الحقيقة ان عقلية القرون الوسطى لا زالت تتموضع في نفس خانة البلاهة والغباء المقزز وتمارس فهلوة النصب والصعود فوق كل أسس العقلانية وتطمس بالزيف معالم الحقيقة وفي ظنها البائس ان محطات زمانها الغابر لا زال يمثل حاضرها وان تبعية الانتماء الأعمى لها لا زال مد يشكل حاضنة لقوتها وان جاهلية الانقياد الطايفي البغيض هو الذي يغذي استمرارية التحكم في الاتباع بلا جدل للاسرة المتسيدة في المشهد السياسي فيتوارث الابناء كل شئ حتى الشعوب وقيادتها. ان خارطة الانتماء القديم تهالكت واصبحت رثة اعتراها الوهن واعتلى الوعى طيف من جيل أصبح اكثر أدراك وتعقل فخلع كل أسس البناء الطايفي ومزق كل صكوك العبودية في التفكير واصبحت حلبة الرهان السياسي مبنية على البرامج لا العبودية والماضي الملطخ برغبة الأسياد وقيادتهم داخل البيت المنزه بجلال ،وان النصب والاحتيال بسلب الصوت وتكريس لسلطة الأسرة الواحدة المبجلة لم يعد في مشهد الحاضر الا تغييب لسلطة العقل لقد انتهت أساطير الزمن السحيق. هل يصحى المغيبون في كنف جاهلية القرون الوسطى من مس السفه وخبال الحلم ويرموا رث مايرتدونه من اثواب مهترية ماعادت تصلح لعصرنا الحالى ويتنازولوا عن عرش القيادة المطلقة ويومنوا ان الماضي أصبح صفحة في تاريخ بعيد قبر و انطفت سنوات اشراقة ، وان العقول تحررت واصبح الحق المشروع في تساوي الأكتاف وتبادل الأدوار في القيادة والكراسي والسلطة ،لقد مزق صك الحواضن بوعى وثقافة جيل جديد وانتهت حكايات التبعية المطلقة .