي هذا المقال اليوم رصد لعشرة سيناريوهات تتعلق بالحرب والسياسة ، وهناك احتمال كبير أن احدي هذه السيناريوهات متوقعة الحدوث … فما هي هذه السيناريوهات العشرة؟!! . السيناريو رقم (1): نشرت صحيفة "الراكوبة" في يوم الأحد 15/ أكتوبر الجاري ، خبر تحت عنوان : "وول ستريت جورنال : مصر قدمت طائرات مسيرة للجيش السوداني بعد تراجعه أمام قوات "الدعم السريع" المدعوم إماراتيا". جاء في الخبر : (…- قال مسؤولون أمنيون إن مصر سلمت الجيش السوداني طائرات بدون طيار لتعزيز قتاله ضد قائد الدعم السريع ، وهو تصعيد خطير محتمل للصراع الذي يجذب المزيد من اللاعبين الإقليميين. تم تسليم الطائرات المسيّرة إلى الجيش السوداني الشهر الماضي، وفقًا للمسؤولين. وقال المسؤولون إن أفراداً من الجيش السوداني تدربوا أيضاً في مصر لتحسين طريقة تعاملهم مع الطائرات بدون طيار. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في أغسطس أن الإمارات كانت ترسل أسلحة إلى قوات الدعم السريع ، وهي ميليشيا بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو تقاتل الجيش السوداني للسيطرة على الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.)- انتهي- من سياق الخبر نفهم ، ان المعارك في شهرها السابع الحالي ستشهد نوعية جديدة بالغة الخطورة علي المقاتلين من الطرفين وسقوط ضحايا بصورة لم تكن موجودة في شهور المعارك السابقة. السيناريو رقم (2): (أ)- قام موقع "تاق برس" اليوم الأحد 16/ أكتوبر الجاري، بنشر خبر تحت عنوان:(…-أمريكا تتحدث عن نقل السلطة للمدنيين في السودان بعد 6 أشهر على الحرب.). جاء فيه: (…- اكدت السفارة الأمريكية لدى السودان؛ لأنه في سياق الخروج من الصراع عن طريق التفاوض ، لا بد من استعادة التحول الديمقراطي في السودان من خلال نقل السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية. وقالت إن يوم 15 أكتوبر يصادف مرور ستة أشهر على اندلاع الصراع المأساوي الذي لا معنى له في السودان.). -انتهى- (ب)- احتمال ضعيف ان ينجح السيناريو الامريكي بسبب موقف حكومة واشنطن المتذبذب من مسألة السودان، واقتراح أمريكا الخروج من الصراع في السودان عن طريق التفاوض لن يجد الاهتمام- علي اعتبار انه اقتراح مكرر وممل، وسبق أن طرحته امريكا من قبل مئات المرات علي دول كثيرة منها السودان واليمن وليبيا واخيرا اسرائيل بعد معاركها في غزة. أمريكا غير جادة علي استعادة التحول الديمقراطي في السودان من خلال نقل السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية، امريكا تطبق القول المعروف: (…- مادام الكلام مجانا.. كثر منه.). السيناريو رقم (3): قد تلجأ أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي الي عقد مؤتمر يضم (اجباريا) البرهان وحميدتي، وحضور رؤساء دول الجوار السوداني لوضع حل نهائي وعادل لعودة الامن والامان الى كل ربوع السودان. السيناريو رقم (4): (أ)- "هل بالفعل اصبحت بورتسودان هي العاصمة الجديدة للسودان بدل عن الخرطوم التي غدت كوم تراب؟!!"، السؤال ليس من عندي، وانما جاء في خبر نشر في صحيفة "الراكوبة" بتاريخ يوم الأحد 15/ أكتوبر الجاري تحت عنوان:(الخرطوم ثكنة عسكرية بعد ستة أشهر من الحرب في السودان ... بورتسودان "عاصمة بديلة".).، وجاء فيه: (…- تتجه انظار السودانيين الى مدينة بورتسودان في شرق البلاد التي باتت بمثابة "عاصمة بديلة" من الخرطوم بعدما تحولت الاخيرة الى ما يشبه ثكنة عسكرية جراء استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ستة أشهر. باتت أنظار السودانيين تتجه إلى مدينة بورتسودان الساحلية في شرق البلاد، خصوصا بعد أن انتقل إليها قادة الجيش وعلى رأسهم البرهان ، وحيث المطار الوحيد العامل في ظل تعطل مرافق الخرطوم. وقال مهندس التخطيط السوداني طارق احمد لوكالة فرانس برس "تحدث البعض عن عاصمة بديلة حتى قبل اندلاع الحرب بسبب بعض العيوب في الحالية". واضاف "وأتت الحرب لتظهر مدى احتكار الخرطوم كل شيء، لذلك تعطلت البنوك والشركات ودورة العمل الحكومي". وقالت المحللة الاقتصادية أميمة خالد أن "أمد الحرب يطول .. ولا بد من البحث عن مكان تدار منه شؤون المواطنين .. الحياة لا تتوقف". وأشارت خالد إلى مدينة بورتسودان باعتبارها "المركز التجاري الثاني بعد الخرطوم بحكم موقعها وطبيعتها لذلك يمكن أن تكون عاصمة اقتصادية". وعزت اختيار المدينة المطلة على البحر الأحمر "لسببين: الأول أنها بعيدة جغرافيا عن مناطق الحرب، والثاني أنها تشكل نافذة للتواصل مع العالم عبر مطارها أو الميناء البحري".و قالت هند صالح من سكان المدينة ل"فرانس برس" إن بورتسودان "يمكن أن تكون العاصمة لولا مشكلتان: نقص مياه الشرب وضعف خدمة الكهرباء". ىلا أن المشكلة الكبيرة الموجودة في نقل العاصمة الخرطوم الي بورتسودان تتمثل في بعد المسافة بين بورتسودان وبقية أنحاء البلاد عائقا أمام اختيارها لتحل محل الخرطوم، إذ تبعد عن الحدود الغربية 3000 كلم، وعن الحدود الجنوبية حوالي 2500 كلم في بلد يفتقر لشبكة مواصلات سواء برية أو بواسطة السكك الحديد، فضلا عن الطرق المتهالكة.). -انتهي- (ب)- هذا السيناريو اصبح حقيقة واقعة، وقد تصبح بورتسودان بالفعل العاصمة القومية الجديدة للبلاد في ظل عدم وجود الخرطوم!! . السيناريو رقم (5): (أ)- هذا السيناريو أصبح متوقع بدرجة كبيرة، وهو دخول قوات اممية بقيادة الولاياتالمتحدة الي السودان تحت ستار الفصل بين القوات.الأممالمتحدة ومجلس الأمن (أمريكا) لديها شبه تفويض تحت "البند السابع" مقرونا مع الفصل السادس. (ب)- ماذا تعرف عن ميثاق الأمم المتحدة "الفصل السابع": https://www.un.org/ar/about-us/un-charter/chapter-7 السيناريو رقم (6): حال البرهان اليوم قد أصبح مثل حال الرئيس السوري/ بشار الأسد، لا يهش و"لا ينش، ولا يحل ولا يربط"، وغدا مهمش محليا وعالميا وفشلت كل مساعيه في تلميع صورته وإبراز شخصية كرئيس عنده الهيبة، و لاجل انجاح هذا الغرض قام بزيارات الي مصر، والسودان الجنوبي ، وقطر، وارتيريا ، وتركيا ، وعاد من بعضها بعد توقيع اتفاقيات عسكرية ، ولكن بقيت صورته كما هي جنرال يسعي للبقاء في السلطة حتي لو أدي ذلك إلي تصفية ربع سكان البلاد – بحسب ما جاء في المذهب المالكي!!-… وعليه، لا نستبعد قيام ضباط من القوات بانقلاب علي البرهان "المركلس" وقابع أخر استجمام في بورتسودان، غير عابئ بالخراب والدمار وسقوط عشرات الموتي يوميا. السيناريو رقم (7): تظل الحرب مستمرة كما هي بين الطرفين المتقاتلين بلا هدن وحضور مؤتمرات تنهي الصراع ، ويستمر الكر والفر، الشد والجذب طوال مدة الشهر السابع للمعارك حتى يوم الأربعاء 15/ نوفمبر القادم تحت دعم من جهات خارجية لها مصلحة في بقاء الحال المزري في السودان، وخلال هذا الشهر لن تقوم القوات المسلحة بتقديم بيان او تقرير واضح وشامل للمواطنين عن عدد القتلى والجرحى في صفوفها منذ بدء القتال في أبريل الماضي ، وحقيقة موقفها العسكري الحالي من المعارك. السيناريو رقم (8): سيقوم البرهان بتشكيل حكومة انتقالية (حكومة طوارئ) لادارة شؤون البلاد يكون رئيس الوزراء فيها شخصية عسكرية بهدف أن تكون هذه الحكومة الجيدة مرتبطة به (عسكريا!!)، وحتي يضمن لن تتخذ قرارات تخالف قرارات وتوجيهاته!! . السيناريو رقم (9): ربما يقوم البرهان بشكيل (حكومة حرب) كل الوزراء فيها (ماعدا وزير الخارجية) من جنرالات المؤسسة العسكرية، ورئيس الوزراء فيها جبريل ابراهيم. السيناريو رقم (10): في ظل تعنت البرهان و"حميدتي" في انهاء الوضع المزري بالبلاد وسقوط مزيد من القتلى كل يوم، تقوم محكمة الجنايات الدولية بوضع اسم البرهان و"حميدتي" وكباشي وياسر العطا في قائمة الشخصيات المطلوبين مثولها أمام محكمة الجنايات، وانه يجب ان يستجيبوا لقرار المحكمة علي الفور وتسليم انفسهم للمحكمة، تماما كما فعل من قبل المتهم/ بحر إدريس أبو قردة أحد زعماء الفصائل في دارفور أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يوم 18/ مايو 2009م ، الذي بادر من تلقاء نفسه تسليم نفسه بكامل رضاه وبلا ضغوطات. السيناريو رقم (11): (أ)- تتوسع المعارك لصالح قوات "الدعم السريع"، وتنجح في دخول القيادة العامة واحتلالها، وايضا احتلال سلاح المهندسين والمدرعات والسلاح الطبي ومصنع الذخيرة، وتفرض سيطرتها بالكامل علي العاصمة المثلثة ودارفور وكردفان. (ب)- احتمال بعيد ، أن تنجح القوات المسلحة بجدارة بتفوق شديد في معاركها ضد "الدعم السريع" في كل مواقع القتال بالعاصمة المثلثة ودارفور وكردفان والجزيرة، وتجبر قوات الدعم علي إخلاء المقرات الحكومية والمستشفيات والسفارات الاجنبية ومنازل المواطنين. ملحوظة: السيناريو رقم (5)، هو الاقرب من بين كل السيناريوهات الأخرى متوقع نزوله الي أرض الواقع بنسبة كبيرة.